بقلم : نجيب محفوظ نجيب .
أقبل الليل وجاء معه الألم ... ظن أنه نفس الألم الذى يفاجئه دائما ... فيأخذ دوائه ... ليرحل عنه الألم ...
لكن هذه المرة بدأ يزداد الألم تدريجيا ... لا فائدة من الدواء ... كان عليه أن يتحمل مرارة الألم طوال الليل حتى يشرق النهار لكى يستطيع إستدعاء الطبيب... وفي الصباح أجاب الطبيب أنه لن يأتي إلا مساءا ... لم يكن أمامه سوى أن يتجرع كأس الألم بمرارة ...
فهي الحياة التي إعتادت أن تسقيه كؤوس الألم والوجع مرارا وتكرارا ... وهو لا يفتح فاه ولا يشكو لأى إنسان ... تحمل ما لا يستطيع بشر أن يتحمله ولم يبك حاله ولو لمرة واحدة ...عرفت الدموع طريقها إلى عينيه مرتان فقط في رحلته مع الحياة ... المرة الأولى عندما أنتقلت والدته ... والمرة الثانية عندما أنتقلت زوجته ...
تحمل الألم والوجع بدون أن يصرخ من شدتهما ... إلى أن جاء أخيرا الطبيب ليوصى بضرورة إنتقاله الى المستشفى ... وفي غرفة العناية المركزة بدأت محاولات الأطباء ... توقف القلب فتمت محاولات لإعادته للحياة ... خرج الطبيب ليعلن أن الروح قد فارقت الجسد...