بقلم : نبيل المقدس
صممت أن ارسل كلمة إلي من يُقال عنهم بـ "قيادات أقباط المهجر" الذين هم من  أهلنا .. ومن لحمنا .. ومن نسلنا .. وفي الجسد الواحد : " أن تكفوا عن نشاطكم الزائف .. وشكرا لكم .. مع تمنياتي لكم بإقامة جمعيات جديدة لكنها غير قبطية .. لأنه من الواضح ومن نتيجة إنتخابات الإعادة الرئاسية المخزية لنا والتي تمت طرفكم في بلاد المهجر, تشيرالى أنكم  ما إلا نشطاء اقباط  الوهم والسراب ."

تعشمنا خيرا في هؤلاء وخصوصا بعد ما فقدنا المهندس عدلي ابادير والأستاذ شوقي كراس رائدا العمل الحقوقي لإخوتهم الأقباط في مصر وإعتقدنا أن نجد من بعدهما رجالا يتولون هذه المهمة .. لكنهم إنصرفوا جميعا في مَنْ يأخذ كرسي الرياسة القبطية في بلدان المهجر.... وإتجهوا إلي مصالحهم الشخصية علي حسابنا , وأتخذوا من إخوتهم الأقباط الذين يعيشون في بلدهم مصر والذين يعانون القهر من الآخرين المتعصبين وقودا لحرقها في مسيراتهم التي هي بعيدة كل البعد عن مصالحنا كأقباط في الداخل .

قرأنا منكم من المقالات يا ماااا ! ... سمعنا عن تكوين جمعيات حقوقية في بلاد المهجر يا ماااا ! ... شاهدنا رجال من اقباط المهجر يا ماااا!  يأتون ويجتمعون مع كبار رجال الدولة قبل الثورة وبعدها يا ماااا!, ويطلون علينا من شاشات فضائية مصرية يا ماااا!  , وإنبهرنا بهم يا ماااا! , ويابخت مَنْ يلمس ثوب أحدهم لينول الشرف والمجد والتباهي أنه جلس معهم يا ماااا!, فقد وجدنا نشطاء حقوقيين للأقباط بمصر ياماااا! يتكالبون علي إقامة إجتماعات معهم في أعلي مستويات الفنادق السياحية يا ماااا! .. وشاهدنا مقاطع من الفيديو ياماااا! تجمعهم في لقطات إستعراضية , ولم نري إلا مصريين خواجات يا ماااا ! يبتسمون أمام عدسات الكاميرات يا ماااا !, ولا ينطقون بكلمة , وإن تكلموا لا نسمع إلا مصطلحات باللغة الإنجليزية ياماااا! , فقد نسوا اللغة العربية , او ربما يتبرأون  منها أمامنا ... وبعد هذه الزيارة والوعود الواهية يرجعون إلي بلادهم واهمين أدارتهم في المهجر أنهم " سووا الهوايل " يامااااااااااااااا  .

نسمع عن فلان وعلان من اقباط المهجر .. لكن بدون أعمال .. كل الأعمال التي يقومون بها هي تداول الإيميلات فيما بينهم  مملوءة سب وشتائم لبعضهم البعض , ولا اقرأ بين حواراتهم المخزية إلا كلمات المدح الذاتي .. سمعنا يامااا ! عن إنشاء برلمان قبطي في المهجر , الذي لا أعرف ما هو صميم عمله بالنسبة للقضية القبطية ؟.. ولا اعرف أسباب قيامه ..! كل ما نعرف عنه أنه شتت اقباط المهجر أكثر , وثبط همة الكثيرين الذين كان في نيتهم العمل من أجل اقباط مصر .. !

كنت قد كتبت من قبل مقالا بمناسبة الإنتخابات الأخيرة لمجلسي الشعب والشوري لسنة 2010 أي قبل ثورة الشباب  أحث فيه المسيحيين علي الذهاب إلي صندوق الإنتخابات .. وكان عنوان المقال " الإنتخابات أمر إلهي " .. وإذ أفاجيء بسيل من السباب والشتائم وكلمات السخرية من قيادات العمل القبطي في المهجر .. وأوهمونا وقتها أنهم هم الذين سوف يقومون بحل المشكلة برفع دعاوي وقضايا دولية يا ماااا!, وعلينا نحن يا أقباط مصر أن نتبع ارشاداتهم والتي كانت تدور حول المعارضة العلني أمام الدولة . إلي أن جاءت كلمة الحق من البابا شنوده قبل وفاته بقليل بمناسبة إنتخابات مجلسي الشعب والشوري الجديد لسنة 2012 التي تقول " عليكم بالإنتخابات والذهاب إلي صناديق الإنتخابات .. فالإنتخابات أمر كنسي " ... وعلي ما أعتقد أن الأمر الإلهي هو هو الأمر الكنسي ..!!!

كنا جميعا ننتظر من قيادات اقباط المهجر أعمالا تفوق الخيال .. و أن تظهر أعمالهم في نتائج الإنتخابات الرئاسية .. فكان المفروض أن يبدأ عملهم الحقيقي قبل إجراءات أي إنتخاب رئاسي بالذات لمصر قبل موعده بوقت طويل يا ماااا!  ..  سألت الكثير من الأقارب والأصدقاء المهاجرين عن هذه الجمعيات الحقوقية القبطية المنتشرة في امريكا وأوربا .. وكان ردهم صدمة لي ولكل مصري قبطي مايزال يعيش علي أرضه مصر .. متحملا المشكلات والضيق والإستفزازات التي تصدر بين الحين والحين من الجماعات الإسلامية .. كانت هذه الصدمة تتمثل في أن أغلب اقباط المهجر لا يعلمون شيئا عن هذه الجمعيات الحقوقية .. وإن تم سماع أحد المهاجرين عنهم فهو لا يعرف اين هم ؟ ومن هم ؟ .... !

شاهدت كثيرا من مواقع النت لبعض اللجان  بالإضافة إلي بعض التقارير الإخبارية في الفضائيات حول اللجان الإنتخابية التي تمت في اوربا وامريكا واستراليا , لم أجد من المراقبين علي العملية شخص يدل علي انه يتبع مرشحنا الفريق احمد شفيق .. قمت بعمل استعلام عن هذه الظاهرة , فعرفت أن المراكز التي تتبع الإخوان او المؤسسات الإسلامية المنتشرة في بلدان المهجر قد ارسلت اسماء بعض من شبابهم إلي القاهرة كي يتم اعتمادهم كمراقبين في اللجان من قبل الإخوان وارسالها فورا إلي سفارات المهجر , ولذلك كنت اشاهد أغلب الموجودين حول صناديق الإنتخابات شباب واضح انهم من الإخوان او الجمعيات الإسلامية ومعهم سيدات متنقبات يباشرن عمل الرقابة  . كما علمت أن هذه المؤسسات الإسلامية بدأت فعلا في تسهيل إجراءات أستخراج مئات من الرقم القومي لشبابهم وعائلاتهم .. كما أنهم نظموا رحلات جماعية لبعض العائلات إلي مقر الإنتخابات تسهيلا وتشجيعا بأن ينتخبوا .
ماذا فعلت ماشاءالله قيادات اقباط المهجر ؟؟؟ لا شيء .

ماذا قدمت أو فعلت للجاليات المصريه القبطيه إزاء إنتخابات الإعادة ؟؟؟ لاشيء .

هذه لمحة بسيطة من تقصير الجمعيات القبطية نحو ابنائهم وإخوتهم في بلدان المهجر .. اتمني أن يستيقظوا هؤلاء القادة ويقوموا بالعمل الجاد المثمر .. فقد كنا نتوقع الكثير منهم .. ليس لأنفسنا بل من أجل ابنائهم في الخارج اولا .

نحن نريد أن نسمع عن تكوين كيان مسيحي قبطي في بلدان المهجر .. تخدم المهاجرين وتسهل لهم مشاركتهم في حل قضية اهلهم واسرهم في داخل مصر .
كفاكم متاجرة بمشاكلنا ... كفاكم الإلتفاف حول قضيتنا .. فقد فات الوقت عليكم أن تظهروا نتائج جمعياتكم الحقوقية نحو اقباط مصر .

اقدم كل التقدير والإحترام لجميع اقباط مصر الداخل .. فقد اثبتم أنكم مجتهدون ومتحملون المشاكل والفزاعة التي تواجهنا من بعض الإخوة الآخرين .. لكن نشكر الرب علي وجود اغلب المسلمين يقفون يد واحدة معنا ضد طيور الظلام وخفافيشها ....!

نعم .. فقد ألقينا همنا علي الرب فهو وحده يعولنا .. ولا يدع الصديق يتزعزع إلي الأبد .. وأنت يا الله تُحدرهم إلي جب الهلاك .. رجال الدماء والغش لا ينصفون أيامهم .. اما نحن اقباط مصر الداخل فقد اتكلنا عليك . مز 55- 22 .

هذه الرسالة ليست نابعة من شخصي فقط لكنها يشترك فيها الكثير من اقباط مصر الداخل . كما لا اوجه هذه الرسالة إلي كل قيادات الجمعيات القبطية بالمهجر بل إلي البعض منهم ..... !!!

فعلا ............... خذلتمونــــــــــا يا أقباط المهجـــر وكفاكـــــــــم . !!!!