. أشرف حلمى
كنسياً وعلى مدار تسعة سنوات فى هذا الوقت من كل عام أقامت كنيسة القديسين مارمرقس الرسول والبابا بطرس خاتم الشهداء بحى بشر بالأسكندرية الاحتفالات بذكرى إستشهاد قديسها فى العصر الحديث الذين استشهدوا مساء ليلة رأس السنة منذ عشر سنوات نتيجة التفجير الإرهابى المتعمد الذى وقع أمامها مع خروج المصلين وذلك بالتزامن مع أحتفال أبناء الكنيسة لاستقبال أعياد رأس السنة وميلاد طفل المذود ملك الملوك ورب الأرباب يسوع المسيح له كل مجد وإكرام , وقد اعتادت الكنيسة منذ ذلك الحادث الأليم القيام بإحياء ذكراهم بنهضة روحية سنوية لمدة ثلاث أيام , إلا ان هذا العام نظراً لتفشي فيروس كورونا والإجراءات الاحترازية التى اتخذتها الكنيسة , تقرر إلغاؤها والاكتفاء بعمل نهضة روحية وقصرها على أباء كهنة الكنيسة فقط على أن يقام القداس الالهى احتفالاً بالذكرى السنوية بدير مارمينا العجائبى في كينج مريوط مقر رفات الشهداء يوم ٣١ ديسمبر الجارى بحضور أسر الشهداء والمصابين , رهبان الدير إضافة الى كهنة كنيسة القديسين .
 
اما شعبياً فكان تفجير كنيسة القديسين بالأسكندرية ليس زلزال هز حى بشر وأنحاء الجمهورية فقط بل هز جميع دول العالم باسره التى شاهدها مئات الملايين عبر شاشات التلفزيونات والقنوات الفضائية وتركت ذكرى أليمة لدى المؤسسات الشعبية , الإجتماعية الدينية والسياسية ومنظمات المجتمع المدنى وجميع ابناء الشعب المصرى خاصة الشباب الذين طالبوا بتغيير اسم شارع خليل حمادة الذي شهد تفجيرات كنيسة القديسين إلى شارع الشهداء تخليدًا لذكراهم من خلال جروب قاموا بإنشائه بمواقع التواصل الإجتماعى بعنوان ( معاً لتغيير شارع خليل حمادة الى شارع الشهداء بسيدى بشر  فى الأسكندرية تخليداً لذكراهم  ) حيث تفاعل معهم عدد كبير من أبناء الشعب بكافة طوائفه وأشارت اليه الصحافة والمواقع الألكترونية المصرية , بل وتقدم مشكوراً السيد محمد النقيب رئيس لجنة الثقافة والإعلام وعضو المجلس المحلى لحى وسط الإسكندرية وقتئذ بمذكرة عاجلة إلى المجلس طالب فيها بضرورة إطلاق اسم «الشهداء» على شارع خليل حمادة تخليداً لذكراهم والذي وافق عليه أعضاء المجلس بالإجماع , وتم رفع الطلب والامر الى المسئولين بمحافظة الأسكندرية , وجاءت الرياح بما لا تشتيتها السفن عكس ما كان متوقعاً وقام محافظ الإسكندرية بالامتناع عن إصدار قرار بتغيير اسم الشارع الى الشهداء , وعلى أثر ذلك قام أحد المحامين المشهورين بإقامة دعوى قضائية طالب فيها المحكمة بوقف تنفيذ وإلغاء القرار السلبي المتمثل في امتناع محافظ الإسكندرية عن إصدار قرار بتغيير اسم الشارع الذي شهد تفجيرات كنيسة القديسين , إلا ان المحكمة أيضاً رفضت الدعوة مستندة إلى أن القوانين واللوائح لم تلزم محافظة الإسكندرية أو وزارة التنمية المحلية بتسمية شوارع معينة بأسماء محددة وإنما تركت الأمر لسلطتها التقديرية تقدره في ضوء ما تراه مناسبا ومراعيا للصالح العام .
 
الن يحن الوقت وامامنا ايام قليلة لإحياء ذكرى استشهادهم العاشرة لتكريم وتخليد هؤلاء الشهداء على خطى الشهداء الذين سقطوا خلال العمليات الأرهابية التى تلتها خاصة التى طالت قواتنا المسلحة المصرية , أفراد الشرطة والقيادات السياسية , فهل سيفعلها محافظ القاهرة الحالى ويقوم بإطلاق اسم الشهداء على الشارع الذى يقع فيه كنيسة القديسين فى عهد السيد رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي ؟!!! أم سيترك الأمر كما فعل أسلافه على ما هو عليه ويضرب بعرض الحائط بمطالب الملايين وأعضاء المجلس المحلى لحى وسط الإسكندرية التابع لها الكنيسة لسبب ما فى نفس يعقوب دون تكريم هؤلاء الشهداء .