محمد حسين يونس
يقول الاستاذ سيد خميس في كتابه القص الديني (( في القرنين الرابع و الخامس الهجريين فتح باب التأليف في القص الديني الاسلامي علي مصراعيه لتدخل منه الاسرائيليات بدون حواجز يصاحبها أخبار وقصص منسوبة للجاهلية و للامم القديمة وأحاديث و خرافات الشعوب المجاورة لينسج من هذا كله جنة اخروية تقوم بدور التعويض للبائسين من شظف حياتهم و حرمانهم من ضرورات الحياة ))
جنة تشبه حقول الاليسيان الاوزيريسية فهل هناك علاقة تفاعل بين الاديان الابراهيمية وأديان المنطقة السائدة في ذلك الزمن !!
قصة جلجامش و انكيدو ((هو الذى رأى )) تحكي مدى حجم الإقتراب ..فهي أقدم نص معروف لدينا عن بدايات طرح الاسئلة المثيولوجية عن الموت و الحياة و الخلود و التجدد ..
فضلا عن وصف مطابق لما نعرفه عن قصة الطوفان التوراتي مبكرا بالف سنة علي الاقل ..
قصة النبي يوسف مع امراة عزيز مصر تكاد تتطابق مع قصة الاخوين المصرية الشهيرة ، ..بل قد نجد ان البقرات السبع التي حلم بها النبي.. توازى ((الحتحورات السبع ))في المثيولوجيا المصرية ..
فتح ممر في البحر لقوم النبي موسي تكرارا لما تذكرة الروايه عن ما فعله كاهن الملك خوفو لاسترداد حليه فتاة الكورال الحزينة علي سقوط سوارها في النيل .
العرب استعملوا كلمات كثيرة اكتشفنا بعد التعرف علي الهيروغليفية انها مصرية الاصل .
فاتون النار او الشمس هو (الرب آتون ) و جب الارض ( هو جب نتر الارض الفرعوني )
و نوة المطر ..من ( نو) اله المحيط المائي العلوى و هو شبيه ( آنو) البابلي و( نوح ) العبراني ..
ادم ايضا له شبيه مصرى (آتم) ابو المصريين ..و(آمين) هو الرب آمون الذى تختتم كل صلاة علي الارض باسمة ..
(سقر) هي اقليم في (التوات) المصرى الذى يوازى جهنم، والشيطان تحريف عن (ست)
أما جبريل و عزرائيل و اسرافيل فكلها ملائكة مرتبطة بالاله (ايل) الذى كان يعبد في الشام و تم استعارته هو وعرشه وملائكته برتبها و اجنحتها لليهودية ثم الاسلام .
المصرى القديم كان يؤمن بالروح و يميزها عن النفس التي خصصها للانسان
و الاسلام ايضا جعل ((النفس و ما سواها )) تلهم بالفجور و التقوى دليل علي انها لعاقل في حين ان الروح ((من علم ربي ))..
العلاقات المتشابكه بين الاديان هل يمكن ان تكون مصادفه أم هي كما أورد جيمس فريزر العالم الانثربولوجي في كتابه (( الفلكلور في العهد القديم )) تفسيرا لاسباب التناقض بين روايتين للخلق،
بأن التوراة قد استمدت قصتها من مصدرين مختلفين ثم جمعوهما في سفر التكوين،
القصة الاولي مستمدة من اصل كهنوتي كتب اثناء السبي البابلي أو بعده بينما الثانية مستمدة من اصول يهودية كتبت مبكرا بمئات السنين ثم يجمل
(( كان الناس يعتقدون بخلق الانسان من طين و كذلك كان الفراعنة و الاغريق وقد انتقلت هذه الفكرة الي تلك الشعوب عن طريق اسلافهم البدائيين )).
يروى المؤرخون القدماء أن النبي يوشع بن نون ( أحد مريدى النبي موسي ) و اليهود الذين كان يقودهم أثناء حربهم ضد الكنعانيين في (اريحا ) تأخر عليهم النصر حتي قاربت شمس يوم الجمعة علي المغيب و خاف النبي أن يدركهم الغروب ( المحرم أن يحاربوا بعدة) أو يصلوا ليوم السبت (الذى تتوقف فيه الحركة و العمل) ..فيضيع عليهم النصر .. فدعا ربه أن يحبس عليهم الشمس ساعة فاستجاب و حبسها حتي استأصل اعداءه ودخل وجنده المدينة ..
الانسان المعاصر يفهم توقف الشمس عن الحركة بعدم دوران الارض وهو أمر ان حدث فان الحياة كما نعرفها ستتغير بعد زوال قوانين الجاذبية و قوة الطرد المركزية وقد تبتلع الشمس كوكبها بعد دقائق معدودة
.. لذلك فيبدوا أن هذه الرواية متناقضة مع العلم رغم أنها واردة في المراجع الدينية بالتفصيل ..
و اليوم .. بعلومنا الحديثة لا استطيع ان اؤيدحدوثها .. كما انني لا استطيع نفيها (فقد تكون رمزية تشير إلي فكرة ما لا أعرفها ..)
البحث في عمق التاريخ لازال قائما و فروض المثيولوجيا تتغير جذريا بعد كل اكتشاف جديد هام
اخر ما قيل عن البعض من الباحثين ان الفياضانات قد حدثت منذ عشرة الاف سنة بعد تصادم جسم فضائي بالارض فرفع مياه المحيطات لما يفوق قمم الجبال و ان هذه الذكرى ظلت عالقة لدى لبشر يتناقلونها حتي وصلت لجلجامش ثم نوح.و أنها لم تكن عقابا للبشر .
الابحار في دروب الماضي بحثا عن وقائع التاريخ و فصلها عن الاسطورة رغم ما يسره العلم الحديث من أدوات معجزة ومعلومات هائلة الا انه مغامرة محفوفة دائما بقواطع الشك ..
فالباحث اليوم لا يستطيع ان ينقل عمن سبقه أن الله سبحانه قد شكل آدم من طين لزج ثم تركه ليجف وان الشيطان كان يدخل من انفه و يخرج من دبره ..( كما ذكر المسعودى )
و إلا كان حديثة متناقضا و يسأل عن دليله ، وسيشككون في مصداقيه بحثه وعلمة وقد يجنب كعالم ..
الشك كما أورد ديكارت ..هو الضمان لتطور البشرية الآمن نحو أهداف انسانية .. وهكذا عندما أفكر في ان الشمس قد توقفت برجاء النبي يوشع لربه لا استطيع ان انفي (ادبا) و لا اؤيد (ايمانا ) وانما أتسال عن أليات حدوث ما جاء بالحديث . أو عن المغزى من ذكر هذه الرواية في الكتب المقدسة .
يبقي ما ورد عن النيسبورى .. عندما قالوا له ان سيدة عجوز كانت تراقب موكبه و حوله تلاميذة يدونون كل ما يتفوه به ..فلما سألت عنه .. قال لها أحدهم أنه الرجل الذى يستطيع أن يثبت وجود الله بالف طريقة ..
فردت و هل يحتاج وجود الله لإثبات .. فعلق النيسبورى علي قولها (( اللهم إيمانا كإيمان العجائز )) .. أى ذلك الذى لا يتساءل .