الأقباط متحدون - الدستور بين الاتحاد والفوضى
أخر تحديث ١٨:٠٨ | الاربعاء ٤ يوليو ٢٠١٢ | ٢٧ بؤونة ١٧٢٨ ش | العدد ٢٨١١ السنة السابعة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

الدستور بين الاتحاد والفوضى


بقلم :  مدحت ناجى نجيب


عندما تولى أبراهام لينكولن ذلك الرجل الجمهورى بمنصب رئيس الجمهورية للولايات المتحدة الأمريكية فى نوفمبر من عام 1860 م ، وعد ناخبيه بأن يقضى على الفوضى والفساد الموجودين وتزامن مع رئاسته الحرب الاهلية عام 1861 والتى اندلعت فى الأساس نتيجة لقضية جدلية عملت على تهديد نواحى "الاتحاد" بين مواطنى امريكا الشمالية الذين اعتبروا العبودية أمراً غير اخلاقى وطالبوا بإلغائها ، ومن ناحية أخرى عمل الاتحاديون على الدفاع عن حق امريكا الجنوبية فى إتخاذ قرارتها ،ولذلك كان الصراع محتدماً ، وعلى الرئيس ان يوفق الاوضاع


لقد اتخذ هذا الرئيس كل قيمه وتعاليمه من الكتاب المقدس، وعمل من خلال قراءته فى القانون الدولى على الاتجاه نحو إعلاء اصول الدستور كأساس لقيادته ولجدول اعماله السياسى ، واعتبر ان الاتحاد هو الاساس العميق لبناء الدولة وهذا ما المح به فى خطابه الافتتاحى الاول ليلم شمل الفريقين ويدعوهما للهدوء ....
لقد كان الاتحاد فى نظره هو الذى يحمل ثقل كل المشاريع الاجتماعية والتنموية والثقافية الاخرى ، وبذلك كان الاتحاد أكبر من إلغاء العبودية ، وقد قال " سوف انقذ الاتحاد. وسوف انقذه بأقصر الطرق فى ظل الدستور، وكلما أسرعنا فى إسترداد السلطة القومية كلما اقتربنا اكثر من عودة الاتحاد ، كما كان قبلاً ، وأن وجد أولئك الذين لا يمكنهم انقاذ الاتحاد ما لم يمكنهم فى نفس الوقت إنقاذ العبودية ، فأنا لا اتفق معهم ، وكذلك لو وجد أولئك الذين لا يمكنهم انقاذ الاتحاد ما لم يبطلوا العبودية ، فانا لا اتفق معهم . فأن هدفى الاسمى هو إنقاذ الاتحاد وليس لإنقاذ العبودية او لإبطالها " ( سايمون ب.ووكر) .


لقد ادرك لينكولن بأن الحرية لا يمكن أن تكون ثابتة بأمان إلا على أسس اجتماعية وسياسية قوية ، لذلك أنشغل ببناء مجتمع يسوده النظام وتكون الحرية ممكنة فى ظل بناء دستور قوى يتم بناء الامة عليه ، وهذا يوافق تعريف " ايميل دوركايم " لغياب القانون " عندما تغيب فى المجتمع اى قيم مشتركة أو اخلاقيات او اتفاقات عندها بسرعة تؤول الامور إلى الفوضوية . فالدستور يحمى الحرية ويمنع الفوضى .
سيادة الرئيس المنتخب لمصر :


ان دور القوانين فى لعبة الرياضة ، ليست القوانين من يشاهدها المعجبون والمشجعون للعبة وانما هم يلتفتون إلى مشاهدة اللعبة لا إلى القوانين، ولكن من اجل ان توجد لعبة يمكن مشاهدتها ، يجب ان يتفق اللاعبون على قواعد اللعبة ، حسب ميثاق مهنى متفق عليه "
لذلك أسرع ببناء الدستور حتى تشاهد وترى ما انجزته ، حتى توحد بين كل صفوف الأمة ، فأنت من الآن أصبحت رئيس كل المصريين .


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع