كتب – روماني صبري
إثيوبيا تلك الدولة الكبيرة متعددة الأعراق في القارة الإفريقية، عقد عليها الغرب في السنوات الأخيرة آمال كبيرة كمرساة للاستقرار في منطقة مضطربة، فهل تبخرت هذه الآمال مع المعارك العنيفة التي تشهدها البلاد، حملة عسكرية تقودها حكومة أبي احمد رئيس الوزراء على "إقليم تيجراي" منذ شهر تقريبا، أسفرت عن الآلاف القتلى والجرحى وخلفت ورآها تداعيات اجتماعية وأمنية وإنسانية خطيرة في إثيوبيا، ويخشى مراقبون أن تكون لها أبعادا وخيمة على استقرار منطقة القرن الإفريقي، ودول الجوار، فإثيوبيا بقيادة آبي أحمد، من نوبل للسلام إلى شفا "حرب أهلية"؟.
آبي احمد وضع بلاده في مأزق
لمناقشة الأزمة قال علي هندي الخبير في الشؤون الإفريقية، ما حدث بين الحكومة الإثيوبية وحكومة إقليم تيجراي،هو محاولة لإحداث تغييرات جذرية داخل المؤسسة الحاكمة في البلاد، دون مراعاة حساسية الموقف الإثيوبي.
مضيفا عبر تقنية البث المرئي لفضائية "دويتشه فيله"، الحجة التي كان يتحجج بها أبي احمد انه بحاجة إلى تثبيت دعائم القانون في البلد، لكنه في ذات الوقت دخل أزمة دستورية من نوع خاص وهي إنقاذ الجبهة الثورية الديمقراطية الشعبية الإثيوبية، والتي كانت ائتلاف يضم 4 أحزاب.
مردفا :" بالتالي وضع بلاده في مأزق دستوري، وهو ما تحججت به حكومة إقليم تيجراي، بان أبي احمد والبرلمان الإثيوبي الذي تم انتخابه عام 2015 فاقد لشرعيته.
لافتا :" ما جرى لم يكن محاولة لاستنفاذ مفاوضات بين طرفين، بقدر ما كان محاولة لإجبار الطرف الآخر في تيجراي للاذعان للقرارات التي اتخذتها حكومة أديس أبابا والتي نظر إليها تيجراي وكأنها محاولة لإحداث اصطفاف سوف يسفر في النهاية إلى عزلة تيجراي سياسيا.
هل فرض الصدام العسكري على آبي احمد، وفعلا تيجراي تعرضت للتهميش والخروج من المشهد السياسي، ما جعلها تدخل في معارك مع الحكومة ؟، ردا على هذا السؤال قال ناجح العبيدي الخبير في الشؤون السياسية والاقتصادية، من المعروف ان تيجراي وجبهة التحرير الشعبية في هذا الإقليم، كانت تمسك مفاصل السلطة في البلاد على الرغم من كونها أقلية.
التدخل العسكري ليس الحل
مضيفا :"هذه الحالة ليست الوحيدة من نوعها، ففي سوريا يحكم العلويين وهم أيضا أقلية، كذلك السنة في العراق، لافتا هذه الأقلية كانت تحكمت بمفاصل جهاز الشرطة حتى مجيء آبي احمد وكان من المتوقع أن يشرع الرجل بتقليم أظافرها، فتم استبعادها من الجيش والمخابرات ما جعل الإقليم يشعر بالخطر في ظل مجتمع معقد وشعوب كثيرة تعيش في المنطقة، تم اللجوء للحل العسكري.
لافتا، البداية كانت من قادة الإقليم بخصوص اللجوء للحل العسكري، وبعد دخول قوات الجيش الإثيوبي آبي احمد الآن على المحك والكرة في ملعبه، وعليه أن يفهم أن الحل العسكري لا يضمن حل طويل الأمد.
تقوقعت الأقليات
كيف يمكن مراعاة مصالح كل هذه الجماعات في إثيوبيا تحت نظام واحد؟، وشددت إيمان سيف الدين الناشطة الحقوقية، على أن القرن الإفريقي مضطرب منذ سنوات طويلة، ما أسفر عن أزمة كبيرة داخل الإقليم خلاف المشاكل والقضايا البيئية والصراعات المسلحة.
مضيفة :" والدليل انفصال إثيوبيا عن اريتريا، انفصال السودان وجنوب السودان، وهي صراعات قبلية بين أنظمة الحكم وعدم الاستقرار وما إلى أخره .
لافتة :"للأسف حتى الآن لم يطرح أي حل يضمن حقوق الأقليات في المشاركة في السلطة وهي نفس المشكلة في إثيوبيا والسودان واريتريا، مشيرة :" وليس العيب في النظام، فنحن الأقليات نعاني التقوقع في القبيلة ما يفقدنا التوجه صوب طريق التطور والتقدم .