كتب – روماني صبري
وجه المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس بالقدس، الكثير من الرسائل في رسالته الأخيرة، نرصدها في السطور المقبلة .
نعرب عن تضامننا مع أهلنا في قطاع غزة الذين يعانون من الحصار الظالم المفروض عليهم منذ سنوات عدة ، كنيستكم التي تحمل اسم القديس بورفيريوس انما تدل على عراقة الحضور المسيحي في غزة هذا الحضور الذي لم ينقطع لاكثر من الفي عام ، أما سيادة المطران الكسيوس فقد بقي في غزة رغما عن كل الظروف والحروب والعواصف والضغوطات بقي الى جانب ابناء رعيته والى جانب ابناء القطاع كله ومثل كنيستنا افضل تمثيل وهو يواصل ذلك ونتمنى له الصحة والعافية والقوة ومعه الاب امفلوخيوس كاهن كنيسة القديس بورفيريوس .
ما اود ان اقوله لكم بأنه اذا ما نظرتم الى انفسكم ولاحظتم انكم قلة في عددكم لا تخافوا فنحن وان كنا قلة في عددنا بسبب ما ألم بنا وبشعبنا في هذه الارض المقدسة الا اننا لسنا اقلية والمسيحيون في قطاع غزة ليسوا اقلية ولن يكونوا اقلية فهم اصلاء في انتماءهم لغزة وكنيستها وفي انتماءهم للشعب الفلسطيني الذي قضيته هي قضيتنا جميعا وهي القضية التي من واجبنا كأبناء للشعب الفلسطيني الواحد مسيحيين ومسلمين ان ندافع عنها .
احبوا كنيستكم واحبوا وطنكم وليكن حضوركم في غزة حضور بركة وخير كما كان دوما فالمسيحيون في كل مكان مطالبون بأن يكونوا ملحا وخميرة لهذه الارض وانتم وان كنتم قليلي العدد الا انكم يجب ان تكون الخميرة والبركة واصحاب الرسالة الروحية والانسانية والوطنية السامية .
احبوا بعضكم بعضا وتمسكوا بانجيلكم وبكلمات الرب الخالدات التي نتلوها بكل وقار وايمان لكي نتقوى ونتعزى.
كونوا دوما في مجتمعكم دعاة خير واخوة ورحمة فنحن لسنا طائفة والرب عندما اتى الى هذا العالم لم يؤسس طائفة بل نحن كنيسة وهنالك فرق شاسع بين الكنيسة والطائفة فالكنيسة هي التي ننتمي اليها وهي الكنيسة الجامعة المقدسة الرسولية صاحبة الحضور العريق والاصيل في هذه الارض المقدسة ، وتذكروا ان فلسطين هي مهد المسيحية والمسيحية في بلادنا ليست بضاعة مستوردة من اي مكان في هذا العالم كما ان المسيحيين الباقين في هذه الديار ليسوا من مخلفات حملات الفرنجة الصليبية كما يسميها البعض بل هم اصيلون في انتماءهم لهذا المشرق ولفلسطين الارض المقدسة وهم حريصون كل الحرص على بناء جسور المودة والاخوة مع شركاءنا في الانتماء الانساني والوطني اشقاءنا المسلمين الذين واياهم نتشاطر لقمة العيش ونعيش في وطن واحد ومعا وسويا ندافع عن قضية وطنية عادلة واحدة .
ارفضوا وانبذوا الخطاب الذي يريدكم ان تكونوا متقوقعين ويعمل على بناء اسوار بينكم وبين اخوانكم في الوطن الواحد .
ان هذه الاسوار الوهمية التي يسعى البعض لبناءها فيما بيننا يجب ان ننسفها وان نهدمها بثقافة المحبة وخطاب الاخوة والذي يجب ان نتبناه جميعا مسيحيين ومسلمين في هذه الديار .
ان اي خطاب تحريضي تكفيري اقصائي ايا كان شكله وايا كان لونه انما لا يستفيد منه الا اعداءنا ونحن نرفض خطاب الكراهية والطائفية والعنصرية ايا كان شكله وايا كانت الجهة التي تروج له .
أدعو إلى تعاون إسلامي مسيحي من اجل إفشال كافة المؤامرات التي تستهدف وحدتنا ولحمتنا وتعاضدنا وعيشنا المشترك فلنحصن انفسنا بالوعي والحكمة والرصانة والمسؤولية لكي نفشل المؤامرات المشبوهة التي يسعى البعض لتصديرها الينا بهدف اثارة الضغينة والكراهية في صفوفنا وبين ظهرانينا .
لن تكون فلسطين الا ارضا للمحبة والاخوة والسلام وعاصمة فلسطين القدس التي اخاطبكم منها هي المدينة المقدسة في الديانات التوحيدية الثلاث وهي حاضنة اهم مقدساتنا الإسلامية والمسيحية .
ولكل المسيحيين في العالم نقول بأن القدس هي قبلتكم الاولى والوحيدة حيث قبر الخلاص الذي منه انبلج نور القيامة المجيد .
نصلي من اجل غزة كلها ومن اجل صمود وثبات اهلنا هناك فغزة المحاصرة تستحق ان نكون الى جانبها واهل غزة هم مدرسة في الصمود والاباء ولن يكونوا الا كذلك رغما عن كل العواصف والتحديات والمؤامرات التي تستهدف قضيتنا الوطنية الفلسطينية العادلة .