محمد أبوقمر
وردة البنفسج مثلا ، أو الوردة البلدي ، أو أي وردة من أي نوع جميلة جمال شامل ومبهر ، لا يمكنك أن تقول عن أي جزء فيها أنه هو الذي يبهج روحك ويثير مشاعرك دون باقي الأجزاء ، كذلك المرأة ، كل شيء فيها جميل ومبهر ومثير ، شعرها ، عيناها ، شفتاها ، نهداها ، خصرها ، طريقتها في التعبير عن نفسها ، صوتها المفعم بالحنان والإثارة ، طبيعتها في العناية ببيتها ورعاية ذويها ، تألقها الأنثوي الصارخ رغم أنها أحيانا تفني عمرها لإعالة أسرة كبيرة بعد موت زوجها أو مرضه وعجزه عن كفالة أسرته.

ما يثير الحيرة هو أن كل شيء في المرأة جميل مثلما كل شيء في الوردة جميل ومبهج الأمر الذي يدفع إلي التساؤل لماذا يركز البعض علي شعرها باعتباره الشيء الوحيد فيها الذي يحرك غرائزهم ويشعل النار في أعضائهم ويحطم أعصابهم ويدفعهم إلي الخوار مثل الجواميس؟؟!!.

أذكر أن المرشد العام للجماعة الإرهابية في زمن عبد الناصر طلب منه إصدرار قانون بإلزام المرأة المصرية علي ارتداء الحجاب كشرط لتوقف الجماعة عن مناوئة النظام ، هذه الواقعة توضح بجلاء أن علاقة الحجاب عند رجال الدين لا تتصل بالحرام والحلال ولا بالعفة والفجور بقدر صلتها بالأغراض السياسية المغلفة بالدين ، فقد كان طلب المرشد من عبد الناصر جزءا من الأهداف الخبيثة لتنميط المجتمع وتهيئته للخضوع لتعاليم الجماعة وليس لأن السفور حرام أو حلال.

كل ما يثيره أي رجل دين الآن حول إثارة شعر المرأة للغرائز الجنسية هو لأهداف تتعلق بالنفوذ وإثباتا للسلطة والقدرة علي تنميط المجتمع وإخضاعه وتحريكه في الاتجاه الذي يريدون ، وحين تتأمل المسألة بعمق أكثر ستجد أن حجاب المرأة مساو لدعوة الرجل لترديد دعاء الركوب ، ومساو لدعوة الرجل إلي ارتداء الساعة في يده اليمني ، ومساو لحثه علي إطلاق اللحية ، ومساو لتحديد كيفية محددة لدخول الحمام ، ومساو لكثير من الفتاوي التي تحدد للرجل أو المرأة الإمتناع عن الإتيان بتصرفات معينة أو ترديد عبارات معينة عند القيام بأي شأن متعلق بالحياة ، فالهدف النهائي هو إحكام السيطرة علي حياة الناس وتسخيرها لخدمة مشيئة رجل الدين .