الأقباط متحدون | أنصحكم بعدم الزواج
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٠:١٥ | الثلاثاء ١٩ يونيو ٢٠١٢ | ١٢ بؤونة ١٧٢٨ ش | العدد ٢٧٩٦ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

أنصحكم بعدم الزواج

بقلم: يونس بنمورو | الثلاثاء ١٩ يونيو ٢٠١٢ - ٤٦: ٠٩ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

 شذرة البدء : " الزواج أعظم الوسائل التي يستخدمها الإنسان لمعرفة الشخص الذي لا يمكنه أن يعيش معه في سلام " أنيس منصور

 
في البحث عن لغز المرأة أتيه، و في نبشي عن ماهية الزواج أضيع، و عن جدوى السرير أصيح، هل تأملت في عبئ الارتباط و سخافة العيش، و هل فكرت في ثقل الضجر و تعاسة الحب ؟ لم أجد ما يشفي الغليل و ما يسكن جرح التساؤل و التفكير، إلا في الانزواء و التحليل، فما هي إلا ضريبة البحت المستتير، و هوس النصف الأخر المستحيل، و وهم التكامل و الكمال، فلا شيء يعجزنا لندفع بالاستفزاز للحدود القصوى إلا بتبني المواقف التحقيرية إلى ابعد نقطة، ففي رفض فضاعة الحياة، زهد للنشوة، و بعيدا عن قذارة القواعد ستطفوا وساخة المتعة، فحب التجديف لهاوية السعادة عبثي، و في لحظة الزواج ضبابي وهمي، لحظة تنافر الأرواح وتباعدها، و تكدس للأجسام و تناسقها ، وهيمنة للامتزاج عوض الوحدة و الفراق ، مقزز أن تبيع و حدتك، و تعري ما بداخلك هتكا لخصوصياتك مشاطرة للقشور ، والكريه أن يتطفل ذاك الأخر ليشاركك ألمك و هم كينونتك، ليدلي الرحمة فضوليا لاكتشاف الظلام فيك، و ليشاركك ضجيجك الداخلي، هي لعبة غشاشة للشد المتبادل و لعذابات العيش المشترك، فالأصل و حدة و انعزال، و انفراد بالذات من جحيم الخبث و الامعنى، فالزواج عقد لموت الإنسان و انتحار لاستقلاليته، فليس فيه إلا دنس لصفاء الوحدة و تعكير لنقاء الانعزال، فتفاهة هي تصديق علائقية الإنسان ، فلا مكان للمصداقية هنا إلا على مستوى القشور، فإنسانية الإنسان في وحدته و انعزاله، في إنصاته لصمته و سبره لعمق دواخله، فالمجتمع سجن للحر و الزواج زنزانة لا مفر منها إلا في وحدة قاتمة، ركون إليها ضياع للامعنى، و الاتكاء عليها صمت لنبضات التقاليد و قتل لموروثات الوجود، فلا حوار إلا ونزعة المنفعة هي التي تأمر، ولا انخراط مع القطيع إلا وسوق الاستهلاك هي التي تحكم، و لا إقبال على الزواج سوى لتقيد الذات و تعويض لخواء الأخر، و بمجرد الامتلاء و الفيضان تنتصر الخيانة بروحانية المنفعة وجشع الانتهازية، فالمبتغى منه أشبع و لدرجة الكمال وصل، و لم تعد صداقة الزواج و زواج الصداقة إلا رصاصة مغلفة بوهم الحب و خدعة الوفاء، فنحن نبحث عن أخر يزيد تعميقنا لوحدتنا نحن نبحث عن ذلك الذي يشوه روحنا، و الذي يجعلنا نزيد تيها باحثين عن أعباء أخرى، فشيء مقزز ألا تكون و فيا لنفسك، وان ترتمي بجسدك في حضن إنسان، لا يمكن أن تعيش معه في نكد و غم، إلا إذا فضحت مفاتن أسرارك، وعورة ظلامك ، فحب الزواج و زواج الحب، خديعة و مصيدة من تدبير عبقرية الطبيعة حفاظا على إرادة بقائها، و لهذا يسقط العابدون للسطحية و المتيمون بالإنسياقية في الغرض النهائي لحيوانية الكائن العضوي، قهرا للموت و إسترسالية للجود انتصارا لتفريخ للنسل. لذى فكر في مبدأ الزواج قبل إرادة النكاح، انغلق على النفس و لا تدنسها ففي الزواج قتل لفردانية الإنسان و تمزيق لبهائها. 
نقلاً عن الحوار المتمدن




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :