عرض/ سامية عياد
الكنيسة هى جسد السيد المسيح لها سلطان روحى أولا لا يحاكى سلطان ملوك ورؤساء العالم فهو مستمد من الرب يسوع الذى قال عن مملكته "مملكتى ليست من هذا العالم" وقد اختار الرب يسوع رسله وخلفاءئهم ، وسلم لهم هذا السلطان لتدبير أمور الكنيسة ..
هكذا حدثنا القمص ثاوفيلس المحرقى وكيل الكلية الإكليريكية بالدير المحرق فى مقاله "مدخل الى القانون الكنسى" موضحا أن الكنيسة وضعت مجموعة من القوانين التى تصدر عن سلطة كنسية معترف بها لتقرير أمر من الأمور أو لتنظيم حياة الأفراد أو الجماعات أو الكنيسة عامة فالكنيسة لها سلطان روحى مستمد من سلطان الرب يسوع ، وهنا توضح لنا الإشارات الليتورجية هذا الكلام ، ففى صلاة تقدمة الخبز والكأس "أيها السيد الرب يسوع ..أظهر وجهك على هذا الخبز ، وعلى هذه الكأس .. باركهما ، طهرهما.." ، وهنا يرشم الكاهن بيده عندما يقول باركهما ، وفى صلاة الإكليل المقدس أن الأب الأسقف أو الكاهن حين يضع الأكاليل بيده على رأس العروسين يصلى "ضع يا رب على عبديك أكاليل النعمة.. آمين" وهذه الإشارات تحمل معنى عميق وهو وجود اليد غير المنظورة وهى يد السيد المسيح التى تعمل من خلال اليد المنظورة أى من يقيمون الأسرار ، ونحن نؤمن برأس الكنيسة غير المنظور أى السيد المسيح ، والرأس المنظور هو الأب البطريرك .
السلطان الكنسى أذن هو سلطان مستمد من سلطان الرب يسوع الذى قال عن سلطانه "لأنه يولد لنا ولد ونعطى ابنا وتكون الرياسة على كتفه" فقد أعطنا الرب يسوع مثالا فى تحمل مسئولية الرعية ، كان يجول يصنع خيرا ، كان المعلم الصالح المتواضع فقد غسل أرجل التلاميذ وهو السيد والمعلم "فان كنت وأنا السيد والمعلم قد غسلت أرجلكم ، فأنتم يجب عليكم أن يغسل بعضكم أرجل بعض، لأنى أعطيتكم مثالا.." تلك هى السيادة التى تكلم عنها الرب يسوع ، فالسطان الكنسى هو سلطان مستمد من سيادة الرب يسوع نفسه القائمة على المحبة والبذل والتواضع .