بقلم: احمد سالم
المنسق العام سابقا لحملة دعم دكتور البرادعى باوروبا
عضو مؤسس للاتحاد المصر الحر بالخارج
عضو مؤسس لجمعية مصريين بلا حدود اسبانيا
بعد مرور اكثر من عام ونصف على الثورة المصرية المجيدة التى ابهرت العالم باجمعه فى انتفاضة لم يرى العالم مثلها من قبل تجمع الشباب المصرى بمختلف طبقاته الاجتماعيه والثقافيه للوقوف امام طاغوت النظام السابق لشلع الشرارة الاولى وتجميع كل القوى السياسة بجميع اطيافها للمشاركه معهم فى اسقاط النظام الحاكم المستبد ومن تلك القوى التى شاركت الشباب الثورة جماعة الاخوان المسلمين التى لم تلبى الندا الاول للثورة فى يوم 25 يناير 2011 ولكن قررت المشاركة بعد ما تبين لها انها حقا ثورة فبدءت فى حشد انصارها من يوم جمعة الغضب 28 يناير عكس ما فعله السلفيين فالكثير من شيوخهم حرموا الخروج عن الحاكم والمشاركة فى الثورة واستمرت جماعه الاخوان فى الميدان مشاركيين الثوار جميع الاحداث بما فيها موقعة الجمل الشهيرة الى ان اجبر الرئيس المخلوع عن ترك منصبه يوم 11 فبراير وقامت القوات المسلحة بتولى شئون البلاد فى تلك الفترة الانتقالية.
رغم مشاركة الجماعه للثوار الا انهم قاموا بالاجتماع اثناء الثورة مع اللواء عمر سليمان نائب الرئيس المخلوع فى ذلك الوقت اولا لاقناع المتظاهريين بترك الميدان على ان مبارك ينزل من السلطه فى سبتمبر من نفس العام وثانيا والاهم بالنسبة للجماعه الاعتراف بها بعدما كانت تلقب بالجماعه المحظورة وايضا انشاء حزب لهم يكون ذراع سياسى للجماعه وهذا الامر من وجهة نظرى هو بداية التخلى عن الثوار من اجل مصلحة الجماعة ولولا موقعة الجمل كان انسحب الاخوان من الميدان لاهدافهم الشخصية التى وعدهم بها نائب المخلوع وهذا الامر لم يلقى الكثير من الرواج الاعلامى للانشغال بالثورة فى ذلك الوقت.
و بعد تولى العسكرى شئون البلاد بدؤا فى التقرب منه ولم ينصتوا لاى صوت غير صوتهم فطالب الكثير على راسهم دكتور محمد البرادعى بتشكيل مجلس رئاسى مدنى على ان يكون فيه عضويين او ثلاثة من المجلس العسكرى لادارة الفترة الانتقاليه للبلاد ولكن الجماعه لم تسمع بل دعمت العسكرى بكل قوة ثم جاء الاستفتاء على الدستور اما بالغائه وعمل دستور جديد او تعديل بعض المواد الدستورية منه فقط الى ان يأتى البرلمان ويقوم بعمل دستور جديد لم تنظر الجماعه للمصلحة العامه لمصر بل نظرت بكل وقحاة لمصلحتها الشخصيه فقط حتى ينفردوا بكتابة الدستور الجديد دون مبالاه بأن هذا الامر يطييل بالمرحلة الانتقالية تحت حكم العسكر دون مبالاه بالوضع المتردى للبلاد دون مبالاه بكل القوى الشبابية التى شاركتهم الثورة فقد نزلوا بكل قوة بعدما اقنعوا انصارهم السلفيين فى هذه المؤامرة بالتصويت بنعم للتعديلات الدستورية واستغلوا حب المصريين الفطرى للدين باقناعهم ان من يصوت بنعم سيفوز بالجنه لانه يصوت للاسلام لان العلمانيين والليبراليين (الثوار) كما زعموا ارادوا ان يحذفوا المادة الثانية من الدستور التى تنص على ان الدين الاسلامى هو المصدر الرئيسى للتشريع وكذلك نعم تؤدى الى الاستقرار فسرعان ما حشدوا انصارهم وانطلقوا مناديين بغزوة الصناديق كما ظنوا وحصدوا بذلك على 70 فى المئة لنعم للتعديلات الدستورية التى تسببت فى كارثه لكل المصريين بما فيهم جماعة الاخوان والسلفيين انفسهم بسبب احتواء الدستور على المادة 28 التى تجعل من اللجنه العليا للرئاسة السلطة المطلقه للقرارت وكذلك مد فترة قانون الطوارىء وكذلك المادة 75 المعدلة التى تنص على اشتراط فيمن ينتخب رئيسا للجمهورية أن يكون مصرياً من أبوين مصريين و أن يكون متمتعاً بحقوقه المدنية والسياسية وألا يكون قد حمل أو أي من والديه جنسية دولة أخرى وألا يكون متزوجاً من غير مصري و ألا تقل سنه عن أربعين سنة ميلادية وبهذا الامر حرم السيد حازم صلاح ابو اسماعيل من الترشح وهو مرشح السلفيين لحصول والدته على الجنسية الامريكية.
لم تقتصر الجماعه فقط على تدعيم المجلس العسكرى بما له اخطاء فادحه تجاه الثورة والمصريين بل هم من دعموا الثورة المضادة تجاه الثورة المصريه ومع ذلك فالجماعه رغم يقينها بذلك الا ان طمعهم فى تولى السلطة جعلت بينهم وبين العسكرى شهر عسل واضح للجميع وبذلك بعدوا جميع الثوار عن المشاركة السياسة بل انهم لم يشتركوا معهم فى اى مليونية تنادى بتحقيق مطالب الثورة لم يستمعوا لهم واقصوهم تماما عن اى مشاركة سياسية وحذى نفس النهج الجبهة السلفية التى كونت احزاب سياسة كحزب النور والاصاله ووصل بالجبهة السلفية الامر الى تكفير الثوار انفسهم واطلقوا عليهم بنى ليبرال وبنى علمان حيث ان السلفيين يكفروون العلمانييون والليبرالييون علما بان الكثير من الثوار لا يحملون اى ايدلوجية سياسة الا انهم بدؤا فى دعم هذه الفكرة بقوة بل زعموا ان الثوار حامليين اجندات اجنبية للاطاحة بالبلاد بل قاموا بتدعيم المجلس العسكرى حينما اصدر بيان على لسان اللواء الروينى عضو المجلس العسكرى يتهم فيه حركة 6 ابريل بالخيانه والعماله لصالح دول اجنبيه وانهم يتلقوا اموال من الخارج فقامت الجبهة السلفيه على وجهة خاص بتشوية الحركة بل ادى بهم الامر الى تسليط الاضواء عبر وسائلهم الاعلاميه من قنوات خاص بهم وصحف الخ فقام خالد عبدالله الاعلامى المعوف فى قناة الناس بوصف الثوار بأبشع الاوصاف بل قام بتشوية الاب الروحى للثورة الدكتور محمد البرادعى واتهمه بالماسونيه والعلمانيه ولم يسلم احد من الثوار من لسان هذا الرجل بل وصل بيه الامر بقذف المحصنات وتشوية (ست البنات) الفتاه التى سحلت من الجيش واتهامها بأتهامات بشعه في حين انه يزعم انه شيخ يمثل الاسلام والمسلمين الم يتذكر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ليسَ المؤمِنُ بِطَعّان ولا لعّان ولا فاحِش ولا بَذيء).
استمر السيناريو على هذه الوتيرة تشوية للثوار اقصائهم والعمل بما تراه الجماعه لائقا من وجهة نظرها فقط وكذلك التيار السلفى وعدم النظر لاى احداث تشهدها البلاد كاحداث ماسبيرو و محمد محمود ومجلس الوزارء وبورسعيد التى راح ضحيتها عشرات الشباب ورفضوا بكل قوة الخضوع لصوت الحق صوت الثورة وشاركوا العسكرى فى كل شىء حتى ينالوا السلطة فى رغم قتل وسحل الثوار امام اعينهم بل وصل بهم الامر رفض تشكيل مجلس رئاسى مدنى لانقاظ البلاد من الوضع المتردى كما اعلن عنه فى نوفمبر الماضى بعد احداث محمد محمود بقيادة نخبة من القوة الوطنية بقيادة دكتور البرادعى والدكتور عبد المنعم ابو الفتوح والاستاذ حمدين صباحى الا انهم قاموا بسب البرادعى واتهامه بالعماله والخيانة ودعموا الدكتور كمال الجنزورى لتولى منصب رئيس الوزراء ووصفوه بانه رجل له تاريخ واحسن من يدير هذه المرحله فى حين انهم طالبوا باقالته من بعد شهر من توليه المنصب.
بعد حصول الاخوان والسلفيين على الاغلبية فى البرلمان محاولين بكل قوة من قبل كل طرف منهم بالزج بمرشح رئاسى لتكون السلطة كلملة لاحد الطرفيين رافعيين شعارات تطبيق الشريعة حتى اذا اطروا الى الكذب فالكذب مباح لان الحرب خدعه لاعتبارهم انهم فى معركة سياسية و كذلك الضرورات تبيح المحظورات المبدىء الذى يستخدموه دائما ليبيح لهم كل شىء هم من ساعدوا المجلس العسكرى بكل غباء على الثورة المضادة
فالي كل شعوب العالم العربي التواقة للحرية و الثورة تخلصوا اولاً من الاخوان فهم سبب فشل اي ثورة و السبب الرئيسي في ضياع حقوق الشعوب و اضطهادها من حكامها المستبدين بمنتهي الحماقة يسير الاخوان بمصر نحو تكرار سيناريو 54 الاخوان قضوا علي آمال الشعب المصري في انجاح ثورته فوجودهم في اي شعب يمثل بؤرة الفشل الان الوضع ظهر على حقيقته للجميع الان تم حل البرلمان المكون اغلبيته من تيار الاسلام السياسى الان وصلت الجماعه للمرحلة الثانية من الانتخابات بين مرشحهم الدكتور محمد مرسى و بين مرشح اصحاب الثورة المضادة الفريق احمد شفيق الان علمت الجماعه والجبهة السلفية المؤامرة التى دبرت وهم من ساعدوا بغباء سياسى وطمع اعمى للسلطة على تنفيذ الخطة باحكام الان علموا انهم اذا حشدوا شعب مصر كامل لن ينجح مرشحهم مرسى الان علموا انهم تسببوا بحماقة فى تكفين الثورة شكرا لهم على خبرتهم التى ادت الى التهلكة شكرا لهم على انتاج النظام السابق بغبائهم السياسى ليتحمل المرشد العام ومكتب الإرشاد وجماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة والجبهة السلفية بحزبيها كل ما حدث من تدهور للثورة ولمصر نحن طالبناكم الان ورفضتم على انسحاب مرسى فأعطيناكم الفرصة الاخيرة لو كنتم وافقتم على إنسحاب مرسى سيكون إستفتاء على شفيق ويحتاج 25 مليون صوت + 1 وهذا المستحيل حدوثه لأن جميع القوى الإسلامية والشبابية وكل القوى الأخرى كانت ستقاطع وحتى لو حدث سيكون فوز غير مستحق وبشكل سىء جدا له ولمنظومة المجلس العسكرى أمام كل العالم أسف شديد أن مكتب الإرشاد والمرشد والجميع مازالوا طامعين فى جزء من التورتة واسف أكبر أن تكونوا تنظرون بنظرة ضيقة جدا للأمور وكأنكم فى إنتخابات نقابة المهندسين
شكرا لكم على ذهاب دماء الشهداء هدر شكرا لكم على عبقريتكم الفذة التى ستعيدكم مره اخرى لسجون وبطش الحاكم ومعكم الثوار شكرا لكم على ما فعلتهموه بمصر حقا ستدخلون التاريخ من اوسع ابوابه شكرا ايتها الجماعه شكرا لكم ايها السلفيون شكرا على قتل الثورة.