كتبت - أماني موسى
قال الإعلامي أحمد العسيلي، أن كثيرين منّا يقومون بتأجيل حياتهم، يعيشون حياة مؤجلة، وهناك مثل يقول أعمل لدنياك كأنك تعيش أبدًا وأعمل لآخرتك كأنك تموت غدًا، والحقيقة أن نصفه صح والنصف الآخر غير صحيح، إذ أنه من المنطقي أن يدرك الإنسان أنه يعيش الحياة لفترة مؤقتة ثم سينتقل لحياة آخرى، وعن نقطة اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدًا تعني أن تسمتع بحياتك تمامًا كأن الزمن لا يعنيك وكأنك لن تغادر هذه الدنيا أبدًا، وما يتبع هذا التفكير من محاولة تحسين مستوى المعيشة وتحقيق قدر من الرفاهية.
وأضاف هذه الجزئية بها جزء سلبي، كأنك توصل رسالة للإنسان أنك ستعيش أبدًا ومن ثم لديك الكثير من الوقت لتفعل أو لا تفعل الأشياء وتؤجلها بلا خطة زمنية، والحقيقة إن الجميع يعلم أن الحياة ليست أبدًا بل أنها رحلة قصيرة جدًا، وأن مراحل العمر تمر سريعًا جدًا.
وأردف، هناك الكثيرين يفكرون بمنطق لما أكبر هبقى انبسط، لما أعمل فلوس كتير هرتاح، لما أحوش فلوس كتير أبقى أسافر، لما أخلص شغل هبقى أسافر ومن ثم يعيشون في دائرة حياة مؤجلة، ومثال السفر بعد أن تنهي مسيرتك العملية لا يعني أنك ستستمتع بأجواء السفر بحكم طبيعة السن، لو فضلت مستني أن يبقى معاك فلوس مش هتسافر طول عمرك، لذا شوف إيه اللي بيبسطك واعمله مش لازم تستنى لما تكبر أو لما يبقى معاك فلوس أو لما تتجوز أو لما العيال تكبر، عايز تسافر سافر دلوقتي، لا تؤجل، عايز تتعلم موسيقى اتعلم دلوقتي، عايز تعمل حاجة اعملها دلوقتي.
وتابع، علم نفسك إن السعادة أولا وبعدين تيجي بقية الحاجات، ونحن مجتمع غير مهتم بالسعادة على الإطلاق سواء الخطاب الديني أو المجتمعي، لا يغرس فينا فكرة البحث عن السعادة والوصول لها، مجتمع مش مهتم بسعادتك لكن مهتم بأنك تحقق أمنيات ورغبات المجتمع، تعيش بالطريقة اللي شايفها المجتمع، وتدخل الكلية اللي المجتمنع شايفها قمة، وتعيش الحياة اللي المجتمع شايفها حياة صح، تتجوز زي ما بقية أقرانك أتجوزوا، اعمل زي الباقيين حواليك.. وهكذا...
وشدد بقوله، لو في حاجة عارف أنها هتسعدك ونفسك فيها أوي تروح معطل بقية الحاجات اللي بتصرف فيها فلوسك ومجهودك ووقتك، وتركز على اللي أنت عايز تعمله، ولما تعمل اللي بيسعدك هتلاقي نفسك علمت نفسك أهم درس بالحياة.
ولفت عسيلي إلى أن تأجيل تحقيق ما نتمناه هو تأجيل للحياة وضياع للعمر نفسه.