باحث تركي: على واشنطن احتواء أنقرة والبدء في حوار معها
كتب - نعيم يوسف
عقوبات منتظرة
أعلن رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، في الفترة الأخيرة، أنه على تركيا يقاف استفزازاتها وخطابها العدائي في المتوسط، مشيراً إلى أن الاتحاد الأوروبي سينظر خلال قمته بالسبل الأفضل للتصدّي لها، بينما أعلنت الولايات المتحدة عن قانون لفرض عقوبات على تركيا لشرائها منظومة الدفاع الروسية "إس-400".
تحرك مختلف
في هذا السياق، قال الكاتب والباحث السياسي، حسين عمر، إن هذه المرة سيكون هناك تحرك مختلف من الاتحاد الأوروبي تجاه تركيا، ولن يصمت كثيرا على لعبة القط والفأر التي يمارسها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ويبدو أنهم أدركوا خطأهم السابق، ولذلك أكد أن هذه اللعبة انتهت، ومسألة العقوبات ستكون أكيدة هذه المرة.
وأضاف "عمر"، في لقاء مع برنامج "غرفة الأخبار"، المذاع على قناة "سكاي نيوز عربية"، الفضائية، أن مهمة المجلس الأوروبي هي توحيد الرؤى، ولو لم يكن شارل ميشيل، رئيس المجلس على علم بأنه سيتم مناقشة العقوبات في الاجتماع المقبل لما تحدث بهذه القوة تجاه تركيا.
ربط بين الموقف الأمريكي والأوروبي
وشدد الباحث السياسي، على ضرورة الربط بين الموقف التركي، والموقف الأمريكي أيضا، حيث هناك لهجة حادة بين البلدين، وأردوغان رفض مقابلة مسؤول أمريكي، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، سوف يوقع على قرارات لفرض عقوبات على أنقرة.
نهاية عشرة أعوام من الابتزاز
وأشار، إلى أن الاتحاد الأوروبي كان يراوغ في مسألة تركيا بسبب العلاقات المتشعبة معها، ولكن التصعيد الذي يمارسه أردوغان في الشهر الأخير ضد القادة الأوروبيين، وبالتحديد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لن يمر مرور الكرام، وأصبح الاتحاد الأوروبي يرفض استفزازات وابتزاز أردوغان الذي استمر لعشرة أعوام.
اتفاق أمريكي
أما ريتشارد وايتز، مدير مركز التحليل السياسي في معهد هدسون، فقال إنه لا يعرف بالضبط ماذا يمكن أن يحدث خلال الأيام المقبلة، لافتا إلى أن الجمهوريين والديمقراطيين يتفقون على أن تركيا أصبحت تمثل مشكلة، وفريق الرئيس المنتخب جو بايدن، سوف يتخذ عقوبات على تركيا بسبب شراءها منظومة "إس 400"، وكلا من الديمقراطييين والجمهوريين يدعمون هذا الاتجاه.
هل تحتضن واشنطن أنقرة مرة أخرى؟
في السياق، قال مهند حافظ أوغلو، الكاتب والمحلل السياسي، إن تركيا لن تتنازل عن حقوقها، وإذا أرادت واشنطن احتضان أنقرة واستيعابها عليها أن تبدأ بالحوار معها، وهناك مطالب تركية بالحوار معها، والمشكلة حاليا متكتلة ولن تُحل الخلافات بين تركيا والولايات المتحدة وأوروبا مرة واحدة، ويوجد فيها العديد من الملفات أهمها الصراع في شرق المتوسط.
وتابع "حافظ"، أنه لا يمكن فرض عقوبات على تركيا لأنهم يدركون جيدا أهمية موقعها الجيوسياسي، ولكن ليس في السياسة مستحيل، وليس في مصلحة أي دولة أن تفرض عقوبات على تركيا، وهناك مشاورات بين تركيا والاتحاد الأوروبي، وتركيا والولايات المتحدة، لحل هذه المسائل، وتتخذ خطوات على أرض الواقع، ولكن الاتحاد الأوروبي يقول إنها لا تفعل شيء، وعندما كانت أنقرة في أمس الحاجة إلى منظومة باترويت، رفضت واشنطن، وهيي المسؤولة عن زعزعة الثقة في العلاقات بين البلدين.