• «الميراث» عرض افتتاح يحتفى بالفنان المصرى على مر العصور.. والجمهور يقف احتراما لعطاء محمود ياسين وصلاح السعدنى
• وزيرة الثقافة تؤكد على الالتزام بإجراءات مواجهة كورونا.. وتدعو الجمهور لمتابعة فعاليات 150 سنة مسرح
احتفل المسرحيون المصريون مساء أمس بانطلاق اعمال الدورة الـ 13 من المهرجان القومى للمسرح المصرى، والتى تقام تحت عنوان «دورة الاباء»، حيث تواكب مرور 150 عاما من عمر المسرح المصرى، وتمثل دورة المهرجان الحالية احتفالية خاصة برواد فن المسرح على مدى قرن ونصف القرن من الزمان.
وفى مسرح الاوبرا الكبير اعلنت الدكتورة إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة انطلاق فعاليات الدورة ١٣ من المهرجان، وذلك بحضور الفنان يوسف اسماعيل رئيس المهرجان، والفنان إسماعيل مختار، رئيس البيت الفنى للمسرح، ومدير المهرجان، المخرج الكبير خالد جلال رئيس شئون الإنتاج الثقافى، والدكتور مجدى صابر رئيس دار الاوبرا المصرية، والدكتور فتحى عبدالوهاب، رئيس قطاع صندوق التنمية الثقافية، والدكتور أحمد عواض، رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، والدكتور هيثم الحاج على، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، ولفيف من رواد فن المسرحى المصرى، وعشاقه.
وشهد الحفل تكريم عدد من رواد المسرح المصرى بإهدائهم دروعا تذكارية للرواد، وهم الفنان صلاح السعدنى وتسلمه نجله احمد وسط تصفيق حاد من الحضور، والفنانة سهير المرشدى، والمخرج عباس أحمد واسم محمود ياسين، والذى وقف له الحضور تقديرا واحتراما، وتسلمت التكريم ابنته رنيا، واسم الشاعر نجيب سرور وتسلمه الفنان ياسر صادق مدير المركز القومى للمسرح، وذلك لإيداعه فى متحف المركز بالتنسيق مع اسرة الراحل، كذلك تم تكريم اسم نجم الكوميديا المنتصر بالله.
وجهت الفنانة سهير المرشدى كلمة لجمهور الحفل باهمية هذا التكريم وقالت إنه تقدير بالغ الأهمية والقيمة بالنسبة لها، ولاسيما أنه يأتى وسط أسماء عملاقة من أبناء جيلها وأصدقائها أمثال القدير صلاح السعدنى، والراحل محمود ياسين، وأضافت أنها تفتخر بكل ما بذله الآباء المؤسسون للمسرح منذ ١٥٠ فى تمهيد الطريق أمامها بإخلاصهم للمسرح.
وعلقت الفنانة رانيا محمود ياسين على تكريم والدها، وقالت إن مشروع محمود ياسين انطلق من المسرح، ورغم النجاح والشهرة التى حققها فى السينما إلا أنه كان ينتمى للمسرح، واضافت بانه سعيد بهذا التكريم الذى يؤكد ان لدينا مهرجانات محترمة تحتفى وتحتفل بالقيمة الفنية.
وفى كلمتها قالت وزيرة الثقافة بإن المهرجان القومى للمسرح هو الحراك الحقيقى للمسرح المصرى وهو حصاد عام كامل من الإبداع لكل المسرحيين من شباب محمل بالطموح والأفكار الجريئة ونجوم كبار لديهم خبرات وتجارب مهمة.
ووجهت التحية لكل المشاركين فى هذه الدورة الاستثنائية، من مبدعين فى كل فروع العمل المسرحى كونهم قد واصلوا إبداعاتهم فى ظل هذه الظروف العصيبة وفى ذات الوقت الذى قدمت فيه أغلب المهرجانات المسرحية عروضها أون لاين، مشيرة لإصرار إدارة المهرجان على خروج هذه الدورة بعروض حية يشاهدها الجمهور ويتفاعل معها دون وسيط آخر.
ودعت الجميع لحضور الملتقى الفكرى 150 سنة مسرح مصرى، كونه محورا مهما وثريا للتأكيد على ريادة مصر فى المسرح، متمنية للجميع الاستمتاع بمشاهدة عروض مسرحية جيدة خلال المهرجان، مشددة على ضروة الالتزام بالاجراءات الاحترازية والوقائية.
ووجه رئيس المهرجان الشكر لوزيرة الثقافة لدعمها الكبير لكل الأفكار الجديدة بالمهرجان، والتى تمثلت فى إنشاء موقع الكترونى خاص بالمهرجان ليكون بمثابة أرشيف حى يحفظ كل ما يقدمه المهرجان من إبداعات، بالإضافة إلى إنشاء كيان إدارى وتنظيمى ثابت يكون وفق عمل فنى متقن.
وقال إن هذه الدورة تواكب مرور ١٥٠ عاما على نشأة المسرح المصرى المعاصر، فيما يسبقها ٧٠٠٠ سنة حضارة وإرث فنى عريق.
من جانبه قال مدير المهرجان ان العالم عاش وسط تحديات كورونا الصعبة ليتغير معها نمط الحياة ككل، وتتوقف جميع الأنشطة والفعاليات حول العالم، فى ذات الوقت الذى لم يقف فيه جيش فنانى مصر ليقدموا مناراتهم الإبداعية لتعود من خلالها مسارحنا لتفتح نوافذ الأمل والإبداع امام محبيها، من خلال هذا المهرجان يجمع جميع أطياف العمل المسرحى الإبداعى يتألقون فى ٢٩ عرضا مسرحيا، بالإضافة إلى نافذة إلكترونية للمهرجان لجمع وحفظ تراثنا المسرحى.
وأضاف أن المهرجان يرفع شعار الآباء المؤسسين والرواد الذين أسسوا مسرحنا المصرى وأسهموا فى تجسيد الشخصية المصرية وجوانب الحياة الاجتماعية الخاصة بها.
وكان الاحتفال بالدورة الجديدة قد بدأ بعرض مسرحى عنوانه «الميراث»، فكرة وإخراج المبدع خالد جلال، ديكور محمد الغرباوى، تصميم رقصات كريمة بدير، اعداد موسيقى أحمد طارق يحيى، وأعد الحوار عماد عبدالمحسن، ومخرج منفذ علا فهمى، واضاءة ياسر شعلان، وإعداد مادة فيلمية مهاب ذونون.
احتفل العرض بالفنان المصرى على مر العصور، ومنذ بداية تاريخ الحضارة على ارض مصر وحتى اليوم، مرورا بعصور مختلفة كانت وستظل مناهل يستقى منها المسرح ابداعاته.
تقام فعاليات الدورةالحالية من المهرجان خلال فى الفترة من 20 ديسمبر 2020 وحتى 4 يناير 2021، وتتضمن العديد من الفعاليات، ومنها عروض المهرجان، والتى بلغ عددها 29 عرضا، اختارتهم لجنة المشاهدة المشكلة برئاسة الناقد محمد الروبى، وعضوية الفنان مفيد عاشور، والمخرجة عبير على، والناقد باسم صادق، والمخرج محمد الصغير، وأمى على ماهر، وتتكون لجنة التحكيم من الدكتورة منى صفوت، والدكتورة إيمان عز الدين، والناقدة مايسة زكى، وخالد الطويلة.
وتشهد دورة الاباء الاحتفال بمرور 150 عاما على المسرح المصرى، ويُقام ملتقى فكرى بعنوان «150 سنة مسرح مصرى» فى قاعات المجلس الأعلى للثقافة خلال فترة المهرجان، وذلك من خلال العديد من الندوات التى يحاضر فيها متخصصون مسرحيون ونقاد فى مجالات متعددة، وتشمل موضوعاته الظواهر والأشكال المسرحية التى مهدت طريق الآباء، الأساطير المؤسسة للحضارة الفرعونية والمسرح الطقوسى الفرعونى إيزيس وإزوريس نموذجا، الجذور المصرية القديمة للأدب المصرى الشافهى والمسرح (السيرة الهلالية وحسن ونعيمة) نموذجا، الإرهاصات الأولى للمسرح الشعبى، نحو تاريخ جديد للمسرح المصرى الشعبى، وغيرها من النقاشات حول قضايا المسرح قديما وحديثا.
وتقدم الدورة 13 مجموعة من الإصدارات تخليدا للمكرمين من رواد للعمل المسرحى، وعناوينها «محمود ياسين.. فارس المسرح المصرى»، و«صلاح السعدنى.. ابن الحلم واليقظة»، و«المنتصر بالله.. ضحكة سعيدة»، و«سهير المرشدى.. أيقونة المسرح المصرى»، و«نجيب سرور.. فارس الميثولوجيا المصرية»، و«عباس أحمد.. راهب المسرح المصرى»، اضافة إلى نشرة يومية لتغطية فعاليات المهرجان.