الأقباط متحدون - لا بل بعتموها
أخر تحديث ٠١:٢٢ | الخميس ٢٨ يونيو ٢٠١٢ | ٢١ بؤونة ١٧٢٨ ش | العدد ٢٨٠٥ السنة السابعة
إغلاق تصغير

لا بل بعتموها

بقلم: مينا ملاك عازر

 أصدر المجلس العسكري بياناً يوم الثلاثاء يرد فيه على عكاشة أهم ما بهذا البيان إن لم تكن قد قرأته لحظك الحسن، أن المجلس العسكري ينفي أنه باع مصر للإخوان كما يدعي توفيق عكاشة، وأن اللواء المنتمي لحزب الحرية والعدالة انتمى له بعد الخروج من الخدمة.


وأنا أحب أن أقول لهم لا بل بعتموها، ولا تتسرع عزيزي القارئ، وترد عنهم التهمة مستنداً على ادعاءاتهم، وانتظر لتعرف متى باعوها؟ وكيف؟ ولكن اسمح لي أن أعلق على مسألة اللواء المنتمي لحزب الحرية والعدالة، أن هذا اللواء كان المسؤول الأول عن دراسة وفحص انتماءات الضباط والجنود بالجيش سياسياً، ووقتها كان مبارك يحكم والكل كان يداري انتماءاته، فلا مانع أن يكون هذا الرجل إخوانياً، وشوف بقى كم من الإخوان تركهم يتسربون داخل الجيش، ولم يبلغ عنهم، ولم يمنع تسربهم لانتمائه للإخوان من الباطن الذي تحول لظاهري بعد الثورة، وخلع مبارك، وخروجه من الخدمة، لحزب الحرية والعدالة، ولا تقل لي أنه وعلى فرض أنه خرج من الخدمة قبل مبارك ما يتنحى، كان ممكن الإعلان عن انتمائه للإخوان فهذا كان مستحيل، لو عرفت طبيعة الأمور أنه من حقك أن تنتمي للجماعة المتعاونة مع النظام ولكن ليس علناً ولك مثل في ذلك في أبو تريكة، وهو لاعب خشى أن يعلن عن انتمائه الجماعة في حين أنه ليس بخطورة موقع هذا الضابط.
ولننتقل بقى لمسألة بيع البلد للإخوان، ويا ليتكم بعتموها فقط في انتخابات الرئاسة فالبيع يا سادة بدأ مع هدم كنيسة صول بأطفيح، وعدم تقديمكم المتهمين الظاهرين بالفيديوهات واحتمائكم بالإسلاميين ليتيحوا لكم فرصة تصحيح أخطاء متطرفيهم هادمي الكنيسة، بإعادتكم لبنائها، وتكرر الخطأ بنفس الطريقة في حرق كنيسة إمبابة، وهدم كنيسة الماريناب، كنتم في كل مرة تبيعوها، بعتم البلد حين حطمتم عظام وقتلتم  وسحلتم وعريتم كل بنت وولد اشترك في مظاهرة لا تتسم بالدينية، وكانت تدعو لمدنية الدولة أو تطلب مطلب لا يصب في مصلحة الإسلاميين، بعتم مصر للإخوان حين تركتموهم يرتعون في البلد يميناً ويساراً، ويهربوا السلاح للبلاد حتى صرتم غير قادرين على مواجهتهم، وخاضعين لتهديدهم حين هددوا بحرق البلد إن لم يمكن مرسي من الرئاسة، بعتم البلد حين لم تخبرونا بكل إمكانات أجهزة المخابرات من المسؤول عن سيديهات التخريب المضبوطة ثاني يوم الانتخابات في جولة الإعادة، وحين فشلتم في الإعلان عن من الذي يهرب الأسلحة لداخل البلاد ولمصلحة من كانت تدخل هذه الأسلحة؟ بعتم البلد يا أيها السادة حين دهستم مظاهرة سلمية على كورنيس النيل بالمدرعات، وعجزتم عن أن تردوا علىٍ إهانة واحدة من البذءات التي وجهت لكم في التحرير من الملتحين، أين كانت كرامتكم حينها، لا أعرف، أم أن الثمن كان أغلى من أن يجعلكم تردون على إساءاتهم التي أتحدى إن قالها أحد الليبراليين لما كنتم تركتموه ولنا في العليمي أسوة حسنة. كيف طلبتم رفع الحصانة عنه- قبل أن ينحل المجلس- لمحاكمته بسبب مثل قاله قد يفهم خطأً أنه سب للمشير، في حين أن المشير نفسه قيل فيه يوم الجمعة الماضية، ما لم يُقَل في مبارك، وسكت، ولم تتحرك مدرعة واحدة نحو الميدان. لا أقول هذا تحريضاً على الإسلاميين فهم بالنسبة لي مصريين أهاب دمئاهم في حين أن دمائي بالنسبة لهم أرخص من أن يقفوا أمامكم ما دمتم تعملون ما في مصلحتهم وتبيعون لهم مصر.
 
معذرة يا سادتي أعضاء المجلس العسكري، فلقد خذلتموني وبشكل شخصي، ولكم مني اعتراف لكم، قد كنت كلما أهاجمكم أبقي على الكثير من الاحترام لكم، فكنت أذكر نفسي دائماً أنه من المؤكد أن منكم من حارب في حرب أكتوبر، وحرر سيناء، ويعرف قيمة الأرض، وأنه أكيد سيأتي اليوم الذي تأخذون حق المصريين من أولائك المتسلقين على أكتافهم، وأنه سيأتي اليوم وتنتفضوا في وجوههم وهم يسبونكم ويشتمونكم لكن للأسف أحنيتم رأسي في كل مرة كنت تستأسدون على ليبرالي، وتنحنون أمام إسلامي، لكن سؤالي لماذا وبكم بعتم لهم مصر؟ أم أن ما جرى محض ضغوط خارجية لم تكونوا تستطيعوا مواجهتها؟ ولماذا لم تعلنوا هذا؟ ولماذا لم تستعينوا بنا؟ ولماذا يضغط الخارج في مصلحة الإخوان ولمصلحة من؟
المختصر المفيد لا زالت أمامكم الفرصة لتستردوا لنا مصر، فهل يفيق ضميركم قبل فوات الأوان.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter