كتب – روماني صبري
بعد سلسلة من الاستفزازات التركية في المنطقة طالت القاصي والداني، والحليف قبل العدو، أصبح التراجع التركي عن كل هذا أمرا صعبا، إلا أن كل ذلك لم يمنع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من أن يعرب عن أمله في فتح صفحة جديدة مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة خلال العام المقبل، معلقا هذه الآمال على الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، إذن بعد كل الاستفزازات التركية من شرقي المتوسط إلى صفقة "إس400 الروسية" التي أغضبت الحليف الأميركي، مرورا بإرسال مرتزقة إلى ليبيا وأذربيجان، هل تكفي كلمات أردوغان لإصلاح ما أفسدته الأفعال التركية؟.
تركيا ماضية في سياساتها
لمناقشة ذلك، زعم من اسطنبول أستاذ العلاقات الدولية الدكتور سمير صالحة، ان الحديث عن صفحة جديدة في العلاقات التركية الأوروبية الأمريكية، ليس بجديد، وان هذا العرض التركي لا يحمل أي جديد أو تغيير في مواقف أنقرة المعلنة."
مضيفا عبر تقنية البث المباشر لفضائية "سكاي نيوز عربية"، فالممارسات والتطورات التي أبصرناها على الأرض ميدانيا وسياسيا وعسكريا وامنيا، عكست انه لا يبدو أن ثمة تحول في المواقف التركية."
وواصل زاعما :" لا يجب القول أن تصريحات الرئيس التركي حملت تراجعا في مواقفه، بل هي رسالة بأن أنقرة جاهزة للحوار مع من يريد الحوار لكن ليس في إطار شروط مسبقة أو مقابل تنازلات تفرض عليها في أي ملفات، لافتا :" تركيا ماضية في سياساتها."
صالحة يكذب
قال الرئيس التركي أردوغان، أنقرة تواجه ازدواجية في المعايير سواء بشأن شرق المتوسط أو منظومة (اس 400 الروسية)، ونريد أن نفتح صفحة جديدة مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في العام الجديد، ونأمل أن يخلص الاتحاد الأوروبي نفسه من العمى الاستراتيجي الذي باعد بينه وبين تركيا، وأظن أن بايدن سيعطي أهمية للعلاقات مع تركيا."
بايدن لن يتركه
وردا على تصريحات اردوغان هذه، قال الباحث في العلاقات الدولية طارق وهبي، الرئيس التركي يسعى لمصلحته، ويستخدم مصطلحات القومية التركية وحتى المصطلحات الإسلامية ليشد الأنظار إليه.
مردفا :" وأيضا لكي يبحث عن حلول قد تكون مرحلية وليست دائمة، وبرأيي أردوغان يحاول أن يجد طريقا للحل لان الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن لن يتركه وسيحاسبه عكس الرئيس ترامب الذي سمح بالاستفزاز التركي في المنطقة.
مشيرا :" بايدن سيدخل منطقة الشرق الأوسط عبر ملف الأزمة السورية، الذي يشعله الرئيس التركي تارة ويطفئه تارة، ينتقل من شمال شرق سوريا إلى ادلب ومنها إلى المتوسط."
سجله السياسي لا يخدمه
وفي السياق ذاته قالت من واشنطن الخبيرة في شؤون الأمن القومي آشا سي كاسلبيري، ما نتوقعه انه ستكون هناك نقاشات حقيقية حول دبلوماسية صارمة تجاه تركيا.
مضيفة، وكذلك فيما يخص التعامل مع القضية السورية، ونعرف ان السجل الحالي للرئيس التركي لا يخدمه في التعامل مع إدارة بايدن لاسيما بعد شراءه منظومة الأسلحة الروسية فهذا القرار معارض للسياسة الخارجية الأمريكية ولما يدعو إليه الكونجرس.
لافتة :" لذلك ستكون هناك دبلوماسية صارمة مع تركيا وفي الوقت نفسه سيظل هناك حوار ونقاش مع أنقرة من اجل ضمان تحسين العلاقات الثنائية، واعتقد أن الرئيس المنتخب جو بايدن يريد أن يبصر تحسنا في تصرفات الرئيس التركي في القريب.
مشيرة:" هناك قضية سياسية وهي تعرض اردوغان لضغط كبير بسبب سياساته الخارجية وتدخلاته في العديد من المناطق ما اثر سلبا على اقتصاد بلاده."