جعلت أزمة كورونا التحول الرقمي أولوية في التعليم ومما دعا الجامعات إلى البدء في تطوير البنية التحتية واللجوء إلى التعليم عن بُعد.
منذ ما يقارب 123 عامًا، بدأت جامعة شيكاغو في الولايات المتحدة الأمريكية البحث عن طريقة لإيصال الدروس التعليمية إلى جميع الطلبة، ووجدت في الرسائل البريدية وسيلة مناسبة لتقديم المعرفة إلى شريحة واسعة من الراغبين في التعلم.
ولفترة زمنية طويلة اتعبت العديد من الجامعات هذا المنهج، حتى جاءت المحطات الإذاعية، وبدأت بنشر المعرفة عبر الدروس التعليمية المذاعة، ليطلق على جمهورها الجديد لقب المتعلمين بدلا من المستمعين، وتؤدي الوظيفة التعليمية بكفاءة عالية.
وبعد مرور نصف قرن على بداية الدروس التعليمية عبر الإذاعة، تبنت إحدى الجامعات الأمريكية فكرة التعلم عن بعد باستخدام أجهزة التلفزيون ، وتابعت في تزويد طلابها بالدروس التعليمية ، وهو ما شكل نهضة حقيقة في ميدان التعليم عموما.
ومع بداية ثورة الإنترنت، ودخوله لجوانب متعددة من حياة الأفراد، وجدت البرامج التعليمية مكانها الجديد وجذبت الدروس عبر الانترنت ملايين الطلاب حول العالم، لما تقدمه من تسهيلات عديدة، وحرية كبيرة في اختيار الوقت والمكان المناسب للدخول الإلكتروني إلى الفصل الدراسي.
ويعد التعليم عن بعد شكل من أشكال التعليم الذي تستخدم فيه مختلف التقنيات مثال اليوتيوب ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة لتسهيل التواصل بين المعلم والطلاب ويعد هذا النوع من التعليم جزءا مهما من العملية التعليمية، والتي اعتمدت عليه مصر في الفترة الحالية حال تعليق الدراسة وهو في نمو مستمر وهو ظاهرة حديثة للتعليم تطورت مع التطور التكنولوجي المتسارع في العالم، والهدف منه إعطاء فرصة التعليم وتوفيرها للطلاب لا يستطيعون الحصول عليه في ظروف تقليدية ودوامٍ شبه يومي.
مميزات التعلم عن بعد وهي إتاحة فرصة أكبر للطلاب للوصول إلى التعليم، إذ يمكن للطلاب غير القادرين على حضور الفصول الدراسية بسبب إصابتهم بإعاقات معينة، أو بسبب المسؤوليات الأسرية، مواصلة دراستهم من خلال تلك الطريقة،و عدم الاضطرار للسفر إلى الفصول الدراسية بالاضافة الي ان يساعد الطلاب على التركيز في دراستهم دون التعرض للعوامل الخارجية التي تقلل من التركيز، إذ إن الجانب الاجتماعي للحياة في الحرم الجامعي أو المؤسسات التعليمية المختلفة قد يصرف الطالب قليلا عن الدراسة.
و لنجاح عملية التعليم عن بعد يحتاج إلى عدة متطلبات وهي كالآتي :
الالتزام والاستمرارية : بعد غياب المعلم والمراقب أثناء الدراسة، قد يؤدي إلى التهاون في حضور الدروس وعدم التركيز، لذلك وجب الاستمرارية والالتزام على حضور الدروس.
تنظيم الوقت : لا تحتاج دروس التعليم عن بعد وقت محدد، فيجب على الطالب تنظيم وقته وتخصيص وقت محدد ومنتظم للدراسة.
مهارات التواصل مع الغير إلكترونيا :وطرح الأسئلة والإجابة بشكل واضح وصحيح .
المهارات التكنولوجية :توفير المهارات الأساسية في التعامل مع الكمبيوتر وشبكة الإنترنت و أهم عنصرين في قائمة متطلبات التعليم عن بعد لذلك يجب توفر مهارات أساسية في التعامل.
عدم الاعتماد على الغير : يجب على الطالب الاعتماد على نفسه، في تحليل وربط المعلومات.
أجواء مناسبة : لا يعني عدم التنقل إلى مؤسسة تعليمية، أنه يسمح بالقراءة في الضوضاء، أو استعمال الهاتف النقال والاجتماع مع الأصدقاء والأقارب، بل يجب توفير الجو الهادئ والمناسب لتلقي الدروس