بقلم / نجيب محفوظ نجيب
كانت تسير في بطء ... وقد أحنى الزمن ظهرها مثلما ترك آثاره على ملامح وجهها ... تتكأ على عصاة ... تقترب من باب الكنيسة ... فهى كالعادة قد أتت في ميعادها ... لتُضئ شمعة ...
رفعت رأسها فوجدتني أمامها ... مدت يديها في شنطة يدها ... أخرجت عملة ورقية من فئة الخمسة قروش ...
سألتني هل أستطيع أن أستبدلها لها بعملة معدنية من نفس الفئة ... أخرجت من جيبي عشرة قروش معدنية وقدمتها لها ... ولكنها رفضت أن تأخذها ... فهي لا تملك سوى خمسة قروش ولا تريد سوى حقها في خمسة قروش مثلها ...
بعد عدة محاولات منى لإقناعها بأن تقبلها منى بدون أن أأخذ منها الخمسة قروش التي معها وافقت تحت ضغط منى ...ولكنها أشترطت أن تُضئ بقيمتها شمعتين ... واحدة من أجلها ... و واحدة من أجلى ... قبِلت شرطها ... فتركتنى بعد أن شكرتنى ... وذهبت لتضيء الشمعتين ... أما أنا فمددت يدى لأمسح الدموع التي سالت على خدى ...