د.ماجد عزت إسرائيل

في بداية الاحتفالات بعيد الميلاد المجيد أي ميلاد الطفل يسوع المسيح يحدث صدام ما بين الشرق والغرب هل عيد الميلاد 25 ديسمبر أو 7 يناير.

الحقيقة أن الغرب كان يستخدم قبل استخدام التقويم الجريجوري أو الغريغوري أو الميلادي، التقويم الغربي أو الروماني الذي يبدأ عام(570 ق.م)، تزامنا مع تأسيس مدينة روما. 

وبناء على ذلك تم تحديد تاريخ ميلاد السيد المسيح تبعا لتاريخ الدولة الرومانية التي كانت تسيطر علي الأمة اليهودية في ذلك.

    وفى مجمع مدينة نيقيه عام 325 م تم تحديد موعد عيد الميلاد (يوم 29من  كيهك حسب التقويم القبطى/ يوافق 25 من ديسمبر) من كل عام حسب التقويم الرومانى أو التقويم الميلادى. وظل العالم الغربي في استعمال التقويم اليولياني المتوافق تماما حينذاك مع التقويم المصري او التقويم القبطي حتى جاء البابا الروماني غريغوريوس الثالث عشر، وبالتحديد في عام 1582، وقام بتصحيح التقويم، وتزامن تطبيق العمل بهذا التقويم في فترة حبرية البابا غبريال الثامن (1587-1603م)، فربما كان لتودُّد بابا روما مع بابا الكنيسة القبطية تأثير في شروع البابا غبريال الثامن في العمل بالتقويم الجريجوري في مصر لتوحيد مواعيد الأعياد في الكنيستين القبطية والرومانية.
 
أو بمعنى أدق لتفادي التصادم ما بين الشرق والغرب في المواسم والأعياد.
 
  هنا لابد لنا من طرح هذا السؤال:هل حقا الأقباط بحاجة إلى ضبط تقويمهم؟ نؤكد هنا أن ضبط التقويم عمل علمي بحت لا دخل للعقائد الدينية فيه. فبعض الفلكيين والجغرافيين والمهتمين بعملية التقويم، ذكروا أن هناك خطأ في التقويم الشمسي القبطي  حيث يوجد فرق بين السنة الشمسية طبقاً للأرصاد والسنة القبطية  بلغ الفرق(14 دقيقة، و11ساعة ) وتراكم هذا الفرق ليعادل يوماً في كل (128)عاماً وبذلك يكون الخطأ المتراكم منذ عهد الشهداء وحتى يومناً نحو(13) يوماً،وسوف يظل هذا الخطأ التراكمي في الزيادة إذا لم نتدارك الأمر بضبط التقويم القبطي. ولدينا دليلان واضحان على التقدم، أولهما: أن المراصد الفلكية في جميع أنحاء العالم تقرر أن العام الشمسي طوله (46 ثانية،48دقيقة،5ساعات،365 يوم). ثانيهما: أنه قد ورد في الدسقولية وفي بعض المخطوطات التي كتبت عن العصر الأول للشهداء أن الاعتدال الربيعي وهو اليوم الذي يتساوي فيه ساعات الليل بالنهار كان يحدث في25 من شهر برمهات القبطي. وبناء على ذلك يدل أن تقويمناً قد أخر13 يوماً.
 
وإذ تقاعسنا عن ضبط تقويمنا فإن الخطأ سوف يظل ويتزايد حتى يجد أحفادنا أن شهر طوبة يحدث في الربيع مثلا. وعلى سبيل الدعابة ذكر الفلكي عبد الحميد سماحة مدير عام مرصد حلوان في إحدي محاضراته قائلاً:" أن الأقباط لن يصلحوا تقويمهم حتى يعيش أحدهم ألفي عام ويذكرهم أن شهر طوبة انتقل من الشتاء إلى الربيع". وقد رصدنا العديد من الاقتراحات لعض الفلكيين والباحثين الأقباط تؤكد حاجة الأقباط لضبط تقويمهم. نذكر منها على سبيل المثال يقدم التاريخ القبطي13 يوماً في أي وقت قادم إنشاء الله للتصحيح عن الماضي، وإذا كان ذلك في آخر العام القبطي فإننا نحذف الشهر القبطي الصغير،وسبعة أيام أو ثمانية من شهر مسرى.
 
أو اقتطاع ثلاث عشر يومًا من السنة القبطيّة، في أحد الشهور التي لا يوجَد بها أعياد سيّديّة أو مناسبات كنسيّة هامّة مثل شهر بابه نذكر على سبيل المثال يوم(3 بابه الذي يوافق 13 أكتوبر) فسيتبعه مباشرةً يوم (17بابه الذي يوافق14 أكتوبر). أو يتمّ اقتطاع الأيام الثلاث عشر الأخيرة من أي سنة قبطيّة، فيأتي 1 توت في اليوم التالي ليوم 22 مسرى. وبهذا سيأتي يوم 29 كيهك موافقًا ليوم 25 ديسمبر كما كان يحدث لقرون طويلة قبل ضبط التقويم الميلادي في عام 1582م. للحديث بقية.