الأقباط متحدون | ليس سوى الشهداء
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢٠:٢٠ | الخميس ٢١ يونيو ٢٠١٢ | ١٤ بؤونة ١٧٢٨ ش | العدد ٢٧٩٨ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

ليس سوى الشهداء

بقلم : باسنت حسن | الخميس ٢١ يونيو ٢٠١٢ - ٣٦: ٠٧ م +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

هو دائماً خيط رفيع يفصل بين هذا وذاك.. بين الخير والشر.. بين الرشد والغي  بين الصدق والكذب.. بين الرذيلة والفضيلة وبين العاري والمستور.

 هو دائماً خيط رفيع.. يفصل بين المتشابهات.. وما أكثرها اليوم.. انتفاضة غضب كبرى أسقطت رأس النظام وحاشيته ولم تسقط النظام.. انقلاب أبيض.. والانقلاب دائماً يفعلها عسكريون.. تواطؤ جماعي - عن قصد أو دون قصد وعلى اختلاف النوايا - لتسمية ما حدث بـ (ثورة ) فأصبح لدينا " ثورة".. ثورة بملحقاتها من ميدان وشرعية وثوار.. فظهر من ادعى القيام بها.. ومن ادعى حمايتها.. ومن ادعى امتلاكها ومن احتكر الحديث باسمها وعنها.. ومن نفى إجهاضها.. ومن سار في ركبها.. ومن استعجلها .. ومن شرع لها بصناديق وحث على استكمالها بالتصويت لهذا أو ذاك .. كثيرون ساروا على الخيط الرفيع ممسكين بأيديهم شعرة معاوية وصولاً لشئ ما.. حسن أم سيئ وقالوا إن هذا هو الطريق الحق.

ثم جاءت فئة كبيرة أو صغيرة - ليست هي القضية - وحادث عن الخيط الرفيع واسقط الشعرة المرنة من بين يديها .. فأبطلت ما أرادت إبطاله.. وإن فشلت أو قاطعت ما أرادت مقاطعته.. وإن لم يقطع ولهؤلاء أتجه وأنتمي وأنحاز.

أنحاز لكل مبطل تحمل شبهته المشاركة في الجرعة التي عرفت إعلامياً بأول انتخابات نزيهة بعد ثورة 25 يناير المجيدة والعرس الديمقراطي الذي لم يدعى إليه الثوار الحقيقيون.. وأعني بهم الشهداء وليس أحد سوى الشهداء – فهم أصحاب العرس الحقيقيون -  ولا عرس في غيبة صانعيه.

أنحاز لمن قاطع.. ولم تلوث أصابعه بعار لا يمحى..  طوبى لكم أنتم.. تيهوا فخراً بأصابعكم النظيفة العارية من أي عار فسفوري لن ينمحي وإن محيت آثار الدماء من على الأرض كما طمست أدلة الإدانة لقتلة الثوار إن محيتم أنت الدم من على الأرض ... فأصابعكم ستشير بنفسها على مكان الحادث وتدل على القاتل .. اطمسوا الأدلة كما شئتم... أغمضوا أعينكم ... صموا آذانكم.. اغسلوا ثيابكم .. افقدوا وعيكم ..برروا ما لا يبرر سيقوا كل أسانيدكم وحججكم الميكافيلية تحذلقوا وتفذلكوا.. اتكئوا وتذرعوا بالإيجابية المشاركة والفاعلية والمواطنة والواقعية والمحصلة والنتيجة النهائية .. الخ

لكل هذا الهراء ... ما شئتم ووقتما شئتم وكيفما شئتم.. مارسوا كل أنواع الخبل ... وجربوا كل الحيل حللوا وفسروا وابحثوا عن الأسباب وادرسوا النتائج افعلوا كل هذا وما يحلوا لكم.. ولكن.. وفى النهاية لمن كان انحيازكم ؟

هل انحزتم لقناعاتكم وما آمنتم به وثرتم من أجلة ؟ ألم تقم الثورة من أجل قناعات ثابتة راسخة لا تقبل الفصال ولا المساومة كفعل راديكالي يغير الأشياء حتى الثوابت منها تغييراً جذرياً ؟

ألم يمت من مات من أجل أهداف بعينها ومطالب محددة لم يحد عنها ولم يساوم عليها بدمه ؟  لقد ساومتم أنتم ...  ولم يساوموا هم... فمن الرابح إذن ؟! من لوث  أصابعه الحبر ؟ أم من زينت أشلاؤه الأرض وسكنت عظامه جذورها لتسيروا أنت بأحذيتكم التي سرتم بها لصناديق الاقتراع على رفاته وترابه الطاهر هل استأذنتم أصحاب العرس قبل الذهاب إليه ؟

هل طلب هؤلاء منكم الذهاب للصندوق بعد ما أودعتم أحلى ما فيكم في صناديق وواريتموهم في بطن الأرض ؟هل سألتم الأرض نفسها إن كانت ترغب في أن تسيروا عليها لتصلوا لصناديقكم ؟

هل الأرض التي تسيرون عليها... سعيدة بهذه المسيرة ؟

أم أنها تفضل الراقد في جوفها عمن على ظهرها يسير ؟

لقد مارستم حقوقكم الشرعية والدستورية – بل وركبتم على ظهر من منحوكم الأرض بلا استئذان واتخذتموهم وسيلة مواصلات لرغباتكم رغماً عنها وعنهم  !!

مارستم فعل الديمقراطية بآليات ديكتاتورية وبحماقة لا تداوى وبغباء منقطع النظير بغية الوصول ... فهل وصلتم ؟ أنظروا الآن لأصابعكم

ما رأيكم ؟ هل أحسنتم ؟ أم يا ترى تخجلون منها الآن ؟

نقلا عن البديل




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :