كتب – روماني صبري
وجه المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس بالقدس، رسالة رعوية بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، وجاء في الرسالة :
احتفل العالم يوم الجمعة باليوم العالمي للغة العربية وهي من أقدم اللغات الحية على الارض وهي اللغة التي يتحدث بها اكثر من 422 مليون نسمة حول العالم وقد جسدت لغتنا العربية في تكوينها منذ القدم مثالا حيا لما يمكن ان تكون عليها الحضارة في اوجها ، فالعرب لم يتعاملوا مع لغتهم باعتبارها أداة تواصل تربطهم ببعضهم البعض فحسب بل تعاملوا معها كساحة حرة للجمال معبرين عنها في أشكال مختلفة من الإبداع والفن والأدب والثقافة .
واليوم تواجه اللغة العربية تحديات عدة تتطلب الوقوف عندها جليا أبرزها قلة استعمالها بين أبنائها إلى جانب الضعف المتفشي في استخدامها كتابة ولفظا وذلك بفعل عوامل كثيرة ومتداخلة ومنها الانفتاح الكبير الذي تعيشه المجتمعات العربية في العصر الحالي وغيرها من نتائج العولمة التي تسببت في بعض الاحيان بتداعيات مست هوية المجتمع وثقافته .
ولذلك فإنه من الأهمية بمكان أن نولي اهتماما باللغة العربية وأهمية استخدامها واستعمالها بين أفراد مجتمعنا بطريقة لائقة ومناسبة ووجب على كافة المؤسسات الثقافية والتعليمية والأكاديمية والإعلامية العمل على حماية اللغة العربية وإحيائها واستخدامها في مختلف مجالات الحياة .
يجب العمل على وضع خطط وبرامج هادفة الى زيادة تفعيل دور اللغة العربية في وسائل الاعلام واثراء المنتجات الفكرية والابحاث العلمية بها وترجمة الاعمال العربية الى العالمية ونقل العلوم والمعارف من اللغات المختلفة الى اللغة العربية والحفاظ على التراث الأدبي والثقافي واللغوي ، إضافة إلى نشر اللغة العربية بين الأفراد الغير الناطقين بها .
في اليوم العالمي للغة العربية نؤكد تمسكنا بهذه اللغة وضرورة العمل من اجل الحفاظ عليها والارتقاء بها والحفاظ عليها للأجيال القادمة وهنا نؤكد ضرورة إطلاق مبادرات خلاقة من قبل الجهات المعنية بهدف النهوض باللغة العربية ونشرها واستخدامها في الحياة العامة وتسهيل تعلمها وتعليمها إضافة الى تكريس مكانة اللغة العربية والعمل على نهضتها وان تسهم كل تلك المبادرات في حماية اللغة العربية وصونها وتعزيز استخدامها في المؤسسات وبين الأفراد .