قلق وخوف وحيرة كبيرة تنتاب الأسرة عند إصابة أحد أفرادها بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، سواء بسبب خوفهم الشديد عليه أو احتمالية العدوى منه، خاصة كبار السن الذين يكون أكثرهم عُرضة للوفاة.
ويتساءل كثيرون بشأن احتمالية انتقال عدوى كورونا من أحد أفراد الأسرة: كيف يتعاملون معه؟ وكيف يتجنب المصاب نفسه نقل العدوى لغيره؟ وهل ما يتردد دائما على مواقع التواصل الاجتماعي عن أن الفيروس التاجي سيصاب به الجميع بشكل عام أمر صحيح أم خطأ؟ وغيرها من الأسئلة التي تشغل الجميع.
شروط غرفة عزل كورونا
الدكتورة أماني مختار أستاذ الصحة العامة والطب الوقائي، ردت عبر "الوطن" على جميع الأسئلة، مؤكدة في البداية أن المسألة تعتمد على مدى التزام الأسر بالإجراءات الوقائية، وأنه إذا أصيب فرد من الأسرة يتم عزله، أي يكون في غرفة منفصلة بمفرده، ولا بد أن تكون جيدة التهوية، ويفضل أن يكون له حمام خاص.
وتشدد أماني، على أن المريض لا بد أن يرتدي الكمامة، إذا دخل عليه فرد من الأسرة لخدمته، وأن يكون هذا الفرد بدوره مرتديا الكمامة، ويفضل أن يقوم بخدمة المريض شخص واحد فقط، مع الحرص على تطهير وتعقيم الأسطح باستمرار باستخدام الكحول 70% أو الكلور المخفف، وتعقيم الأدوات الخاصة بالمريض، وغسل الأيدي جيدا.
تحذير لمخالطي مرضى "كوفيد 19"
والحذر ضروري لمخالطي مريض كورونا، إذ يجب عليهم العزل المؤقت، والالتزام بالإجراءات الوقائية حتى يتأكدوا أن أي من الأعراض لم تظهر عليهم، وفي حال كان المريض في حجر صحي، أي لا يتناول أدوية، فيجب أن يلتزم المخالط على مدار 14 يوما بارتداء الكمامة، وتطهير الأسطح باستمرار، وغسل الأيدي جيدا، لأنه في خلال تلك الفترة من الممكن أن تظهر على أحد من أفراد الأسرة أعراض المرض، مع ضرورة التخلص من الكمامة (سواء المصاب أو المخالط) في كيس بلاستيك منفصل عقب الاستخدام وغسل الأيدي بعد ذلك.
هل سيصاب الجميع بكورونا؟
توضح أستاذ الطب الوقائي، أن مدى التزام المخالطين والمرضى بالإجراءات الوقائية هو ما يحدد نسبة الإصابة بالفيروس، إذ من الممكن أن يكون المخالط معرض للعدوى بدرجات تتراوح بين 0% أو 100%، مشيرة إلى أن احتمالية أن يصاب الجميع بالفيروس ليس لها أساس علمي، خاصة أن نسب الإصابة ليست مرتفعة، وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن 80% من المصابين من الممكن ألا تظهر عليهم أعراض أو تكون أعراضهم خفيفة.
وتؤكد أماني، أنه لا بد أن يرتدي الشخص الكمامة أثناء سيره في الشارع، لأنه ربما يكون مصابا بالفيروس التاجي ولا يعرف، أي دون أعراض، فإذا لم يكن ملتزما بالكمامة وغيره لا يرتديها أيضا، فإن فرص الإصابة بالعدوى تصبح كبيرة .
ويقول الدكتور أحمد محمد أستاذ الفيروسات بالمركز القومي للبحوث، إن احتمالية إصابة الجميع بكورونا ليست شرطا، فإذا التزم الشخص بالإجراءات الاحتزارية والوقائية فلن يصاب بالمرض: "لو ما التزمناش هنتصاب، لو التزمنا هيقلل من فرصة انتشار العدوى بنسبة كبيرة".