الأقباط متحدون - خطاب المنشية
أخر تحديث ٠٩:٠٤ | الأحد ١ يوليو ٢٠١٢ | ٢٤ بؤونة ١٧٢٨ ش | العدد ٢٨٠٨ السنة السابعة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

خطاب المنشية

 بقلم- مينا ملاك عازر

 
إن الخطاب الذي ألقاه الرئيس الحالي، والذي قررت أن أجرّده من لقبه السابق، وعلى أي حال لا تفرح كثيرًا بهذا القرار؛ فلديّ له الكثير من الألقاب، والتي سأعرضها الآن، لنفكر سويًا أي الألقاب سنختار له، لكن على العموم إن تجريده لاحترامي لاسم الدولة التي سيترأسها، وللشعب الذي يرأسه- وهما شعب ودولة أتمنى أن يقدرهما- وليس جبنًا أو خوفًا منه.
 
أفكر أن ألقب الرئيس الحالي للبلاد بـ"ناصر الألفية الثالثة"، وذلك لأن طريقة إلقائه للخطاب يشابهه وهو يتحدث عن الثورة التي يدَّعي أن له علاقة بها، رغم أنها قامت وهو في السجن، وكان ينقصه وهو يخطب أن يهتف ويقول "ثورة ثورة إلى الأمام يا رجال"، أو أجده وهو يشكر مرددًا أسماء المحافظات يقول "زنجة زنجة حارة حارة أشكرهم".. 
 
على أي حال هو لم يفعل هذا، ولكنه شكر سائقي التكتك في خطابه قبل الأخير، وكاد يفعل ما فعله "ناصر" من ثماني وخمسين عامًا حين استغل محاولة اغتياله الفاشلة- على أيدي الإخوان- في المنشية، ووسط الجماهير الحاشدة مثل تلك التي كانت محتشدة في ميدان "التحرير" حينها، وفتح صدره وقال للشعب: أنا فداكم، وكلام من هذا القبيل، أما "ناصر الألفية الثالثة" فأخذ يشير لأنه بلا سترة مضادة للرصاص، وإن كنت سأتغاضى بمزاجي عن ذلك التيشرت الأبيض الذي يرتديه تحت قميصه، والذي- ويا سبحان الله- نفس التيشرت الذي كان يرتديه "جمال مبارك" برضه تحت قميصه- تفتكروا إنتم بقى الصدفة دي جاءت منين؟!- وأخذ يزيح الحرس المرافق له ليظهر جراءته، وإن كنت أعتبرها تهوُّرًا يقلقني، إن كانت هي تصرفاته هكذا فيارب استر على البلد..
 
كما استلفت نظري كم الصياح الذي لازم خطابه، وكأنه متقمص شخصية ثوري، مع أنه وجماعته لا يحق لهما الحديث عن الثورة التي لم ينزلا فيها من البداية، وغدرا بها أثنائها، واستثمراها إلى النهاية.
 
وقد استوقفني في خطاب "المنشية 2012"، أنه قال وهو يعدد الدماء التي سالت منذ أوائل القرن العشرين، جملة "ما أدراك ما الستينات"، قالها أثناء استعراضه لما جرى في الأربعينات والثلاثينات والعشرينات، ولم أكن أفهم أنه يقصد شهداء الإخوان، ففهمته في البداية أنهم شهداء "مصر" على يد المحتل الإنجليزي مثلًا، ولكن لما وجدته أغفل من سقطوا منذ دخول المحتل ويقول "ما أدراك ما الستينات"، عرفت حينها أنه يقصد شهداء الإخوان، وتأكدت حين عبر على العقود المتبقية من القرن العشرين دون ذكر السبعينات والثمانينات والتسعينات لأن حينها لم يقع شهداء من الجماعة لأنها كانت على وفاق مع النظام الساداتي والمباركي، لكن في الستنيات والخمسينات كان ناصر "لاممهم"، وحين تأكدت من قصده تألمت لهذا الشعب المضحوك عليه، وهو أن رئيسه يتحدث عن شهدائه عامة في حين أنه يقصد شهداء جماعته فقط، ولا يهمه أي شهداء آخرين كالشهداء الذين سقطوا على أيدي مدعي الإسلام من شهداء الشرطة مثلًا.
 
كما أنني توقفت مبتسمًا وهو يقول للشعب "سألتزم بنصيحتكم"، وكنت أتمناه أن يقول "سأستمع لنصيحتكم وأنفذ قرارات المرشد والشاطر وحسن مالك"، حينها سيكون أكثر صدقًا مع نفسه ومعنا.
 
على أي حال، واضح أننا مقبلون على خطاب ثوري متأسلم، مما يؤدي لأن يوقع قائله في أخطاء كتلك التي ذكرتها أنفًا، ويكفي أن أقول لكم إن الرئيس مدعي الإتقان في اللغة وكاتب خطابه سقطا في خطأ شعري حين أرادا أن يؤكدا أن المتأسلمين يهتمون بالفن والثقافة والآثار، حين استشهدا ببيت شعر شهير تغنت به "أم كلثوم" يقول: "وقف الخلق ينظرون جميعًا كيف أبني قواعد المجد وحدي، وبناة الأهرام في سالف العصر كفوني الكلام عند التحدي"، لكنه قال "كيف أبني قواعد الملك وحدي"، مع أن القول الصحيح "كيف أبني قواعد المجد وحدي"، إلا إذا كان هو يقصد التحريف، وهو سيبني ملكًا له ولأبنائه بعده، لكن أبناءه مجنسين بجنسية أخرى.. يبدو أنه يقصد "الشاطر" بعد أن يكون دبر له التدابير المواءمة له دستوريًا، أو للمرشد، أو لأي من جماعته. إذن هو مُلك إخواني، ولن أطيل لأني أعرف ما هو قادم من أخطاء سيكفيني لكتابة مجلدات.
 
المختصر المفيد، لأول مرة أكتب متمنيًا من الله أن يخلف ظنوني وتوقعاتي. 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter