هاني صبري
آثارت صور وفيديوهات متداولة علي مواقع التواصل الاجتماعي لفتاة تدعي سلمي الشيمي عارضة أزياء وهي ترتدي زي فرعوني أمام هرم زوسر المدرج في منطقة سقارة الإثرية ، حالة من الجدل الشديد بين الكثيرين.
وقد قرر أمين عام المجلس الأعلى للآثار، إحالة واقعة عارضة الأزياء والتى التقطت صورا (مثيرة) علي حد قوله فى منطقة سقارة إلى النيابة.
وعلي آثر ذلك قامت الجهات المعنية بإلقاء القبض علي الفتاة والمصور وإحالتهم للنيابة للتحقيق معهما للوقوف علي ملابسات الواقعة.
في تقديري الشخصي: أن قرار الأمين العام الآثار بشأن الواقعة قد جانبه الصواب فيه وأنه ربما رضخ لبعض المتشددين علي مواقع التواصل، وأن ما قامت به هذه الفتاة من التصوير داخل المناطق الأثرية ليس فيه مخالفة للقانون واللائحة حيث دخلت المنطقة بتذاكر سليمة، وأن التصوير مسموح طالما تواجدت في منطقة مفتوحة، أما عن ملابسها ليس فيها أي خدش بالحياء أو الآداب العامة ومن ثم فهي حرة فيما ترتديه، وقانونًا لا يحق للعاملين بالمنطقة منعهم إلا في حال أرتكاب فعل فاضح يعاقب عليه القانون أو إضرارهم بالأثر.
جدير بالذكر إن هناك قرار صادر من مجلس إدارة المجلس الأعلى للآثار بالموافقة على التصوير المجانى بالهواتف المحمولة للزائرين داخل المتاحف والمناطق الأثرية، فى جميع أنحاء الجمهورية، وذلك بداية من 1 أغسطس 2019.
وإن هذا القرار جاء فى إطار حرص وزارة السياحة والآثار على الترويج للآثار المصرية وحضارة مصر الفريدة والعظيمة، وأيضا تشجيعا للحركة السياحية فى مصر، ويعمل هذا القرار أيضاً على زيادة الدعاية للقطع الأثرية والحضارة المصرية القديمة. ويراعى في ذلك عدم استخدام "فلاش" الهواتف المحمولة أثناء التصوير داخل جميع المتاحف والمقابر الأثرية وكذلك معبدى أبو سمبل ، كما أنه يمنع التصوير داخل القاعات الممنوع بها التصوير مثل قاعة المومياوات وتوت عنخ آمون.
وأن أسعار تذاكر الكاميرات العادية ثابتة وليست ضمن القرار فمن يحمل كاميرا عادية سوف يتم سداد مبلغ 50 جنيها للأجنبى و20 جنيها للمصرى.
نري أن قرار المجلس الأعلي للآثار بالتصوير داخل المواقع الأثرية صائب للغاية، ويهدف للتروج السياحى لمصر من خلال المواقع المختلفة عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعى، وأن الزائرين يستطيعون داخل المتحف والمواقع الأثرية التقاط الصور التذكارية بجانب القطع الأثرية المعروضة، وهذا سيتيح للكل التصوير ونشر تلك الصور على مواقع التواصل الاجتماعى مما يحفز سواء المصريين أو الأجانب على زيارة تلك الأماكن، وذلك يساعد على عمل دعاية للقطع الأثرية الموجود بالمتحف والمناطق الإثرية، نظرًا للاستخدام الموسع لتلك المواقع.
وهناك مزاعم من البعض أن الفتاة والمصور قاموا بخداع الأثريين وأنها دخلت بتصريح "تذكرة دخول" عادية، وليست تذكرة أو تصريح للتصوير، وهذا الأمر متروك لما ستسفر عنه التحقيقات ، إذا كانت سلمي الشيمي قامت بالتقاط الصور بالكاميرا العادية ولَم تدفع مبلغ 20 جنبه رسوم، ستدفع الغرامة المقررة وفقاً للقانون أن وُجدت مخالفة.
يجب علي الجميع دعم قطاع السياحة، حيث تعدّ مصر من أبرز الدول السياحية في العالم بما تستحوذ عليه من أعداد السائحين الوافدين في العالم، وتميزها بوفرة المزارات السياحية على اختلاف أنواعها، ويشهد العالم بعظمة الحضارة المصرية القديمةِ، وتعبير السياحة في مصر أحد أهم مصادر الدخل القومي، لذلك يجب تشجيع زيارة معالمنا السياحية والأثرية.