ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح
أنترنت أكسبلورر، استخدم
نسخة
حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل
فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢٠:٤٨ | الأحد
١
يوليو
٢٠١٢ |
٢٤ بؤونة ١٧٢٨ ش |
العدد ٢٨٠٨ السنة السابعة
SQLSTATE[42000]: Syntax error or access violation: 1064 You have an error in your SQL syntax; check the manual that corresponds to your MariaDB server version for the right syntax to use near ''6'' at line 4
قلبي بلدي طلبتي يصونك , عندما نأخذ الحروف الأولى لهذه الجملة العزيزة تجدها تكون كلمة قبطي , وهي ليست كلمة أو تعريف لشخص بل هي حياة وكيان على أرض مصر التي يتكون ترابها من أجساد أجدادنا الفراعنة العظام الذين أقاموا أول مدنية في التاريخ البشرى وعلى ضفاف النيل صنعوا أقدم دولة وأقدم الحضارات , أنها ارض مينا وحتشبسوت وتوت عنخ آمون , ومهما حدث من محاولات فاشلة لطمس هذه الحضارة تظل هي كالشمس التي تسطع وتضئ العالم كله , مما يجعل العميان الذين أعمى قلوبهم الحقد أن يطالبوا في جنون بهدم هذه الحصون التي صارت ملك للعالم كله , من حيث أنها تراث حضاري فريد لا يوجد في العالم كله سوى على أرضنا الطيبة التي مر عليها الغزاة والأباطرة عبر العصور المختلفة وقهرتهم وحطمت ممالكهم وطواهم ترابها الأسمر كالذهب عيار أربعة وعشرين الذي يخرج من النار يضئ ببريق رائع مهما كانت عليه الشوائب , وهكذا القبطي أيضاً على نفس الجبلة والمعدن الأصيل يعانى كل صنوف الاضطهاد وتسلب حقوقه ولم نرى واحداً إرهابيا أو انتحارياً .
الحديث عن عظمة بلادي وارض أجدادي وميراث أحفادي لا تكفيه الكلمات ولا الصفحات في العالم كله , هذه الأرض التي تباركت بخطوات السيد المسيح وتعد الثانية بعد أورشليم مدينة الملك العظيم , تقدست وصارت قدساً ولذا ترانا غير متلهفين على القدس لأن كل ارض مصر صارت قدس أقداس , ونيلها الذي شرب منه الطفل يسوع الذي مشى من الفرما وحتى أسيوط في قلب الصعيد ولذلك مصر ستظل في قلب يسوع إلى الأبد ولم يذكر عن أي أرض بالعالم " بها يبارك رب الجنود قائلاً : مبارك شعبي مصر " أش 19 : 25 " , نفس النيل الذي شرب منه كل قبطي وحتى إذا هاجر إلى اقاصى الأرض تجده يحن إليها ولو كان في جنة كباريس أو سويسرا , هي الوطن العجيب الساحر الذي لا يعيش القبطي على أرضه فحسب بل يحمله في قلبه ويعيش فيه ويحيا همومه ويعلم أولاده لغة بلده ومعتقدها في كل العالم , ولكل قبطي بالداخل والخارج الفخر لأنه مصري وتجدهم يشرفون العالم كله بنجاحهم وتفوقهم .
الأوطان لا يصونها الشعارات فقط بل العمل الجاد على إنقاذها من الخطر والحقيقة أن الأقباط في الأعوام الأخيرة قد اثبتوا البطولة وقدموا الدم والنموذج للعالم وعلموا الآخرين كيف يخرجون إلى الشوارع لرفع الظلم , ولسنا بصدد إثبات بطولة القبط لأن التاريخ يشهد بذلك , ويكفى أن الممالك والجيوش هي التي تخرج لهم وتقاتلهم وهم كالحملان يحملون صلبانهم الخشب ويضعون نفوسهم في فرح للقاء العريس , على عكس الأردياء الذين يخرجون ويصيحون ولا يحركون قصبة مرضوضة بصياحهم , ولكن الدم القبطي عندما يسيل يزلزل العروش ويسقط السلاطين , ومفهوم الشهادة الذي تقدمه المسيحية بروعة على عكس الانتحار بل بكل حب هو اشتياق للسماء , ومن علامات الفرح والغبطة انه يحل السلام وليس الحرب مع كل قبطي سواء كان على الأرض أو منتصراً باستشهاده على قوى الشر , ويكفى ما قدمه الأقباط حتى اليوم من دماء وتضحيات لم يتبق لهم سوى أن يتحدوا كجسد واحد لراس واحد هو المسيح .
الأساس في العقيدة المسيحية الوحدة وأنه الوقت الأخير ليتماسك الأقباط معاً بالداخل والخارج ولا يشمتون بهم أعدائهم الظاهرين من مضطهديهم والخفيين من قوات الظلمة , والحقيقة أننا لسنا بهذا الخصام لأنه وان كان فيه فرقة ظاهرة في الأسلوب , ولكن أعتقد أن الهدف واحد وهو رفعة بلادنا ووضعها قبل كل شئ لأنها ميراث من الرب وان كان الرجل لا يفرط في ميراث أبيه فكيف نفرط في ارض مشى عليها سيدنا المسيح وباركها وأعطانا إياها , ومن يتحدث في كبرياء وكأنه أرضه ويقول فليرحل الأقباط نقول لهذا المختل عليل القلب والنفس والغير موجود وبالبلدي الفصيح " كان غيرك أشطر " شوف التاريخ يا جاهل وأنت تعرف أن القبطي عاش جده وهيعيش ويموت هنا حتى يكون تراب واحد وإذا لم يتبقى في مصر سوى هذا التراب سينتفض يوماً ويلعن ويهلك هؤلاء الكارهين والغرباء على أرضنا , معركة القبطي هذه الأيام ليست أن يكون أو لا يكون بل ستكون مصر أرضه أو لا تكون .
الأقباط الذين يملكون كتلة تصويتية تتجاوز الستة ملايين وبالقاعدة الحسابية المعروفة التي تقول أن هذه كتلة هي ربع العدد الفعلي يكون تعداد الأقباط ما يقرب من الأربعة وعشرين مليوناً , وأتحدى لو فيه تعداد حقيقى غير كدا يعلنوه , هذه الكتلة من اليوم لن تذهب لتنتخب وتهان وتمنع وتهدد كمثال حمار العنب الذي يحمل على ظهره العنب ولا يستطيع أن يضع حبة واحدة في فمه , في كل انتخابات العالم الكل يبحث عن مصلحته ويتوحد إلا الأقباط يخرجون ويتعرضون للخطر لكي ينجحوا آخر , مع أننا كيان وتنظيم في كل القطر يعرف ويدخل كل بيت وأول من قدم المساعدات وكون لجان أخوة الرب لكل قرية ولكل كنيسة , فقط يجب والآن وفوراً التحرك داخل اتحاد أو تجمع قبطي اجتماعي يعمل سياسة بعيداً عن الكنيسة التي تعطى نتائج عكسية عندما تعلن تأييدها أو عدمه لمرشح ما , أنه الوقت والفرصة الأخيرة ليس فقط لمصلحة الأقباط بل لإنقاذ مصر , الأقباط أكبر كتلة مدنية في الشرق الأوسط ولن نقبل أن يقال علينا أقلية فيما بعد .