كتب مجدي يوسف
أقاموا الدنيا في مصر وهللت كل وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية و الميديا المصرية و نشط الإعلامين المشهورين والمغمورين للتواصل مع اللاعب محمد صلاح لاعب كرة القدم المصري المسلم الإيمان وكل من له صله به من قريب أو بعيد بمحمد صلاح , الجيران ,الأصدقاء, البقال ,الجزار ,بائع الخضار ,خفراء و عمدة القرية التي نشاء وعاش بها محمد صلاح , والذي كان مغمورا في مصر لا يعرفه ولا يبالي أحد باخباره فصار مشهورا ذو دخل كبير في بلاد الفرنجه (بلاد الغير مؤمنين) بسبب تبرعه بجزء صغير من دخلة الكبير لبناء منشئْات دينية تخص المسلمين فقط في بلدته التي نشاء بها في مصر وهذا الاختيار من حقة فمن حكم في ما له فما ظلم , هذا هو الجزء الأول من المقارنة الصعبة .
ماركو زكي باحث مصري مسيحي يفوز بجائزة 200000 جنية أسترليني لتوصله لمعرفة الجين المسبب لسرطان الكبد فقام بالتبرع بنصفها لكلية الصيدلة جامعة المنيا وهي الجامعة التي درس فيها والتي يدرس بها طلبة مسلمين ومسيحيين والنصف الباقي لتكملة أبحاثة العلمية التي ستخدم البشرية و الإنسانية وتساهم في تخفيف آلام و علاج الملايين من البشر في معركتهم ضد هذا المرض الفتاك اللعين بدون تمييز لعرق أو جنس أودين , خلد أسمه ورفع أسم مصر عاليا في الموسوعات العلمية والطبية ليسجل مساهمة مصر والمصريين في صنع الحضارة الإنسانية . وهذا هو الجزء الثاني من المقارنة الصعبة
تجاهلت مصر متمثلة في مؤسسات وأجهزة الدولة والقائمين عليها مثل وزارة الصحة و البحث العلمي و التعليم العالي ذكر أسم الباحث ماركو زكي و لم تقم بتكريمه أو الاشاده بما توصلت إليه نتائج جهوده و أبحاثة بذات الضجة الإعلامية التي صاحبت ما أطلق عليه مثلا جهاز علاج مرض الإيدذ أو إعلاميا ومجازيا بجهاز( الكفتة) و أقيمت له الندوات والجلسات و المؤتمرات وبمصاحبة كبار المسؤلين وقتها ولم يسجل في أي مرجع علمي أو طبي أو بحثي له مصداقيته العلمية و ثبت لاحقا بعدها أن هذا كله غش وخداع , تبع هذا التجاهل المريب الذي قد يفسر بالمقصود كل أجهزة الإعلام العربية , قد أفهم ذلك للإنقاص من قيمة ومكانة مصر العلمية علي مستوي العالم ولكن ان يكون ذات السلوك هو سلوك الأجهزة المصرية الحكومية والخاصة ومعها كل الشخصيات الإعلامية المصرية فهناك علامات استفهام كبيرة ؟؟؟؟ . في الوقت ذاته نجد إهتمام شديد جدا بأخبار زواج وطلاق الفنانين و الفنانات , وقيمة مؤخر الصداق للفنانة فلانة , ثمن سيارة و ساعة الفنان فلان وفستان الفنانة فلانة ,حفلات القري السياحية وكان فيها عصير ام لا , وفاة جد الفنان فلان ,فضائح الراقصات .... الخ .
هل تجدون تبرير منطقي لهذه السلوكيات التي تمارس في مصر والتي قد يتم بتفسيرها مصحوبة بالكثير من اللغط ؟
خلاصة المقارنة الصعبة مع أنفسنا والاخريين
هناك مئات الملايين من البشر لا ترتبط حياتهم برياضة كرة القدم , لا يشاهدوها ,لا يمارسوها ولا تشكل لهم أهمية خاصة و يمارسون حياتهم بشكل طبيعي , ولكن في عصرنا هذا الذي نعيش فيه أصبحت الأبحاث العلمية والطبية تشكل معركة الحياة والموت للمليارات من البشر مثل جانحة مرض كوروونا الأن , الحياة يمكن أن تستمر بدون أخبار لاعبين رياضة كرة القدم ولكن هل يمكن أن تستمر الحياة بدون جهود و أبحاث العلماء في الطب و العلوم والهندسة علوم الفضاء و الإليكترونيات وكل دروب البحث العلمي؟
انها المقارنة الصعبة المهينة في بلادنا بين تقدير الفنان في لهوه واللاعب في ملعبة والعالم في معمله .