كتب : نادر شكرى
عقب صدور حكم محكمة جنايات المنيا ببراءة المتهمين بتعرية وهتك عرض السيدة سعاد ثابت 70 عاما ، تلقت السيدة سعاد الخبر بحالة بكاء هسترية ، وعادت فى ذاكرتها ما عاشته من الم وعذاب خلال 5 سنوات ، وهى تصرخ وتقول " حقى عند ربنا ".
فى اتصالى مع السيدة سعاد " تلقت الحكم الصادر وهى تسأل كيف صدر حكم بالبراءة وانهارت ف البكاء للتحدث " عرونى فى الشارع وفضلت عريانه اكتر من ربع ساعة لحد ما جارتى غطتنى بهدومها ، وبهدلونى قدام الناس وحرقوا بيتى وسجنوا ابنى ، وسبت البلد ومشيت وفى الاخر بعد كل ده ياخدوا براءة .
السيدة المسنة كانت فى صدمة كبيرة ، تكبى مثل الاطفال وهى تصرخ " ليه يارب د هانت شايف وعارف اللى حصلى وانا شهدت بالحق ، ولادى هجروا بره بعد اللى حصل وانا وحدى رفضت كل الضغوط انى اتنازل وقلت لهم عمرى ما هتنازل عن شرفى وعرضى وحق ابنى اللى اتسجن ظلم ، فضلت فى عذاب رايحه جايه على المحكمة اقولهم الحقيقة وكل القرية شافت اللى حصل فى ونهب وحرق بيتى وفى الاخر يأخذوا براءة ، مليش غيرك يارب ربنا عادل هو اللى شايف .
حاولت تهدئة السيدة المسنة التى كانت تنتظر هاتفى وهى كل املها اقول لها "حقك وحق كل امرأة مصرية تم رده" ، ولكن كنت فى تردد وانا اتحدث لها وهى تسمع منى نتيجة الحكم ، ظلت صامتة بعض الوقت لكى تستوعب الصدمة ، ثم تحولت الى صوت صارخ الى الله يبكى بدموع ضد كل من قام بظلهما وتعريتها ، وهى تتذكر حياتها وغربتها بعد ان تركت قريتها وعاشت فى قرية اخرى وبعد هاجر اولادها نتيجة ما تعرضوا له من ظلم .
استمريت وقت طويل لتهدئة السيدة التى ظلت تقول خلاص يا استاذ نادر انا مليش حق حقى عند ربنا هو اللى يجيب حقى ، ربنا كبير والله يسامحهم ويسامح كل من ظلمنى وظلم عيالى .
انها لحظات صعبة لا يمكن ان وصفها لدموع سيدة تحولت الى طفله تصرخ بقلب يمتلىء بالاوجاع وهى حتى الان لم تجد من يغطيها فهى مازالت عارية ، كانت تنتظر غطاء العدالة ليسترها .