مدحت بشاي
فى مساء ليلة 27 سبتمبر عام 1923، (عام صدور دستور ذلك العام، وهو الأروع بين دساتيرنا قبل الدستور الحالى ومنذ ما يقارب القرن من الزمان)، فُتح ستار مسرح الفنان على الكسار ليبدأ عرض الفصل الأول من مسرحية «الانتخابات»، التى غنت فيها المطربة «رتيبة أحمد»، من كلمات «أمين صدقى»، ولحن الموسيقار التاريخى العظيم «سيد درويش»، الأغنية الأهم فى المسرحية..

تقول كلمات الأغنية التى تخاطب المرأة المصرية:
ده وقتِك.. ده يومِك يا بنت اليوم/ قومى اصحى من النوم بزياداكى نوم/ وطالبى بحقوقِك واخلصى من اللوم/ ليه ما تكونيش زى الغربية/ ونجاهد فى حياتنا بحُرّية/ شطارة شاطرين/ ومعانا شهادات ودبلومات/ ونعرف بوليتيكا وسبع لغات/ ليه مانكونشى زى الراجل/ قولولنا هو زايد عنّا إيه/ واشمعنى فى أوروبا ستات ليهم صوت فى الانتخابات/ إحنا كمان لازم نفوّقها/ دى المصرية مافيش زَيّها فى حبها لبلدها..

وكان للمرأة أن دخلت الانتخابات، وعلا صوتها وجلجل فى البرلمان، وبعد ثورة 30 يونيو قد صار لها تقريبًا ثلث مقاعد البرلمان وتقريبًا ثلث الحقائب الوزارية، وصارت مستشارة للأمن القومى المصرى، ذلك المنصب الوطنى الرفيع، وكمان حصلت على منصب المحافظ، لأول مرة أيضًا..

ولكن ظلت المرأة العربية تكرر مظلومياتها.. تئن وتشكو من ظاهرة العنف ضد النساء المتعاظمة من وجهة نظرها، حتى ملكت زمام الأمور وبات الرجال يشكون من عنف النساء ويتظاهرون.. نقلت الصحف مؤخرًا مظاهرة الرجل المغربى وهو يئن ويشكو من عنف المرأة، والتظاهرة تبَنّتْها الجمعية المغربية للدفاع عن حقوق الرجال ضحايا العنف النسوى.. يا رجال العالم لقد هان أمركم على مجتمعاتكم، فانتفضوا لحقكم فى العيش فى أمان..

تذكر «إلهام الطالبى»، وهى صحفية مغربية، أنه لم يكن من الممكن أن يصدق أحد أن الرجال يتعرضون للعنف من زوجاتهم، لكن الشبكة المغربية للدفاع عن حقوق الرجال كشفت، فى تقريرها، أنها استقبلت- منذ تأسيسها عام 2008- حوالى 24 ألف حالة عنف ضد الرجال، حوالى 25 فى المائة منها جسدى، وأشارت إحصاءات الشبكة إلى أنها سجلت أنواعًا أخرى من العنف، كالطرد من بيت الزوجية، والاستيلاء على ممتلكات الزوج، وحرمان الأب من رؤية أبنائه..

قال أحد الضحايا: «كانت تُعنِّفنى، وتشتمنى أمام الجيران والأطفال»، يتحدث «هشام»، (36 سنة)، عن تجربته مع العنف الزوجى، ويقول، لـ«إندبندنت عربية»: «كنت أتحمل شخصيتها الحادة لأجل الأطفال فقط، لم تتقبل وضعى الاجتماعى، وكانت تقارننى بغيرى، وعندما نتناقش تضربنى، وتصرخ بصوت مرتفع، وتهددنى بأنها ستحرمنى من الأطفال، وتطردنى من البيت»..

وبالعودة إلى حقوق المرأة.. هل لنا أن نسأل:
■ لماذا فى أغلب الأحوال لا تنتخب المرأة المرأة؟!

■ عندما حاولت أستاذة أزهرية برلمانية الدفاع عن إهانة المرأة، على لسان زميل لها فى البرلمان، تصدت لها نساء برلمانيات وأحبطن كل جهودها للرد.. ليه؟!

■ لقد كان النجاح المُدوِّى لدراما الهطل «الحاج متولى» وتحقيقها تلك المشاهدة العالية، التى دفعت كُتاب الدراما إلى تكرار كتابتها بأشكال أخرى، بمثابة إعلان ضمنى لموافقة نصف المجتمع الناعم على رسائل تلك الدراما.. ليه؟!

ويا محطات إعلام المجتمعات العربية لا ينبغى أن تكونوا فى النهاية فاترينة عرض للنساء فقط!
نقلا عن المصرى اليوم