- التنظيمات الإرهابية تقتطع النصوص من سياقاتها
كتبت - أماني موسى
قال الدكتور محمود منصور، مشرف بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، إن التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم «داعش» الإرهابي تحاول أن تستغل بعض نصوص القرآن الكريم والسنة النبويَّة ليضفوا على أفعالهم الصبغة الشرعية، ويستقطبوا من خلال هذا الكذب والتضليل مزيدًا من الشباب المغرَّر بهم، والذين لا يملكون ثقافة شرعية تحصنهم من الوقوع في شباك تلك التنظيمات المنحرفة.
وأضاف منصور خلال بث مباشر مع برنامج «صباح الخير يا مصر» المذاع عبر شاشة التليفزيون المصري، أنه بالتتبُّع اللحظي والمستمر لتلك الإصدارات التي تبثُّها التنظيمات الإرهابية عبر منصاتها الإعلامية المختلفة، وجدنا أنهم لا يملكون منهجًا علميًّا منضبطًا أو حتى فهمًا للعلوم العربية والشرعية، وإنما يقتحمون تلك العلوم دون أن يكونوا مؤهلين للفهم الصحيح لنصوص القرآن والسنَّة.
وأوضح المشرف بمرصد الأزهر أن تلك التنظيمات الإرهابية والجماعات الضالة تقتطع النصوص من سياقاتها ويجردونها عن أسبابها الواردة فيها؛ إذْ يستدلون بالآية القرآنية والحديث الصحيح في غير موضعهما، وهنا تكمن المصيبة! لافتًا إلى دور العلماء الراسخين في تصحيح هذه المفاهيم، وكشف العوار الفكري والضلال العلمي لتلك الجماعات المنحرفة.
وتابع: من القضايا التي يعمل عليها مرصد الأزهر بالرصد والتحليل والمتابعة والرد، قضايا: التكفير، والحاكمية، ودار الإسلام ودار الحرب، مؤكدًا أن التنظيمات الإرهابية تجاهلت عن عمد أن الإسلام لم يجعل نظامًا حاكمًا محددًا يسوس الناس وإنما وضع الضوابط العامة التي من شأنها أن تحفظ البلاد وتحقِّق مصالح العباد؛ وذلك حين كفَّرت تلك التنظيمات المجتمعاتِ -حكَّامًا ومحكومين- بدعوى أن هذه المجتمعات لا تحكم بشرع الله وتعطِّل أحكام الشريعة الإسلامية.
وأشار إلى أن عملية الردود الشرعية داخل مرصد الأزهر تتم من خلال عدة مراحل، هي: الرصد للخطاب المتطرف، وتحليل مضمونه من الناحية الشرعية والاجتماعية، ثم إعداد الرد الشرعي الرصين من خلال باحثين تم اختيارهم بعناية فائقة، والذين يتسلَّحون بسلاح العلم الشرعي ويحملون المنهج الأزهر الوسطي، ويملكون من علوم الآلة وأدوات العلم ما يمكِّنهم من كشف عوار هذا الفكر الضال بأسلوب علمي بسيط.