كتب – روماني صبري
كتب المطران كريكور اوغسطينوس كوسا أسقف الإسكندرية للأرمن الكاثوليك، رسالة رعوية جديدة بمناسبة عيد الحبل بلا دنس، وجاء فيها :
قالت مريـم :
" تُعظّم نفسي الرب ،وتَبْتَهِجُ رُوحِي بِٱللهِ مُخَلِّصِي،
لأَنَّهُ نَظرَ إِلى تَواضُعِ أَمَتِهِ. فَهَا مُنْذُ الآنَ تُطَوِّبُنِي جَمِيعُ الأَجْيَال، لأَنَّ القَدِيرَ صَنَعَ بي عَظَائِم، وٱسْمُهُ قُدُّوس، ورَحْمَتُهُ إِلى أَجْيَالٍ وأَجْيَالٍ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَهُ.
صَنَعَ عِزًّا بِسَاعِدِهِ، وشَتَّتَ المُتَكبِّرينَ بأَفْكَارِ قُلُوبِهِم.
أَنْزَلَ المُقْتَدِرينَ عنِ العُرُوش، ورَفَعَ المُتَواضِعِين.
أَشْبَعَ الجِيَاعَ من الخَيْرَاتٍ، وصَرَفَ الأَغْنِياءَ فَارِغِين.
عَضَدَ إِسْرائِيلَ فَتَاهُ ذَاكِرًا رَحْمَتَهُ،
لإِبْراهِيمَ ونَسْلِهِ إِلى الأَبَد، كمَا كلَّمَ آبَاءَنا".
ومَكَثَتْ مَرْيَمُ عِندَ إِليصَابَاتَ نَحْوَ ثَلاثَةِ أَشْهُر، ثُمَّ عَادَتْ إِلى بَيتِهَا. ( لوقا ١ : ٤٦ - ٥٦ .)
" سَوفَ تُهَنِّئُني بَعدَ اليَومِ جَميعُ الأَجيال "
السلام عليك يا مريم، يا أمّ الله، يا كنزَ العالمِ الخفيَّ، يا نجمًا لا يغيب، يا تاج البتوليّة، يا صولجان الإيمان القويم، يا هيكلاً لا يُهدَم، يا مسكن اللامحدود، أيّتها الأمّ والعذراء، يا مَن بفضلكِ سُمّي المولود منكِ" قُدُّوساً " ( لوقا ١ : ٣٥ )، و"مبارك" ، "تبارك الآتي باسم الربّ" ( متى ٢١ : ٩ ) و ( مزمور ١١٨ [ ١١٧ ] : ٢٦ ).
السلام عليك، يا مَن حملتِ في حشاك البتوليّ ذاك الّذي لا تستطيع السماء أن تحويه. فبفضلكِ يتمجّد الثالوث ويُعبد في الأرض كلّها.
بفضلكِ تبتهج السماء، ويفرح الملائكة ورؤساء الملائكة، وتضلّ الشياطين طريقها، ويسقط المجرّب من السماء، ويُرفع البشر الساقطون إلى السماء.
بفضلك، توصّل العالم كلّه، الّذي كان أسير عبادة الأصنام، إلى معرفة الحقيقة، ومُنِح العماد المقدّس للمؤمنين، مع "زيت الابتهاج" ( مزمور ٤٥ [ ٤٤ ] : ٨ ) ، وشُيِّدَت الكنائس في الأرض كلّها، وحُمِل الوثنيّون على التوبة.
وما عساي أقول بعد ؟
بفضلكِ أشرق نور ابن الله الوحيد على "المقيمين في الظلمة وظلال الموت ليُسَدّد خُطانا لسبيلِ السَّلام" ( لوقا ١ : ٧٩ ) و ( أشعيا ٤٢ : ٧ ).
فمَن يمكنه أن يحتفل بجدارة بأمجاد مريم ؟
هي أمّ وعذراء في آن. يا للروعة ! مَن سمع يومًا أنّ الباني قد يُمنَع من السكن في الهيكل الّذي بناه بنفسه ؟
مَن يجرؤ على انتقاد مَن يُعطي أَمَتَه ( لوقا ١ : ٤٨ ) لقب أمّ ؟
فها العالم كلّه مغمور بالفرح ... عسانا نتمكّن من أن نجلّ ونكرّم الثالوث غير المنقسم، وذلك بإنشاد أمجاد مريم الدائمة البتوليّة، أي أمجاد الكنيسة المقدّسة ، وأمجاد الابن وعروسه النقيّة، فإفرحي، أيّتُها الممتلئةُ نعمةً، الرّبُّ معكِ " ( لوقا ١ : ٢٧ .)