كتب – روماني صبري
وجه المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس بالقدس اليوم الثلاثاء، رسالة للشعب بخصوص ظاهرة القتل في فلسطين، وجاء في الرسالة :
ظاهرة انتشار جرائم القتل المروعة في الداخل الفلسطيني انما هي ظاهرة مقلقة ومؤسفة ومحزنة فقد بتنا نشهد بشكل دائم ومستمر جرائم اطلاق نار وقتل وترويع في اكثر من مكان وهؤلاء القتلة لا يأخذون بعين الاعتبار اية قيمة أخلاقية او انسانية .
لم يخلق الإنسان لكي يكون قاتلا ومجرما ولم يخلق الإنسان لكي يعتدي على حياة الآخرين ويضع حدا لحياة أي إنسان مهما كانت الأسباب والذرائع .
إننا إذ نعرب عن شجبنا واستنكارنا ورفضنا لظاهرة جرائم القتل المروعة المنتشرة في مجتمعنا العربي في الداخل فإننا نؤكد على ضرورة إطلاق مبادرات خلاقة يقوم بها رجال الدين والمؤسسات الدينية وكذلك المؤسسات الأكاديمية والتعليمية والإعلامية بضرورة توجيه شبابنا وتربيتهم على نبذ العنف وجرائم القتل وروح الانتقام التي تتنافى وقيمنا الأخلاقية والإنسانية والروحية .
ان هذا القاتل الذي يحمل سلاحه ويضع حدا لحياة الآخرين ألا يعرف ويدرك بأنه بهذه الطريقة يجعل عائلات بأسرها في حالة حزن لفقدان أبنائها وبعض القتلى هم معيلون لعائلاتهم وأبناءهم .
أن هذا القاتل الذي يستعمل سلاحا لكي يعتدي على حياة الآخرين الم يسمع الوصية القائلة " لا تقتل " وأين هي القيم الإنسانية والأخلاقية النبيلة من كل ما يحدث .
نحن بحاجة إلى انتفاضة فكرية ثقافية لإعادة تقويم الاعوجاجات المنتشرة في مجتمعنا فثقافة الانتقام موجودة وهنالك جنوح لدى الكثيرين لاستعمال وسائل العنف والبعض يظن ان هذا نوع من أنواع البطولة .
البطولة ليست أن تكون قاتلا ومجرما بل ان تكون فاعلا للخير ومناديا بالمحبة والرحمة ونابذا لكل المظاهر الهدامة في مجتمعنا .
إننا ندق ناقوس الخطر مجددا وما يحدث في مجتمعنا في الداخل إنما هو أمر خطير للغاية يمس السلم الأهلي ويمس ثقافتنا وهويتنا وسمعة شعبنا هذا الشعب الرائع المميز بثقافته ورقي فكره .
معا وسويا يجب ان نواجه ظاهرة جرائم القتل والعنف المنتشرة بشكل غير مسبوق وأدعو جميع الهيئات المسئولة من شخصيات سياسية ووطنية ودينية وسواها لكي تقوم بدورها المأمول في وضع حد لهذه الظاهرة المأساوية التي ازدادت بشكل دراماتيكي في الآونة الأخيرة .