د. مينا ملاك عازر
الحكاية بدأت العام الماضي، حين وجه الاتحاد الدولي للكانوي والكاياك دعوة لأحمد للمشاركة في معسكر أقيم في المجر للاعبي الكانوي والكاياك المعاقين حركياً، كانت دعوة مجرد مجاملة وتشجيع لمصر التي بدأت مؤخراً نشاط الكانوي والكاياك للمعاقين حركياً، ولهذا كانت دعوة أحمد كأول لاعب مصري ليشارك أبطال العالم في هذا المعسكر، وبعد أيام قليلة فوجئ المسؤولون واللاعبون أيضاً بما يقدمه أحمد في التدريبات وجديته والتزامه ومستواه الذى يتطور يوماً بعد يوم لدرجة اختياره كأفضل لاعب في ذلك المعسكر الدولي.
وشارك أحمد بعدها في بطولة العالم ليفوز بالمركز السادس عشر، في بطولة العالم التي أقيمت العام الحالي تقدم أحمد ليحتل المركز الرابع عالمياً ويتأهل لدورة طوكيو البارالمبية العام المقبل، ويصبح أحد المرشحين للفوز في تلك الدورة بميدالية أوليمبية في لعبة لم يبدأ أحمد ممارستها إلا منذ عامين فقط.
ولنعود عام ٢٠١٦، وقتها كان أحمد أحد ضباط القوات المسلحة وبالتحديد في سلاح المشاة، وأصبح أحد مصابي حادث كرم القواديس الإرهابي في سيناء، وفقد أحمد ساقه في هذا الحادث الإجرامي، حيث تم بترها، وأرسلته وزارة الدفاع كأحد أبطالها إلى إنجلترا لتركيب طرف صناعي.
وهناك التقى بأحد أبطال الكانوي والكاياك، وشاهده يمارس هذه اللعبة وأعجبته، فقرر تعلمها وممارستها حين يعود إلى مصر، وهو ما جرى بالفعل بتشجيع من كل من محمد السكرى، رئيس الاتحاد المصري، وعلى الزيني بطل مصر في التجديف، ومنذ التدريبات الأولى أثبت أحمد أنه فقد ساقه لكنه لم يفقد روح المقاتل الذى يرفض الاستسلام لأى حزن أو اكتئاب أو يأس أو انكسار، وبهذه الروح استحق أحمد خلال رحلته القصيرة مع سباقات القوارب الصغيرة اهتمام واحترام وإشادة الاتحاد الدولي للعبة.
تحية لأحمد ولمقاتلي جيش مصر المزروع بهم القتال والجدية، وننتظر منه الميدالية -بإذن الله- العام القادم.