Oliver كتبها 
- كان البرد قارس.
نلتف حول النار نستدفأ.نصطلى و الهيكل يبدو وسط ألسنة اللهب.أو يختفي عنا إذا أطفأ المطر مدفئتنا و تناثر الغبار الأسود.نحن بالتمام عند التل على إرتفاع 600 قدم من الأرض.
 
كانوا يسمون منطقتنا (مجدل عيدر أى برج القطيع) كنا من هذا التل نرى مدينة عيدر النائية. ضمن المدن القصوى أو المناطق النائية لسبط يهوذا بلغتكم اليوم.هذا سر تسمية حقولنا حيث نرعى مجدل عيدر أو برج القطيع. 
 
- إذا وصفت لكم وجهى لن تطيقوا رؤيتى.تشيحون وجوهكم عنى كمتسربل وسط جراحاته.فأنا كرجل ممزق الوجه من كل الزوايا.عملنا قتال يومى.كل ليلة إما نَجرح أو نُجرح فى صراع لا ينتهى مع لصوص القطعان.كم مرة هشموا رأسى و عشت؟كم ضربونى بالقصبة؟ كم مرة طعنونى و تداويت.أكثر من هذا أشواك الوعر تثقب رأسى و قدماى.صارت ندباتنا شهادة الكفاءة عندما يحتاجون راعياً للقطيع.كنت أنال كرامة أفضل لأجل جراحاتى .
 
تجار الخراف  يعتبروننا حراساً على أسوارها من موقعنا فوق التل.حتى أن بعضاً من بيت لحم  يهبوننا طعاماً و خبزاً يشتهرون به حتى صارت القرية تسمى بيت الخبز.
 
- إنطفأت النار من غير مطر فإندهشنا.تفرقنا فى دائرة حول القطيع كى لا ندع اللصوص ينهبوننا فى الظلمة.
 
سنحتاج أن نجمع خشبتين نفركهما معاً لنشعل النار و يحل النور من جديد.
 
لكن قبل أن يحل النور من يمنحنا سلاماً هنا؟ نتكلم معاً بأصواتنا الخشنة المخيفة لعل من يتدارى ليقتنصنا يجعل حساباً للعواقب.
- نار قادمة من خلف الهيكل.خشينا و إرتعدنا.فإحتراق الهيكل نذير شؤم لسنين عديدة.لكن النار لم يصحبها دخان.لا ليست حريق.ربما قناديل الهيكل .ربما النار المقدسة؟ ربما شيئاً لا نعرفه فعلى هذه القمة كم رأينا من مدهشات.يقترب النور كمن يغادر الهيكل نحونا.دقائق تمر سريعة و جميعنا نتسمر نحو الأعالى.كأن هناك من يربطنا بالسماء بوثاق النور.تنكشف لنا قليلاً من معالم السحاب.النور فوق السحاب ,لا,بل تحت السحاب,لا ,النور هو السحاب, أعذرونى فأنا لست إبناً للنور كى أصفه كما ينبغى.
 
-كشَفَنَا النور .جَمَعَنا و أعناقنا مثبتةٌ نحوه.بدأنا نسمع ما لم نسمعه من قبل.شخوصاً تطير فوق رؤوسنا.نشتم عبق الأبدية هنا.كأن الهيكل جاء وسطنا و مذبح البخور حولنا .
 
أنا سمعت عن الكاروب الخشبى فوق غطاء التابوت.ما نراه ليس خشباً يطير بل نور يتحرك و ينطق.أنا سمعت أن الكروب يحرس شجرة الحياة فماذا أتى بالكروب ههنا؟ و لماذا نحن؟ فلا نحن كهنة الهيكل و لا نحن عارفون بالكتب.نحن نلملم معرفتنا من سمر الليل و أكثر ما نعرفه مغلوطاً.لكن ما نراه هو بالحق.الكروب يرفرف كالهيب.نحن الذين لا نخش الموت خفنا حتى الموت.لقد تعودنا على قتال الأرضيين لكن ماذا سنفعل مع هؤلاء السمائيين؟لا نعرف لغتهم و لا ماذا ينبغى أن نفعل؟
 
- إقتربت سحابة من النورانيين.نعم سمعنا من كهنة الهيكل عن الكروب فوق التابوت.عمودان هما.بوعز و ياكين.نعم بوعز  ذو القدرة جد داود ههنا تحت التل لكن  أين ياكين أى العمود الثابت.هل ستجعلنا الملائكة أعمدة كما جعل الرب إرميا أم سنصير عمود ملح كزوجة لوط؟ نحن مرتعدين حتى الموت.
- موسيقى سمائية هدأت نفوسنا.كأن داود صحا من قريته بيت لحم.
 
أمسك العود و رنم.مات الخوف.حل السلام فى جميعنا.تصدح الملائكة بألحان خالدة.المجد لله فى الأعالى و على الأرض السلام و بالناس المسرة.سمعنا الترتيلة.مع كل حرف نسمعه يتغير شيئاً عميقاً فى داخلى نبصر بعضنا بعضاً متعجيبن من كل شيء
 
.من الملائكة ,من الموسيقى,من الترتيلة,متعجبين من أنفسنا حتى لم نعد نحن كما نحن.
 
-همسوا بكلمات رقيقة.نحن تعلمنا الرقة هذا الفجر فقط.لم نكن نعرف السلام فنحن أبناء دم.نذبح الخراف و اللصوص معاً.طمأنتنا الملائكة.لا تخافوا.فما عدنا نخاف.فى مدينة داود.أى تحت التل .قد ولد لكم اليوم مخلص هو المسيح الرب.نعم نؤمن أنه  المخلص و أنه المسيح و أنه الرب.لا تسألنى كيف صدقنا كيف آمنا كيف فهمنا فما ندرى كيف.صرنا بعيوننا نتفاهم.لنذهب إلى بيت لحم و نبصر الطفل العلامة.أقمطته ترشدنا عنه و مزود نحن نعرفه و قشاً وسادته.لم نعد نخش اللصوص فالملائكة هنا.ما الداع لحراسة الخراف  و ملائكة المخلص ههنا.
 
قضينا عمرنا جرحى بالحراسة لنذهب فنحن مشتاقون لمن يحرسنا.
 
-هرولنا و خطواتنا النازلة صوب المنحدر تأخذنا فى دقائق.النور يتقدمنا و صوت الملائكة لا يغادرنا.كأننا نعرف بالضبط أين هو.ذهبنا بالإيمان فوصلنا.إستقبلتنا أمه العجيبة.أبوه ما أروعه.الطفل هو هو كما وصفته الملائكة.سجدنا قدامه.لا أخفيكم سراً أن هذه أول مرة أسجد لله.
 
- لا ندر ماذا قلنا.لا ندرى ماذا سمعنا.حين تكونوا معه يذوب الكلام كله.يتغير كل شيء.تنفتحون على عالم آخر.مع المسيح ذاك أفضل جداً