عرض/ سامية عياد
".. إذ ليس فى العالم عند الله أغلى من النفس البشرية ، لأن كل ما فى العالم يزول إلا النفس البشرية لأن لها حياة أبدية لا تزول" فمن يخلص نفسا من الموت الأبدى ويقودها الى المجد الأبدى له تقدير كبير عند الله ، وهذا هو جوهر الخدمة..
نيافة الأنبا بنيامين أسقف المنوفية فى مقاله "الخدمة فى فكر الآباء" وضح لنا أن الخدمة ليست بالأمر اليسير نظرا لتسلط الخطية على من يسقط فيها وكثرة الشهوات التى تحارب النفس ، فالطريق ضيق يحتاج الى عدة أمور لكى ينجح الخادم فى أن ينقذ كل نفس من خطيئتها ، أولا : حكمة الله ، التكلم بحكمة من الله وليس بحكمة من هذا العالم كما يقول القديس بولس "لكننا نتكلم بحكمة بين الكاملين ، ولكن ليست حكمة من هذا الدهر.. بل نتكلم بحكمة الله " هكذا اتصفت خدمة آبائنا الرسل فكان مرجعها القوة الإلهية التى صنعت المعجزات فكانت نتائج خدمتهم فوق الطبيعة .
ثانيا: القدوة ، الخادم الحقيقى هو الذى يكون قدوة بأفعاله أمام مخدوميه ، فمن يعظ بالكلام فقط لا بالأعمال يقدم النفوس باليد الواحدة ويؤخرها باليد الأخرى ، القدوة لها تأثيرقوى وجذاب وتكشف قيمة الفضيلة لمن يرى يد الله فى حياة الخادم "من ثمارهم تعرفونهم.. فمن الثمرة تعرف الشجرة" يقول الرب ، ثالثا: الرجاء وعدم اليأس ، الخادم الأمين لم ييأس من خلاص أحد مهما كانت الصعوبات ، فالله قادر على تغيير النفس البشرية وكم من شخصيات قدموا التوبة وتغيرت حياتهم مثل اللص اليمين ، العشار ، موسى الأسود ، السامرية ، وزكا رئيس العشارين وغيرهم الكثيرون ، الرسول بولس لم يكن ييأس من خلاص أحد حتى الذين رجموه بالحجارة وضربوه بالعصى متمنيا للجميع نوال الملكوت .
هب لنا يا الله أن نعمل من أجل مرضاتك نكون بأعمالنا وسلوكنا قدوة ونموذجا حسنا يقتدى بنا غيرنا ، على قدر استطاعتنا يا الله اجعلنا نكون سببا فى خلاص نفسا من الموت وربحها للمجد الأبدى ...
