بقلم / نجيب محفوظ نجيب .
كانت كل الأمور توحى بأنه يعيش حالة من الهدوء ... ولكنه الهدوء الذى يسبق العاصفة ... لهذا لم يستمر هدوئه طويلاً ... بدأ يحطم القيود ... ثار وتمرد... أعلن رفضه وانفجر بركان غضبه ...
 
أقتربت منه محاولاً معرفة سر غضبه ... في البداية رفض أن يتكلم ... ولكن بعد طول إلحاح وإصرار منى ... أزاح الستار عن الحقيقة...
 
وقال لي:
لقد عشت لسنوات وسنوات في حالة من الثبات ... وقبول للأمر الواقع ...وكنت أرى في هذا إستقراراً ... ولكن مع مرور الوقت ... وجدت أن الحياة قد بدأت تفقد معناها تدريجياً ... لم أستطع أن أتحمل ... تأملت نفسى ... ونظرت إلى حالى ... وبعد تفكير عميق ... أتخذت قرارى الذى لن أتراجع عنه ...
( لقد آن الأوان التغيير... )
 
قلت له:
أهنئك على إعادة اكتشاف ذاتك ... فمن الجميل في الإنسان ...أنه يستطيع أن يراجع نفسه ... ويتفحص حاله ... ولكن الأجمل أن يكون لديه الرغبة الحقيقية فى التغيير ... والإرادة والقدرة من أجل إحداث هذا التغيير...