بقلم : د. مراد موريس
هناك لحظات فى حياة الامم لا يصلح ان تقف فيها فى المنطقة الرمادية خصوصا لو كانت الالوان المعروضة هى الابيض او الاسود .الاحزاب الكرتونية هكذا وصف السيد بكار الاحزاب المدنية و للاسف وصفه غير دقيق لانها ليست فقط كرتونية و لكنها احزاب حنجورية لاننا لا نراها و لا نسمع لها صوتا او تاثيرا الا فى بيان صحفى حنجورى يكتبه احدهم من خلف مكتب فخم و اجهزة تكييف تجعله يعيش فى صقيع اوربا بينما مصر تكتوى بنار الدولة الدينية او لا دولة على الاطلاق . و يؤسفنى القول ان دورهم الوحيد حتى الان هو الحمار الذى يركبه الاخوان للوصول لما يريدونه . و فى كل مرة يصل الاخوان للمكان يقوموا بعدها باطلاق الرصاص على الحمار . و الامثلة على ذلك عديدة و لكن اهمها و اكثرها وضوحا هو مسالة الدستور بدات اللعبة بلجنة اخوانية تضع اعلان دستورى الغرض الوحيد منه هو سيطرة الاخوان على الدستور و من النهاية ولادة دولة دينية صريحة و حينما تجرأت الاحزاب المدنية على المطالبة بالدستور اولا كانت جماعة الاخوان فى الميدان فى جمعة قندهار . ثم جاءت انتخابات مجلسى الشعب و الشورى باغلبية اخوانية بعد ان استغلت الجماعة الاحزاب المدنية بتوجيه الاتهامات لها بانها علمانية شيوعية كافرة . و قامت الجماعة بتفصيل لجنة تأسيسية كوميدية اخوانية و حينما اعترضت الاحزاب المدنية بل و الازهر و الكنيسة قالت الجماعة و ايه يعنى هما لازم يكونوا موجودين بناقص منهم و استكملت جلساتها و دستورها الى ان من الله علينا بحكم القضاء الادارى فما كانت من الجماعة الا اتخاذ قرار منفرد بتاجيل الدستور الى ما بعد انتخاب الرئيس. و عندما لجأت الاحزاب المدنية للعسكر قالت الجماعة لا دستور تحت حكم العسكر وحاولت الجماعة التهرب و التسويف و المراوغة لتاجيل الدستور و الالتفاف على حكم المحكمة باصدار قانون بالجمعية التأسيسية ثم بتشكيل جمعية تأسيسية هى الاسوا على الاطلاق لانها تحت غطاء بعض القوى المدنية . ثم كانت الانتخابات الرئاسية فوقفت هذه الاحزاب موقف محايد رمادى اللون و للاسف البعض ساند محمد مرسى فقام بسطاء الشعب فى الريف و القرى بالدفاع عن الدولة المدنية بدلا عن هذه الاحزاب فنجحت فى الجولة الاولى و ستنجح فى الجولة الثانية باذن الله .
و الان و بعدما اصدر المجلس العسكرى اعلان دستورى طالما انتظرناه يضمن لمصر دولة مدنية محترمة . تقوم هذه الاحزاب باصدار بيانات حنجورية تساند بها الجماعة التى تحاول اختطاف مصر و دستورها و تساندها بشعارات وهمية فى ممارسة البلطجة السياسية ضد الشعب المصرى . فيا ايها الليبراليون المعركة الان واضحة بين قوى الظلام و قوى النور بين الدولة المدنية التى فشلتم فى الدفاع عنها حتى االان و بين الدولة الدينية فارجوكم اما ان تساندوا المجلس العسكرى فى معركته ضد الاخوان ( هكذا بوضوح ) او على الاقل نقطونا بسكوتكم .