بعد فوز مرشح جماعة الاخوان المسلمين الدكتور محمد مرسى بالرئاسة، زادت مخاوف الأقباط من سيطرة الجماعة على مقاليد الحكم وتأسيس دولة دينية، وهو ما أثار مشكلة مستقبل ومصير الأقباط داخل الوطن، وبرزت أسئلة عقب حلف الرئيس مرسي اليمين الدستورية أمام المحكمة الدستورية ومن قبلها ميدان التحرير، ما مصير الأقباط في ظل الدولة الجديدة، وكيف ستعالج ملفاتهم العالقة منذ سنين.
واختلفت رؤى الأقباط حول الرئيس الجديد ذي المرجعية الإسلامية، ففي حين أعرب البعض عن اطمئنانه الشديد للمستقبل في ظل الخطابات المتوازنة للرئيس والتي تعلي من شأن القانون، عبر آخرون عن مخاوفهم من
أقباط مطمئنين لتولى مرسى
مراد حنا، صاحب محل جواهرجي، يرى أنه لا يوجد تخوف من صعود الإخوان المسلمين للحكم وتولى الدكتور محمد مرسى الرئاسة، مؤكدا أن خطابه السياسي طمأن الشعب بجميع طوائفه مسلم ومسيحي، متفائلا بوصول تيارات الإسلام السياسي للحكم، خاصة أنهم يرون أننا جميعنا مصريين ولايوجد فرق بين مسلم ومسيحي والجميع سواسية.
بشاى مرقص، عامل فى كنيسة مارى مرقس القبطية، أكد أنه لا داعي للقلق أو الخوف من الإخوان المسلمين، مطالبا بإعطائهم فرصة لإثبات حسن نواياهم، وقال: إذا لم يحقق الرئيس أهداف الثورة ويحترم ملفات الأقباط فميدان التحرير موجود سوف يلجئ إليه الجميع، متمنيا أن يصلح الله حال البلد.
ماجدة موريس، ربة منزل، طالب الرئيس الجديد محمد مرسى بأن يساوى بين المسلم والمسيحى في كل شىء ويوفر فرص عمل للشباب، مؤكدة أنه ليس مهما أن يكون الدكتور مرسي أو الفريق أحمد شفيق في رئاسة مصر، فالمهم عندها رئيس يصلح حال البلد، حسب قولها.
وهو ما أكدته المواطنة مارينا عاذر، موظفة، قائلة: لا داعى للقلق؛ لأن الدكتور محمد مرسي مصري وسيخاف على بلدنا وسيحافظ عليها ولن يلقي بنا إلى التهلكة مثل الرئيس السابق، ورأت أن ما يثار حول إجباره السيدات على ارتداء الحجاب "إشاعات"؛ لأن الدكتور مرسى لم يقول ذلك بلسانه.
مارجريت ماهر موظفة، ترى أن الوضع القائم هو وصول الدكتور مرسى للرئاسة ويجب أن نحترم الانتخابات ونلتزم بالنتيجة ونتعامل معها دون تخوفات من الإخوان المسلمين، وقال: لا يصح أن نقول نفسنا يمسك فلان أو علان الحكم؛ لأن الموضوع انتهى وكل هذا لا فائدة منه.
مجدى عاطف، صاحب محل هدايا، أكد أنه لا فرق عند بين الدكتور محمد مرسى أو الفريق أحمد شفيق، معبرا عن اطمئنائه الداخلى بوصول الدكتور مرسى للرئاسة، وقال: 100 فرد من الإخوان المسلمين أحسن من حسنى مبارك؛ لأن الدكتور مرسى رجل يعرف ربنا وسيتقى ربنا فى شعبه، حتى لو هيطبق الشريعة الإسلامية فأنا مسيحى ومتمسك بديني الذي يحث على احترام الرئيس مهما كان.
مراد عاطف، صاحب محل أجهزة كهربائية، يطالب بعدم الاستعجال في الحكم على الدكتور مرسى وإعطائه الفرصة لإثبات حسن نواياه، وقال: "إلى الآن الدكتور مرسى بيتكلم كويس لكن لابد من الأفعال، وباعتبارنا كلنا مصريين فإن ما يعم على المسيحى سيعم على المسلم.
وأقباط يرفضون الرئيس
مريم يوحنا، ربة منزل، غير راضية عن تولى الدكتور محمد مرسى الرئاسة، مؤكدة أنها لم تنتخبه لأنها تخاف على ملفات الأقباط، وقالت: إن من حق كل قبطي أن يخاف من الإخوان؛ لأنهم يمكن يخلطوا الدين بالسياسة، وإذا حكموا بالسياسة فقط دون تدخل فى الدين فهذا شيء رائع، وقالت: إن من سياسة الإخوان أن يطمئنوا الناس فى البداية وبعدها يعطوهم على قفاهم، حسب قولها، مستدلة على ذلك بما حدث منهم في مجلس الشعب، ووصفت كلامهم بأنه "مهزلة"، مضيفة أن أهم شيء نريده هو تطبيق برنامج "النهضة" بطريقة سليمة، خاصة أن برنامج الدكتور مرسى لا يمكن أن يرسم نهضة البلاد.
زكى ماهر، صاحب محل فضيات، يرى أن صعود الإخوان المسلمين للحكم "كارثة"؛ مؤكدا أنه انتخب الإخوان المسلمين فى البرلمان وبعدها ندم على ذلك، لافتا إلى أنهم أكدوا قبل ذلك أنهم لن يرشحوا أحدا للرئاسة، ومع ذلك تراجعوا عن كلامهم ورشحوا شخصا يمثلهم، معبرا عن يقينه من أن الانتخابات تم تزويرها بضغط من أمريكا على المجلس العسكرى.
و يرى ماهر أنه يجب الانتظار فترة 6 شهور وإذا لم تتحقق مطالب الثورة واحترام الأقباط، فسينتقل أقباط مصر كلها بلا استثناء إلى ميدان التحرير؛ لأن عصر الخوف انتهى، مستنكرا في الوقت ذاته تجاوزات الإخوان فى الأسبوع الأخير السابق على انتخابات الرئاسة تهديدهم بأنهم هيولعوا البلد إذا نجح الدكتور مرسي.
مسلم يستنكر تولي مرسى الرئاسة
الحج محمد السيد، مسلم، يرفض تولى الدكتور محمد مرسى الرئاسة بزعم أن الفريق أحمد شفيق أحسن منه ويصلح فى تلك الفترة لأنه ذو خبرة حتى لو له سوابق، فهو سيفكر ألف مرة قبل أي قرار يتخذه، خاصة بعد أن خرجت الناس عن صمتها.
ويرى أن الدكتور مرسى "ليس لديه فكر"، حسب قوله، حتى فى أسلوب حواره يهتم بكلام "فاضي" مثل التوك توك، مشيرا إلى أن جماعة الإخوان المسلمين لها سوابق قديمة وخلفها تنظيم يشغلها،
وأشار الحاج محمد إلى أن زوجته منتقبة وملتزمة بتعاليم الدين؛ ولكنها انتخبت الفريق أحمد شفيق ورفضت مرسى لأن شفيق رجل دولة.