عبد المنعم بدوي
إنجى ... هى الأميره التى أبت ان ترضخ للسدود والفوارق الطبقيه ، حين تطلع " على " أبن الريس عبد الواحد جناينى القصر من منزله المتواضع الى اسوار القصر العاليه ، حيث تقبع فيه أميرة احلامه الساحره " إنجى " .
لم يحدث فى تاريخ السينما المصريه أن خدع جمهور المشاهدين مثلما خدعوا فى هذا الفيلم " رد قلبى " ، حيث تعاطف الجمهور مع "على " فى حبه للأميره " إنجى " ، ووقف الجمهور متحاملا كارها موقف أباها وأخيها من هذا الزواج .
إنجى وعلى قصه واقعيه ، وقعت أحداثها فى ريف مصر ، أبان العصر الملكى وحكم الأمراء والباشوات أصحاب الملكيات الزراعيه الكبيره ، فإنجى أبنة الأمير رضت رغم رفض والدها واخيها ، ووافقت على الزواج من أبن الجناينى الفقير .
إنها قصة صراع الطبقات أوضحها بجلاء صناع الفيلم عندما نظر الأمير الى الجناينى يفحصه فى ذهول وغضب حين طلب منه المصاهره من منطلق إن " إحنا كلنا ولاد تسعه " ، معتبرا أن الرجل أصيب بلوثة عقليه .
نجح صناع الفيلم فى تغييب وعى الجمهور ، وأستغله ضباط يوليو 52 فى حشد التأييد لإنقلابهم وثورتهم على النظام الملكى .... لكن بعد إللى شافه الجمهور من الضابط "على " ، عندما وصل لكرسى الحكم وأصبحت السلطه فى إيده ... وجدوه يسكن القصور -وح يبنى قصور - ويركب السيارات الفارهه ، ويحاط بمظاهر الأبهه والفخامه ، ويلبس الساعات الغاليه والملابس من أغلى بيوت الأزياء وتتحلى زوجته بالألماس والمجوهرات .
ولو حدث وأن أحبت أبنة " على " شاب أبوه جناينى ... لكم أن تتخيلوا ماذا سيحدث لهذا الشاب ولأسرته ، سيلفق له تهمة الأنضمام لجماعه إرهابيه ، ويوضع فى الحبس الأحتياطى ، وتصادر أمواله ، وينكل به وبأسرته .
أظن وإن كان بعض الظن إثم ... أن عائلة إنجى ( ابوها واخوها ) كانوا على حق ، وإن إحنا كان مضحوك علينا ، وجمهور الفيلم فاق وعرف غلطته .
منك لله يا إنجي .... ليه عملتى كده فينا ؟؟؟