مؤمن سلام
بالرغم من اعتراض أبويا على انتمائي الإخواني إلا أنه كان يتعامل مع الأمر بعقلانية وهدوء كنت استغربه حتى عرفت السبب وهو ايمانه الراسخ أني سأترك هذه الجماعة.
ففي الوقت الذي كانت أمي تحاول اجباري على الابتعاد عنهم بطريقة صدامية عنيفة، تتمثل في الخناق ومحاولة منعي من الخروج من البيت فالجأ إلى الصدام أحياناً باعتبار أن لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، أو باللجوء للمعاريض كبديل عن الكذب. كان أبي في نفس الوقت يلجأ إلى وسائل الاقناع التي كانت أغلبها تدور حول أخلاقيات قيادات الجماعة باعتبارهم مجموعة من الأفاقين الذين يستخدمون الشباب كوقود وأدوات لتحقيق مصالحهم الشخصية.
وفي أحد الصدامات بيني وبين أمي كان أبي جالساً في هدوء، حتى التفتت إليه أمي فجأة وقالت "وأنت حتفضل ساكت كده لحد ما يضيع؟" فرد أبي بهدوء ويقين "مؤمن حايسبهم، بس أدعيله مفيش حاجة تحصله لحد ما يسيبهم"، صدمني الرد فالزمني الصمت، وقلت في نفسي هيهات هيهات.
وحدث ما قاله أبي وتركتهم بعد افتضاح أمرهم لي نعم هم مجموعة من الأفاقين كما قال أبي ونعم الأمر كله أمر مصالح لا دين ولا وطن.
رحم الله أبي يبدو أنه كان يعرفني أكثر مما أعرف نفسي