25 يوما مروا على واقعة تذنيب الطفلة "سلمى" أمام باب مدرستها لمدة 4 ساعات، لعدم استكمال سداد المصروفات الدراسية، أوقات ثقيلة عاشتها الصغيرة، ستظل ذاكرتها محتفظة بها إلى الأبد، ويبقى أثرها يطاردها إلى أن تكبر.
حالة نفسية سيئة تمر بها "سلمى" منذ الواقعة، لدرجة قيامها بأشياء عدوانية، كشد شعرها والصريخ، مع محاولات شتى من والدها عمرو محمد، لمعالجتها بمختلف الطرق الممكنة، إذ يقول لـ"الوطن": "البنت لقيناها مرة واحدة بتشد في شعرها وتصرخ بصوت عالي، وأحيانا تفتح الباب فجأة وتطلع من البيت تجري في الشارع"، مضيفا: "بحاول أعالج بنتي نفسيا بأي طريقى عن طريق محاولة الخروج معها: "بخليها تغير جو وبالعب معاها وبهديها وباحاول أذاكر لها في البيت على قد ما أقدر".
دفعنا المصاريف والمديونيات
حزن كبير لا يزال مسيطرا على والد الطفلة سلمى، بسبب أن ابنته الصغيرة لم تحصل على حقها حتى اللحظة، ولم تستطع الذهاب إلى المدرسة، رغم أن والدها دفع كل المصروفات والمديونيات المتأخرة منذ العام الماضي، وجزء كبير من مصاريف العام الحالي.
يوضح عمرو: "دفعت كل الفلوس اللي عليا، يعني أخدوا حقهم المادي، فين بقى حق بنتي من اللي اتعمل فيها من إيذاء نفسي وبدني وإذلال وتذنيب داخل المدرسة بدون أي ذنب، قدمت شكاوى كتير ومفيش حاجة حصلت، قدمت شكوى في الوزارة والمعاهد القومية وإدارة مصر الجديدة التعليمية، ولحد دلوقتي مفيش حد اتواصل معانا ولا قالنا حاجة".
تخاف "سلمى" الذهاب إلى المدرسة، بعد ما حدث لها، ويخشى عليها والدها أيضا من ذهابها حتى لا يترصدها أحدا: "مش قادر أوديها المدرسة لأن ما بينا شكاوى وقضايا، مش هعرف أدخلها وسطهم تاني، ممكن يسلطوا عليها حد أو يعملوا فيها حاجة، خايف أدويها المدرسة وسلمى خايفة منهم، شافت منهم اليوم الصعب ده فخايفة تدخل المدرسة".
واقعة تذنيب الطفلة سلمى
كانت مديرة إحدى المدارس التابعة للمعاهد القومية قامت بتذنيب الطفلة سلمى عمرو، الطالبة بالصف السادس الابتدائي، لمدة 4 ساعات بسبب عدم استكمال سداد المصروفات الدراسية، وبحسب ما قاله والدها، عمر محمود لـ"الوطن"، منعت ابنته ووالدتها من دخول المدرسة في الصباح، حين أبلغهم مدير الشئون القانونية بالقرار: "والدتها فوجئت بمنعها من دخول المدرسة، بأسلوب مسيء كأنهم بيطردوها، لكن والدتها أصرت على دخولها، وقالت لهم إن موضوع المصاريف يتناقش مع ولي الأمر".
مع إصرار الأم، وافقت المدرسة على دخول الطفلة سلمى، ثم أجبرت الطفلة على الوقوف تحت أشعة الشمس حاملة حقيبتها على ظهرها دون أن تتحرك من مكانها لمدة 4 ساعات، إلى أن أصيبت بالإعياء الشديد.