زهير دعيم
 في تجوالي في المواقع الألكترونية  ، كثيرًا ما أًصاب بالدّهشة ، فهناك الكثير من الكُتّاب والكاتبات  الذين نشروا وينشرون منذ سنوات عديدة ، تضجُّ نصوصهم بالأخطاء الإملائيّة والنحوية والتعبيريّة ، وتصرخ خواطرهم من كثرة الكلمات المُبتذلة  والباهتة .
 
 استغربت مرّةً من معلّمات يكتبْنَ في تغريداتهنّ لصديقاتهنّ يقلن فيها : "كُنتي " أبعثُ لكي "  " لم التقي بكي منذ مدّة " .
 وسرعان ما زال استغرابي حينما رأيت الكثير من " الأدباء " ترفل ابداعاتهم باخطاء يندى لها الجبين خجلًا ، وخاصّة أولئك الذين يحلو لهم الطّعن بالغير،  فيروح يلوّن واحدهم نصّه – إنْ صحَّ التعبير -  بالاخطاء الكثيرة.
 
 والسؤال الذي يطرح نفسه هو : أليس من المفروض على الكاتب أو الشّاعر – وقد ضاقت بهم المواقع- وأصبحوا كُثرًا بل وأكثر من أنْ نحصيَهم  ، ان يتقنوا اللغة  واملاءها ونحوها ؟ 
 
 والملفت للنظر أن كلّ من كتب كلمتيْن او ثلاث كلمات ، توّج قصيدته العصماء بكلمة : الشّاعر فلان الفلانيّ.. وتروح يا حماكَ الله لتغوص في القصيدة إيّاها أو النجوى أو الخاطرة فتجد أنّها لا تستحقّ الغوْصَ فهي ضحلة لا عمق فيها ولها ، أو تجدها أحيانًا كلمات بلا رابط يربطها ، ولا حِسّ يسربلها ، وانّما كلمات فرادى ، حيْرى ، ترتجف من البرد، وإن أنتَ استفسرتَ عن المعنى فيأتيك الجواب : انها قصيدة سرياليّة تُفسَّر على ألوان وأشكال متعدّدة ، ففسِّرها يا صاحبي كما يحلو لك ويطيب!
 
 نعم سرياليّة كذاك الذي يرسم كمن بذيل حمار، ويُسمّي خربشاته لوحات.. 
 
 عذرًا ما قصدتُ الانتقاص من أحد بشكلٍ خاصّ ،  ولكنه الواقع الأليم  الذي بات وأضحى واقعًا مُعاشًا ، في حين أضحى الأدب الجميل ندرة  ، فالبشر اليوم باتوا يميلون الى  الساندويشات  والطعام الجاهز  ومقتوا الدّسّم.
 
 قد نخطىء  أحيانًا ،  فلسنا ملائكة ، ولسنا كلّنا سيبويه ،  ولكن ان يكون الخطأ فاضحًا فإنّه يدعو الى الشّفقة.