بقلم : ارنست وليم
محاولة تقسيم الموقف من اسرائيل على اساس طائفي شيء عجيب وبداية طين .
هل فعلا اغلب الاقباط في الداخل والخارج من عشاق اسرائيل ؟ - حسب تجربتي الشخصية اقول هذا غير صحيح ، هل اعمم تجربتي الشخصية لأجعل منها قاعدة معرفية أو اساس ابني عليها اي شيء ؟ لا اظن اني ان فعلت ذلك اكون محق .
الاقباط جزء من نسيج هذا المجتمع بكل حسناته وعيوبه في القضايا التي جعلناها قضايا قومية وثوابت وطنية ، اهو اي كلام يا عب سلام ، وغلبت فيها الشعارات وترديد المحفوظات من المدرسة للإعلام بل رضعناه في بزازات البروبجندة ومزايدات ماسحي الجوخ.
الخيبة الكبرى ، وقلة النظر ، تتجاوز تقسيم الرأي في هذه المسألة على اساس طائفي ولكن في القفز في بحر الغدر للقول لماذا تكرهون - انتم الاقباط أو اغلبكم في الداخل والخارج - الفلسطينيين ؟!!
بذمتكم دا برضو كلام ؟
وكأن من يريد السلام او لا يجد لهذه المقاطعة معنى دون نزع الحق ممن يريد المقاطعة عن قناعة كموقف سياسي له كل الاحترام وليس تحت تهديد الخروج عن الثابت الوطني واجماع الامة بل يصل إلى حد الاضطهاده في لقمة عيش من لا يرى كل شيء بعين غيره ، وقطع رزقه وتهميشه بل قتله معنويا كما فعلوا قبلا مع اروع من كتب للمسرح في كل تاريخنا : على سالم فقط لأنه زار اسرائيل وقابل محمود درويش واكل في مطاعم الفلسطينيين ونام في فنادقهم وتحدث مع كتابهم ومفكريهم ليقول لهم واليد في اليد والعين في العين نحن معكم نشعر بكم ... صار خائن حتى نجحوا في جعل من كتب مدرسة المشاغبين اكبر عمل جماهيري عربي على الاطلاق نكرة غير معروف .
ان كانوا يزايدون على الكثير من الفلسطينيين انفسهم فليفعلوا ، ولكن اتهام من لا يرى رأيهم بأنه العاشق الولهان ، المتيم حد الجنون بإسرائيل فهذا نزق كبير ، أما ان يصير هذا بالضرورة معادي للفلسطينيين وكاره لهم دفعة واحدة ، فهذا يتجاوز العقل إلى ما وراء الجنون .
هل يستحيل ان تكون شخص لا يعادي الاسرائيليين شعبا مع الانتقاد لإسرائيل كدولة ونظام بل وتمارس من موقع ايا كان من وسائل الضغط بل التشهير والادانة لكل تجاوز كان هنا او هناك ؟ ، وترى ، ولعلك لست على صواب ، أن بالسلام قد حصلت مصر على ما اضاعته بالحروب ، وقد يكون ومنذ زمن بعين رفض الواقع والتعامل معه بحكمة هو سر شقائنا وشقاء الفلسطينيين ايضا .
اكرر لعلك لست على صواب من وجهة نظر غيرك ولكنها وجهة نظرك على اي حال وحق في الاختلاف بما بتوافقك مع رؤيتك انت كشخص حر عاقل له موقف من قضية للاسف لنا فيها ومعها صراع وتاريخ دفع فيه دم لا مال وخراب فقط ، ولكننا يبدو ان هذه القضية صارت دين بل اشد من الدين تحريك لمخزون من المشاعر لا عقل فيها وكل نقد لهذه المنظومة البالية يصير شبهة قد تم الرد عليها الف مرة قبل الان ولكنكم هذه المرة لستم كفرة بل خونة !
كل هذا كوم ، وتقسيم القضية على اساس طائفي ثم تصوير من لا يرى في الحرب أو العداء إلى ساعة التمكين التي ليس لنا عنها بديل هو بالضرورة عدو الفلسطينيين – ويكون هذا الحديث موجه لأغلب الاقباط في الداخل والخارج ،فهل يكره معظم الاقباط في الداخل والخارج الفلسطينيين ؟ هذا ليس فقط اتهام خطير ولكنها دعوة لكراهية واتهام بتخوين ومحض افتراء . ويا وقعة طين .