بقلم: محمد أنور السادات
إلى رجال إعلامنا الوطنى الحر,,,, إننا نقدر لكم شهامتكم ووقفتكم الكريمة النبيلة إلى جانب شعبنا المصرى الثائر ، كما نقدر إخلاصكم وتعاونكم الرائع في نقل الحدث للمواطن كما هو ، ونعلم أنكم عانيتم كثيراً من هامش الحرية والتضييق طوال سنوات عديدة ، ومن المنافذ العديدة التى كان يملكها رجال أعمال ومسئولين يدورون فى فلك النظام ، وكلنا كنا نلتمس لكم العذر لكون البعض مجبراً على أن يسير وفق مناهج وخطط إعلامية محددة .
إننا الآن فى وقت يفترض أن يسعى فيه إعلامنا المصرى لإستعادة مصداقيته، وتغييرلغة حواره جذرياً ليكون إعلاماً محايداً ونزيهاً ملكاً لكل المصرين ، ومعبراً عن آمالهم وآلامهم وطموحاتهم ، لكننا حتى وقتنا هذا لانزال نبحث عن منابر إعلامية ومهنية حقيقية تواكب
تلك المرحلة الهامة التى نعيشها الآن من تاريخ مصر.
إن أمتنا لا ينقصها موارد بشرية ولا طبيعية لكي تنهض من ثبات التخلف وتنطلق لتسترد مكانتها بين الأمم ، إنما كل ما ينقصنا حقا هو إيمان وعزيمة وتخطيط وعمل. ولأن الإعلام حقا هو سلاح العصر فإننا نعتبركم جنود الخط الأمامي في معركة الصحوة والتغييرالشامل النابع من إيمان كل فرد بأن التغيير مسئوليته، وأنه جند له ، يدافع عنه ويتفاعل معه ويساهم في إنجاحه ويراقب مسيرته ويحرص علي استمراره.
نعلم أن رسالتكم قادرة على إحياء الشعوب النائمة وتنوير العقول التائهة ، وأنكم وسيلة للإرشاد والتوجيه والتعليم، والرقابة لكشف الفساد والانحراف، والتصدى لهجمات الغزو الفكري وبث الفتن ، وبكم تتحقق الآلفة والمحبة بين الناس ...فأنتم جنود الحاضر وصناع المستقبل.
لقد صار الإعلام حقا هو سلاح القرن الواحد والعشرين، وهو رسالة سياسية وثقافية وتعليمية واقتصادية. ...وهو فى حد ذاته أمضي في عمق ومساحة التأثير من الأسلحة الحقيقية ، وهو في نفس الوقت من أقوى وأكفأ آليات بناء وهدم الأمم . فهو سلاح دفاعي ، وسلاح هجومي ، وهوالعصب الحساس لمجمل مراحل حياتنا على أرض مصر.
إن الفترة القادمة تحتاج إلى تعاون الشعب وأجهزة الدولة وخصوصاً الإعلام مع الرئيس المنتخب وشحذ الطاقات والهمم ، وبث روح الأمل وصحوة الشهامة المصرية من جديد ، ونبذ أى محاولات تقلل من دور وجهد المجلس العسكرى وحرصه على ما فيه صالح الوطن والمواطنين ، وإننا جميعاً على المحك فإما نهضة وإما كبوة .