عرض/ سامية عياد
محبة الأعداء من الوصايا الهامة التى أوصانا بها الرب يسوع للوصول الى الكمال المسيحى "أحبوا أعداءكم ، باركوا لأعينكم ، أحسنوا الى مبغضيكم ، ...فكونوا كاملين كما أن أباكم الذى فى السموات هو كامل" ..
نيافة الأنبا متاؤس أسقف ورئيس دير السريان العامر فى مقاله "الكمال المسيحى" وضح لنا مجموعة من الخطوات تساعدنا على تنفيذ هذه الوصية (محبة الأعداء) بطريقة سهلة إذ قد تبدو الوصية صعبة أمام الكثيرين ، أولا : الصلاة من أجل الأعداء ، "صلوا لأجل الذين يسيئون إليكم.." يحتاج من يعديك الى أن تصلى من أجل هدايته وأن يعطيك الله نعمة فى عينه ، ثانيا: مشاركة الأعداء فرحهم وحزنهم "فرحا مع الفرحين وبكاء مع الباكين" ، استثمر أية فرصة لتقدم عمل محبة لعدوك مثل زيارته فى مرضه ، تهنئته بمناسبة معينة ، تعزيته فى وفاة أحد من عنده وهكذا ..، هذه هى وصية الله "أحسن الى عدوك الذى يبغضيك" فأنت تفعل ما فى وسعك من أجل تنفيذ الوصية وكل هذا بمحبة وليست تقضية واجب وينتهى .
ثالثا: لا ترد الأساءة بأخرى ، إذا كان عدوك يقول عليك كل ما هو ردى و يظهر أخطاءك وعيوبك ، أفعل أنت العكس ، فلا تتسابق مثله فى إظهار عيوبه بل إظهر فضائله والأمور الإيجابية التى يتميز بها وامتدحها عملا بقول الرسول بولس "باركوا على الذين يضطهدونكم ، باركوا ولا تلعنوا" ، حتما سيصله كلامك الطيب عنه "لأن طير السماء ينقل الصوت ، وذو الجناح يخبر بالأمر" وعندما يصله كلامك الطيب سيقترب من محبتك ، رابعا : المحبة فما تفعله مع عدوك ، كل ما تقدمه لعدوك من عمل محبة وخير ومشاركة فى كل ظروف حياته لابد أن يكون نابع من المحبة الحقيقية التى حتما ستعود عليك بمحبة أيضا حينما يراجع عدوك حساباته تجاهك فيحبك كما أحببته أو على الأقل يخفف من عداوته عملا بقول الحكماء (إذا لم تستطع أن تكسب الآخر صديقا فعلى الأقل لا تجعله عدوا) .
أفعل ما عليك بمحبة تنفيذا للوصية ، صلى من أجل هداية عدوك ، شاركه وجامله وأسأل عليه وقت مرضه ، امتدحه امام الناس ولا تقل عليه مثلما يقول هو عليك ، علينا أن نتشبه بالرب يسوع الذى قبل الأعداء وصلى لأجلهم ..