كتب – روماني صبري
قال المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس بالقدس، لابد من تضافر الجهود بين جميع العقلاء والعلماء في عالمنا من اجل نبذ خطاب الكراهية والتكفير والعنصرية والحقد والتطاول على الرموز الدينية في كافة الأديان.
وجاءت تصريحاته خلال كلمته التي ألقاها في مؤتمر الكتروني في جنيف، بعنوان التعددية الدينية في عالمنا ورفض خطاب الكراهية والعنصرية :
اننا نرفض العنصرية بكافة اشكالها والوانها ونعتقد بأن الانسان لم يخلق لكي يكون داعية للكراهية والحقد والتطرف بل لكي يكون داعية للمحبة والرحمة والاخوة الانسانية .
هنالك من يلبسون ثوب الدين ويتخذونه غطاء خارجيا لهم وهم في الواقع لا علاقة لهم بالقيم الدينية والانسانية النبيلة ، فمن يحرض على العنف والقتل والتكفير والتحريض والكراهية والعنصرية انما هو معاد للقيم الدينية ذلك لاننا نعتقد بأن الله محبة وعندما تغيب المحبة من قلب اي انسان انما يفقد انسانيته وقيمه واخلاقه ومبادئه.
هنالك دور مأمول من كافة المرجعيات الروحية ومن كافة الاديان من اجل تكريس ثقافة ملؤها التسامح وقبول الاخر واحترام الاخر حتى وان اختلف في معتقده او دينه او لون بشرته ، فلا يجوز ان يُكره وان يُضطهد وان يُستهدف اي انسان في عالمنا بسبب انتماءه الديني او الطائفي او المذهبي فالبشر جميعا وان تعددت انتماءاتهم الدينية او الاثنية فهم ينتمون الى اسرة بشرية واحدة خلقها الله والله في خلقه لا يميز بين انسان وانسان .
باسم كنائسنا ومسيحيي بلادنا نقول لكم ولكل من يعملون الخير في عالمنا بأننا كنا وسنبقى دعاة خير ورحمة واخوة وسلام، ونحن نؤيد ونبارك كافة المبادرات الهادفة الى مواجهة ظاهرة العنصرية والتطرف والكراهية في عالمنا ايا كان مصدرها وايا كانت الجهة التي تروج لها ومن واجبنا جميعا ان نرفض وان نلفظ هذه المواقف التي تتنافى والقيم الروحية والانسانية والاخلاقية النبيلة .
فلسطين الارض المقدسة شعبها يتوق الى الحرية ومن واجبنا جميعا ان ندافع عن هذا الشعب وكرامته لكي تتحقق العدالة في ارض غيبت عنها العدالة والقدس كانت وستبقى عنوانا للتآخي والمحبة والسلام فهي المدينة المقدسة في الديانات التوحيدية الابراهيمية الثلاث ورسالة القدس كانت وستبقى رسالة المحبة والتلاقي بين الانسان واخيه الانسان فهي حاضنة اهم مقدساتنا المسيحية والاسلامية والمسيحيون والمسلمون في القدس ينتمون الى عائلة واحدة وكافة العقلاء والحكماء يرفضون اي خطاب من شأنه اثارة الفتن والتشرذم والضغينة في مجتمعنا .
وضع سيادته المشاركين في صورة ما يحدث في مدينة القدس متحدثا عن رسالة الميلاد من ارض الميلاد ومقدما التهنئة لكل المحتفلين بهذا العيد المجيد .