"النوة" هي كلمة اعتاد عليها مواطنو محافظة الإسكندرية والمدن الساحلية على سماعها خلال فصلي الخريف والشتاء، وهي إحدى الظاهر المناخية التي تتميز بوجود رياح شديدة تثير اضطراب البحر، وارتفاع في موج البحر، وتشمل أمطار غزيرة قد يتبعها سيول.
ترتبط النوة بهطول أمطار غزيرة وتقلبات جوية، وكثيرًا ما تؤثر على حركة الملاحة والصيد، حتى أن أغلب أسماء النوات أطلقها الصيادون أثناء رحلاتهم حتى يستطيعوا تمييز هذه الأيام الممطرة عن غيرها.
وتعتبر الإسكندرية الأكثر تعرضًا للنوات وهبات الرياح لموقعها المتميز علي البحر الأبيض المتوسط، وتعد النوات عبارة عن رياح قادمة من البحر إلى الأرض في الغالب وتأتى في بعض الأحيان بالأمطار الشديدة وأخرى تأتي برياح ساخنة في الصيف تؤثر على الحياة اليومية ويعرف مواعيدها الكثير من الخبراء المعنيين بحالة الطقس والبحر وكذلك الصيادين.
وقد بدأ موسم النوات في الإسكندرية بنوة المكنسة في بداية نوفمبر والتي استمرت حتى نهاية الشهر، وقد أطلق عليها هذا الاسم لشدة الرياح بها حيث تهب رياح شمالية غربية "تكنس" البحر نسبة إلى التيارات البحرية الشديدة التى يشهدها البحر أثناء تلك النوة.
نوة قاسم
وتستعد الإسكندرية والسواحل الشمالية لاستقبال نوة قاسم وهي من أخطر وأشد النوات على الإسكندرية، وذلك بعد انتهاء الجزء الأخير من نوة المكنسة الخميس الماضي.
وتأتي نوة قاسم في الأسبوع الأول من شهر ديسمبر، حيث من المقرر أن تبدأ الجمعة وتستمر لمدة 5 أيام وتهب على الإسكندرية فى صورة رياح جنوبية غربية وعواصف شديدة تسمي الرياح بالاتجاه الذي تأتي منه.
ويشاع أنها سميت بهذا الاسم نسبة إلى أحد أبناء الصيادين ويدعى قاسم والذى تعرض للغرق في تلك النوة مما أدى إلى إطلاق اسمه عليها.
وقال محافظ الإسكندرية، إنه وفقا لتوقعات هيئة الأرصاد الجوية، فإن المحافظة لن تشهد أمطارا غزيرة اليوم، ولكن ستهطل أمطار خفيفة غدًا، أما بداية نوة "القاسم" فمن المقرر أن تبدأ في يوم 4 ديسمبر، مشددًا على أنه في بعض الأوقات يعطل المدارس والمصالح الحكومية لكي تستطيع أجهزة المحافظة التعامل مع مياه الأمطار، وتنقلها إلى مكان آخر.
استعدادات الأجهزة التنفيذية لنوة قاسم
وقد وضعت محافظة الإسكندرية خطة للتعامل مع نوة، حيث يتمركز نحو 180 سيارة شفط في جميع أنحاء المدينة من أجل التدخل فورًا لحل أي مشاكل تتعلق بتراكم مياه الأمطار.
وقال محافظ الإسكندرية محافظ الإسكندرية إنه كان بالمحافظة في الأعوام السابقة حوالي 70 نقطة ساخنة تتجمع بها الأمطار، ولكن العام الحالي أصبح هناك 93 نقطة ساخنة، ولذلك فإن المحافظة تعمل على زيادة عربات الصرف، واستخدام بدالات تأخذ المياه من مناطق التجمع وتلقيها في أماكن أخرى، وفي العام السابق استعانوا بـ22 سيارة من سيارات صرف من المحافظات المجاورة.
وأعلنت شركة الصرف الصحي بالإسكندرية، رفع درجة الاستعداد القصوى والتأهب، لمواجهة "نوة قاسم" حيث دفعت بسيارات شفط المياه في الشوارع الرئيسية من المحافظة، تحسبًا لسقوط الأمطار.
كما تواصل الشركة بالتنسيق مع الأحياء تطهير شنايش الأمطار ومطابق الصرف على مستوى المحافظة، استعدادًا لهذه النوة التي تصاحبها أمطار غزيرة، وعواصف شديدة وانخفاض شديد في درجات الحرارة.
وفي حي ثان المنتزة، حيث بداية الكورنيش من شرق الإسكندرية، انشأ الحي، برئاسة اللواء أشرف بهجت، رئيس الحي، رملية باستخدام أجولة الرمال على شواطئ العصافرة وأبو قير، كإجراء احترازي، لحماية الكورنيش من التآكل تحسبًا لارتفاع أمواج البحر.
وقد وجه رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، وجه باعتماد مبلغ 1.1 مليار جنيه لمواجهة أزمات الأمطار في محافظة الإسكندرية ومعالجة مشكلاتها، مع إتاحة 300 مليون جنيه منها بشكل عاجل للتحرك لمواجهة الأزمة وحلها.