كتبت - أماني موسى
كمال رمزي استينو، اسم ربما لا يعرفه الكثيرون لكن اسمه قد كُتب بحروف من نور في التاريخ المصري، إذ أنه واحد من أنجح وزراء التموين في التاريخ المصري الحديث، صاحب اختراع بطاقة التموين ومؤسس الجمعيات الاستهلاكية، الذي استمر بالوزارة لمدة 15 عام، حتى استقال برغبته بعد تولي الرئيس الراحل السادات للحكم.. نورد بالسطور المقبلة لمحات من حياته وإنجازاته.
المسيحي الوحيد في مجلس الشعب في ذلك الوقت
كمال رمزي استينو ، ولد في 10 يوليو 1910، هو مهندس ومبتكر زراعي وسياسي مصري قبطي، قدم العديد من الابتكارات الزراعية وتخرج العديد من المهندسين الزراعيين المصريين من معاهده الزراعية.
أول رئيس لمركز البحوث الزراعية
عيّنه جمال عبدالناصر وزير التموين والتجارة عام 1956 وكان المسيحي الوحيد في مجلس الوزراء في ذلك الوقت، وكان عضوًا رئيسيًا فاعلًا مشاركًا في كل القرارات، وهو أول رئيس لمركز البحوث الزراعية من 22/11/1971 - 1/12/1972، كما تم انتخابه كأول مدير عام للمنظمة العربية للتنمية الزراعية.
مواليد المنصورة وعائلته من كبار أعيان الأقباط
وُلد كمال رمزى أستينو بمدينة المنصورة فى ١٠ يوليو ١٩١٠، ووالده رمزى بك أستينو أول مهندس رى مصرى وقت الاحتلال البريطانى، وكان مشرفًا على جميع أنظمة الرى فى مصر، ووالدته السيدة عفيفة ميخائيل جاد، نجلة أحد كبار الأعيان الأقباط.
أخيه وزيرًا للسياحة وابن اخيه وزيرًا للبحث العلمي
تم تعيين أخيه محب استينو وزيرًا للسياحة والطيران في عهد السادات، وابن اخيه رمزي استينو تعين وزيرًا للبحث العلمي في حكومة الببلاوي.
حصل على بكالوريوس الزراعة من جامعة كاليفورنيا
درس كمال بمصر، ثم سافر واستكمل دراسته بالخارج، فحصل على درجة البكالوريوس في الزراعة من جامعة كاليفورنيا، ثم حصل على الدكتوراه من الجامعة ذاتها، وتخصص في علم الوراثة النباتية.
4 كتب وأكثر من 160 بحث عالمي نشر بدوريات علمية عالمية
قام بنشر أكثر من 160 بحثًا علميًا في دوريات علمية عالمية متنوعة، وله 4 كتب عن الخضروات، وهو الذي قام باستحداث تطوير أكثر من 12 نوعًا من البطاطا والبطيخ والباذنجان.
عمله بكلية الزراعة جامعة الإسكندرية
بعد حصوله على الدكتوراه عمل بقسم الزراعة التابع للحكومة الأمريكية بمدينة ماريلند لمدة عام، ثم عاد إلى مصر وعمل بكلية الزراعة بجامعة الإسكندرية، حيث أشرف على أكثر من ١٢٠ طالب ماجستير، وأكثر من ٨٠ طالب دكتوراه.
قصة تعيينه بالوزارة ولقاءه بعبد الناصر
وعن قصة تعيينه، قال الوزير الراحل في أحد حوارته أن عبد الناصر استدعاه بدون سابق إنذار أو معرفة، من قبل أحد العاملين برئاسة الجمهورية الذي زاره في منزله وأخبره أن الرئيس عبد الناصر سيلتقيه مساء هذا اليوم في استراحة المعمورة، وأتت سيارة من الرئاسة لتقله إلى مكان المقابلة.
وتابع، حينها كلفني الرئيس عبد الناصر بالعمل مستشارًا في وزارة التموين تمهيدًا لتعيينه وزيرًا للتموين.
صاحب فكرة بطاقة التموين والجمعيات الاستهلاكية
وكان استينو يتمتع بسمعة طيبة في الأوساط العلمية، حيث كان يعمل أستاذًا بكلية الزراعة بجامعة الإسكندرية وله العديد من الأبحاث العلمية الفريدة، ويرجع إليه الفضل في تأسيس فكرة بطاقة التموين وإنشاء الجميات الاستهلاكية، كأنظمة لمساعدة فقراء المصريين، وكان الرئيس الراحل يعتبره رجل علم وعمل أكثر منه رجل سياسة.
أول من أدخل الدجاج المذبوح والمجمد لمصر
كما بدأ استينو تطوير الشركة الوطنية للدواجن التي أدخلت الدجاج المذبوح والمجمد لأول مرة في مصر، وشركة اللحوم الوطنية التي حاولت إنتاج لحم العجل الجاموس الأكبر في مصر والشركة الوطنية لمصايد الأسماك التي أدخلت تربية الأسماك تجاريًا والتي كان لها أول أسطول صيد تجاري في مصر.
سكرتير الرئيس: استينو كان شريكًا في الحكم
ويقول المؤرخ القبطى ميلاد حنا، أن اختيار كمال استينو للوزارة كان من أجل أن تشمل الحكومة شخصية قبطية بين الوزراء، لكنه برغم هذا فقد اختير "استينو" لكفاءته وحسن سمعته شخصيًا وعلميًا، أما سامى شرف سكرتير الرئيس فيؤكد فى مقال له نشر فى جريدة الشرق الأوسط في عام 2004 أن استينو كان "شريكًا" فى الحكم فيقول: وكان الدكتور كمال رمزى استينو، منذ أن شارك فى الحكم مع الرئيس جمال عبد الناصر والرئيس أنور السادات، منتصف 1956 حتى 1971 عضوًا رئيسيًا فاعلًا مشاركًا فى كل القرارات، سواء بشغله المنصب الوزارى أو باعتباره عضوًا منتخبًا من القاعدة الشعبية، فى اللجنة التنفيذية العليا للاتحاد الاشتراكى العربي، أعلى سلطة فى البلاد، ولم يصدر قرار إلا وساهم فيه الرجل بالرأى والدراسة والمناقشة والاعتراض أحيانًا على بعض السياسات.
زواجه وعائلته
تزوج استينو من السيدة فريدة شوقي شنودة، وله منها ابن، ثم توفيت أثناء الولادة، ثم تزوج من شقيقتها مادلين، وكان له منها ابن يدعى شريف وابنة تدعى مايزي.
خطأ بروتوكولي في دعوته لفرح ابنة عبد الناصر
ودعاه عبد الناصر في فرح ابنته هدى، ويذكر أن دعوة الفرح حملت خطأ بروتوكوليًا غير مقصود، لكنه فى الحقيقة يعتبر فى الأعراف البروتوكولية خطأ فادحًا، فعلى الظرف الخارجى أخطأ كاتب الدعوة ووجهها إلى "السيدة حرم السيد الدكتور كمال رمزى استينو"، وهذه الدعوة تكون صحيحة في حال كان استينو متوفيًا، لكن كارت الدعوة الأصلي من الداخل فقد أتى وفقًا للصياغة البروتوكولية السليمة حيث وجهت الدعوة إلى "السيد الدكتور كمال رمزى استينو والسيدة حرمه" وهو ما يدل على أن صيغة الكارت هى الصيغة الصحيحة، أما ما كتب على الظرف الخارجى فهو مجرد خطأ غير مقصود.