بقلم: مهندس عزمي إبراهيم
قرأت اليوم مقالا تØليليا بقلم الأستاذ Ø£Øمد الØبيشي بتاريخ 14 يونيو 2012ØŒ بعنوان " لماذا يكره الأخوان المسلمون جمال عبد الناصر" سرد الكاتب بتسلل تأريخي وتØليل وقائعي وثيقة رائعة ترسم صورة الأخوان الØقيقية: طبيعتهم وتÙكيرهم وأطماعهم من بدء نشأتها، ومناوراتهم Ù„Ùرض إرادتهم ومبادئهم على Øكومات مصر، ومطامØهم البعيدة ÙÙŠ اغتصاب الØكم ÙÙŠ مصر باغتيالات وتÙجيرات وتجمعات وتخطيطات انقلابات واتصالات سرية مع دول أجنبية بل وتØالÙات معها ضد Øكومات مصر.
لمØدودية المساØØ© بهذه الصÙØØ© اخترت جزءاً Ù…Øدوداً مما جاء بالمقال عن مواق٠الأخوان تجاه ثورة 23 يوليو 1952. Ø£Ø³ØªØ³Ù…Ø Ø§Ù„Ø£Ø³ØªØ§Ø° Ø£Øمد الØبيشي ÙÙŠ نقل هذا البعض من مقاله، بالنص، مرآة Ù„Ùترة قصيرة لا تزيد عن عام وبضعة شهور من تاريخ الأخوان ليستÙيد به من لم يعلم من أبناء مصر.:
ÙÙŠ المدخل الاستهلالي لكتابه التØليلي الوثائقي القيم "عبدالناصر والإخوان المسلمون"ØŒ أورد الكاتب الراØÙ„ عبدالله إمام عرضاً موجزاً للأعمال الإرهابية التي ارتكبها الجهاز الخاص للإخوان المسلمين قبل ثورة 23 يوليو. وكرس الكاتب لهذا الغرض أكثر من 55 صÙØØ©... شملت هذه الصÙØات تلخيصاً "لأبرز الأعمال الإرهابية الإخوانية" التي شملت اغتيال عدد من الشخصيات السياسية والقضائية وتÙجير دور السينما وإØراق Ø§Ù„Ù…Ø³Ø§Ø±Ø ÙˆØ§Ù„Ù…Øلات التجارية ومØلات التسجيلات الغنائية الصوتية ÙÙŠ وسط العاصمة المصرية القاهرة.
ÙÙŠ هذا السياق ÙŠÙˆØ¶Ø Ø§Ù„ÙƒØ§ØªØ¨ جوانب واسعة من العلاقات القديمة التي ربطت قادة ثورة 23 يوليو بجماعة الإخوان المسلمين، مشيراً إلى أن هذه العلاقات كانت معقدة وبدأت ÙÙŠ الأربعينات Øين كان مشروع إعادة بناء الدولة الوطنية الØديثة مجرد Ùكرة تختمر ÙÙŠ عقول ونÙوس عدد Ù…Øدود من الضباط الوطنيين الذين تألموا لأوضاع البلاد ÙˆØاولوا تلمس طريق الخلاص من Ùساد الأØزاب السياسية، Ùلم يجدوا عندهم أي ØÙ„ للقضية الوطنية وللقضايا الاقتصادية والاجتماعية. لم يعد أمام هؤلاء الضباط ÙÙŠ ضوء تلك الØالة المØبطة سوى الاعتماد على أنÙسهم وقوتهم، والشروع ÙÙŠ تشكيل تنظيم Ù…Øدود سرعان ما نما وتطور وأصبØت له خلايا ÙˆÙروع داخل صÙو٠ضباط الجيش.
لم يكن تنظيم الضباط الأØرار موØد الÙكر والأهداÙØŒ لكنه كان يضم مجموعة متباينة من الضباط الوطنيين الذين التقوا Øول عدد Ù…Øدود من الأهدا٠وهي المبادئ الستة التي أعلنتها الثورة. بيد ان ذلك التوØد لم ÙŠØÙ„ دون ان يكون لعدد منهم انتماؤه السياسي والÙكري Ùكان بينهم الإخوان المسلمون والماركسيون والقوميون وغيرهم.. وقد بدأت العلاقة بين الإخوان وقادة الثورة منذ الأيام الأولى للثورة Øيث أصدر مجلس قيادة الثورة قراراً بØÙ„ الأØزاب، ولكنه أستثنى جماعة الإخوان المسلمين لانها كانت تقدم Ù†Ùسها كجمعية دينية دعوية.
الاخوان ÙŠØرضون ضد التعددية الØزبية: كان الإخوان المسلمون Øريصين منذ اليوم الأول لقيام الثورة على تØريض مجلس قيادة الثورة ضد الأØزاب وتكوين قناعة بضرورة Øلها. وعندما اقتنع قادة الثورة بعدم قدرة الأØزاب على تØقيق التغيير الذي ÙŠØتاجه الشعب بسبب Ùسادها وترهلها، طلبت وزارة الداخلية من الأØزاب أن تقدم إخطارات عن تكوينها، Ùقدم المرشد العام شخصياً أثناء زيارة مكتب سليمان ØاÙظ وزير الداخلية إخطارا "رسمياً" بأن الاخوان جمعية دينية دعوية، وان أعضاءها وتكويناتها وانصارها لا يعملون ÙÙŠ المجال السياسي، ولا يسعون لتØقيق أهداÙهم عن طريق أسباب الØكم كالانتخابات، ونÙÙ‰ أن يكون ذلك من بين أهدا٠جماعة الإخوان المسلمين، الأمر الذي جعل قانون ØÙ„ الاØزاب الذي اصدره مجلس قيادة الثورة لا ينطبق على الاخوان المسلمين.
بعد أربعة أشهر على قيام الثورة، وبالتØديد ÙÙŠ صبيØØ© يوم صدور قانون ØÙ„ الأØزاب ÙÙŠ يناير سنة 1953Ù… Øضر إلى مكتب جمال عبدالناصر ÙˆÙد من الاخوان المسلمين مكون من الصاغ الإخواني ØµÙ„Ø§Ø Ø´Ø§Ø¯ÙŠ والمØامي منير الدولة وقالا له: "الآن وبعد ØÙ„ الأØزاب لم يبق من مؤيد للثورة إلا جماعة الإخوان ولهذا Ùانهم يجب أن يكونوا ÙÙŠ وضع يليق بدورهم وبØاجة الثورة لهم"ØŒ Ùقال لهما جمال عبدالناصر: "إن الثورة ليست ÙÙŠ أزمة أو Ù…Øنة، وإذا كان الإخوان يعتقدون أن هذا الظر٠هو ظر٠المطالب ÙˆÙرض الشروط Ùأنهم مخطئون".. لكنه سألهما بعد ذلك: "Øسناً ما هو المطلوب لاستمرار تأييدكم للثورة"ØŸ
Ùقالا له: "اننا نطالب بعرض كاÙØ© القوانين والقرارات التي سيتخذها مجلس قيادة الثورة قبل صدورها على مكتب الإرشاد لمراجعتها من ناØية مدى تطابقها مع شرع الله والمواÙقة عليها.. وهذا هو سبيلنا لتأييدكم إذا أردتم التأييد".
Ùقال لهما جمال: "لقد قلت للمرشد ÙÙŠ وقت سابق إن الثورة لا تقبل أي وصاية من الكنيسة أو ما شابهها.. وانني أكررها اليوم مرة أخرى.. وبكل عزم ÙˆØزم.
لكنهما أصرا على موقÙهما وأبلغا عبد الناصر ان مهمتهما ÙÙŠ هذا اللقاء ليست النقاش بل ابلاغ مطالب الاخوان Ùقط ونقل رد مجلس قيادة الثورة الى مكتب الارشاد، ثم جددا التأكيد على مطالب الاخوان المسلمين وهي:
أولاً: ألا Ù‘ يصدر أي قانون إلا Ù‘ بعد أن يتم عرضه على مكتب الإرشاد للإخوان المسلمين ويØصل على مواÙقته.
ثانياً: ألا ّ يصدر أي قرار إلا بعد أن يقره مكتب الإرشاد.
وقد رÙض جمال عبدالناصر بكل Øزم هذين الشرطين لأن الإخوان أرادوا من خلالهما وغيرهما من الشروط الأخرى الØكم من خل٠الستار وعدم تØمل تبعات الØكم الداخلية والخارجية.
كان هذا الموق٠الØازم لجمال عبدالناصر من مطالب الإخوان المسلمين نقطة التØول ÙÙŠ موقÙهم من الثورة ÙˆØكومة الثورة، إذ دأب المرشد بعد هذا التØول على إعطاء تصريØات صØÙية مهاجماً Ùيها الثورة ÙˆØكومتها ÙÙŠ الصØاÙØ© الخارجية والداخلية، كما صدرت الأوامر والتعليمات إلى هيئات الإخوان بأن يظهروا دائماً ÙÙŠ المهرجانات والمناسبات التي ÙŠØضرها وينظمها رجال الثورة بمظهر الخصم المتØدي!!
وبعد ذلك قابل جمال عبدالناصر المرشد العام للإخوان المسلمين Øسن الهضيبي ÙÙŠ منزله بمنشية البكري ÙÙŠ ØÙŠ مصر الجديدة شمال مدينة القاهرة على أساس أن يكون هناك تعاون وتنسيق بين "الثورة" Ùˆ"الإخوان" بعيداً عن الوصاية الدينية او السياسية، لكنه Ùوجئ بأن الهضيبي تراجع عن الشروط السابقة وقدم بدلاً عنها مطالب جديدة تتمثل ÙÙŠ مطالبة مجلس قيادة الثورة بإصدار مراسيم بÙرض الØجاب على النساء وإقÙال دور السينما ÙˆØ§Ù„Ù…Ø³Ø§Ø±Ø ÙˆÙ…Ù†Ø¹ وتØريم الأغاني Ùˆ الموسيقى وتعميم الأناشيد الدينية واصدار مرسوم يلزم القائمين على ØÙلات وقاعات الاÙØ±Ø§Ø Ø¨Ø§Ø³ØªØ®Ø¯Ø§Ù… أناشيد مصØوبة بايقاعات الصاجات (الدÙÙˆÙ) Ùقط، ومنع النساء من العمل وإزالة كاÙØ© التماثيل القديمة والØديثة من القاهرة وكل أنØاء مصر.
كان رد عبد الناصر على هذه المطالب: "لن Ø§Ø³Ù…Ø Ù„Ù‡Ù… بتØويلنا إلى شعب بدائي يعيش ÙÙŠ أدغال Ø£Ùريقيا مرة أخرى"ØŒ ورÙض جميع هذه المطالب الجديدة التي تقدم بها "الإخوان المسلمون" وتساءل أمام مرشدهم الإمام Øسن الهضيبي بصراØØ© ووضوØ: "لماذا بايعتم الملك Ùاروق خليÙØ© على المسلمين؟ ولماذا لم تطالبوه بهذه المطالب عندما كانت هذه الأشياء مباØØ© بشكل مطلق؟ ولماذا كنتم تقولون قبل قيام الثورة: "إن الأمر لولي الأمر"ØŸ!!
ثم كتب بخط يده تØت الورقة التي تضمنت تلك المطالب: "لن Ù†Ø³Ù…Ø Ø¨ØªØويل الشعب المصري إلى شعب يعيش Øياة بدائية ÙÙŠ أدغال Ø£Ùريقيا"!!
واللاÙت للنظر ان الاخوان المسلمين قبلوا على مضض ــ او تظاهروا بقبول ــ رÙض جمال عبدالناصر لجميع المطالب التي عرضوها عليه ÙÙŠ اللقاءات السابقة، لكنهم أصروا على مطلب واØد يتعلق بضرورة الشروع باصدار مرسوم يقضي بÙرض الØجاب على النساء، وقد Øدث ذلك عندما اتصل به المرشد العام Øسن الهضيبي واخبره بان مكتب الارشاد كل٠كلا من Øامد ابو النصر والشيخ Ùرغلي بمقابلته لأمر لا يعتقد الاخوان بانه قابل للتأجيل. وعندما قابل عبدالناصر موÙدي الاخوان عرضا عليه رسوما قالوا انها تقريبية لثلاثة نماذج من الØجاب يمكن تطبيقها على مراØÙ„ بصورة تدريجية ÙˆÙور مشاهدة عبدالناصر لهذه الرسوم التقريبية ضØÙƒ ساخرا وقال لهم (انا مش عار٠سبب اهتمامكم باستهدا٠الستات!!).. ثم توجه الى Øامد ابو النصر الذي Ø§ØµØ¨Ø Ù…Ø±Ø´Ø¯Ø§ للاخوان المسلمين ÙÙŠ وقت لاØÙ‚ من الثمانينيات متسائلاً: "طيب ليه بناتك ساÙرات ياستاذ Øامد Ùˆ ليه ما تÙلزÙمهÙمش بواØد من الØجاب ده اللي عايزين من مجلس قيادة الثورة Ùرضه على الستات بمراسيم"!ØŸ
بعد Ùشل هذا اللقاء Øاول "الاخوان المسلمون" صياغة Ø£Ùكار جديدة Øول شكل النظام السياسي الذي يجب ان تØدده الثورة Øيث كتب سيد قطب مقالاً ÙÙŠ جريدة "الأخبار" بتاريخ 8 أغسطس 1952Ù….. وجاء هذا المقال ÙÙŠ صيغة رسالة مطالب موجهة إلى اللواء Ù…Øمد نجيب رئيس مجلس قيادة الثورة طالبه Ùيها بدستور لا ÙŠØمي البلاد من Ùساد الملك ÙˆØاشيته ولكن من Ùساد الأØزاب والصØاÙØ©!!
ومضى سيد قطب ÙÙŠ هذا المقال/ الرسالة قائلاً: "إن لم تØققوا أنتم التطهير الشامل الذي لا ÙŠØ¨ÙŠØ Ø§Ù„Øرية السياسية إلا للشرÙاء Ùالشعب الذي اØتمل ديكتاتورية طاغية باغية شريرة قادر على أن ÙŠØتمل ديكتاتورية مؤمنة نزيهة، على Ùرض ان قيامكم بØركة للتطهير يعتبر ديكتاتورية بأي وجه من الوجوه"!!
ÙÙŠ أيام الثورة الأولى وقبل أن يعود المرشد العام من مصيÙÙ‡ بالإسكندرية وقÙت الثورة إلى جانب جماعة الإخوان المسلمين وتمثل ذلك ÙÙŠ عدد من القرارات التي أصدرها مجلس قيادة الثورة ومن بينها إعادة التØقيق ÙÙŠ مصرع المغÙور له الشيخ Øسن البنا، والقبض على المتهمين باغتياله وتقديمهم لمØكمة جنايات القاهرة.. وقد أصدرت المØكمة برئاسة الأستاذ Ù…Øمود عبدالرازق وعضوية الأستاذين Ù…Øمد متولي ومØمد Ø´Ùيع المصيرÙÙŠ Ø£Øكاماً قاسية بØÙ‚ المتهمين والزمتهم بالتكاÙÙ„ مع الØكومة بدÙع عشرة آلا٠جنيه ــ وهو مبلغ كبير ÙÙŠ ذلك الوقت Ù€ على سبيل التعويض لزوجة المرØوم Øسن البنا وأولاده القصر والمشمولين بولاية جدهم الشيخ Øسن البنا!!
كما أصدر مجلس قيادة الثورة عÙواً خاصاً عن قتلة المستشار اØمد الخازندار من أعضاء الجهاز الخاص للإخوان المسلمين وعن بقية المسجونين ÙÙŠ قضية اغتيال رئيس الوزراء النقراشي باشا، بالإضاÙØ© إلى العÙÙˆ عن المØكوم عليهم ÙÙŠ قضية Ø¥Øراق مدرسة الخديوية الثانوية للبنات من قبل المتشددين ÙÙŠ جماعة الإخوان المسلمين.. وقد خرج كل هؤلاء المعÙÙˆ عنهم من قبل مجلس قيادة ثورة 23 يوليو من السجن إلى مقر الجماعة وسط مظاهرة سياسية عقدوا ÙÙŠ ختامها مهرجاناً خطابياً كبيراً.
بعد ذلك اصدر مجلس قيادة الثورة قراراً خاصاً بالعÙÙˆ الشامل عن كاÙØ© المعتقلين السياسيين باستثناء الشيوعيين وبلغ عدد المÙرج عنهم 934 معتقلاً معظمهم من الإخوان المسلمين.. كما قامت الثورة بتقديم خصم الإخوان اللدود إبراهيم عبد الهادي باشا إلى المØاكمة بتهمة تعذيب "الإخوان المسلمين".
هكذا يناورون: تدل الاعتراÙات التي أدلى بها قادة الإخوان بعد Ø£Øداث 1954Ù… بميدان المنشية ÙÙŠ الاسكندرية على أنهم بدأوا يعملون ضد الثورة ÙÙŠ ثلاثة اتجاهات:
الاتجاه الأول: معارضة المÙاوضات المصرية البريطانية بشأن جلاء القوات البريطانية عن مصر وتوقيع اتÙاقية الجلاء، وكان الإخوان اقترØوا على مجلس قيادة الثورة التوق٠عن أسلوب المÙاوضات وإعلان الجهاد ÙˆÙØªØ Ø§Ù„Ù…Ø¬Ø§Ù„ للمتطوعين من الإخوان للقتال.
وتم الرد عليهم ("بأنكم بهذا Ø§Ù„Ù…Ù‚ØªØ±Ø ØªØ³Ø¹ÙˆÙ† إلى استنÙار الانجليز ضد النظام الجديد وهو ما لم تÙعلوه مع الملك.. بل إنكم أيدتم رئيس الوزراء الطاغية إسماعيل صدقي الذي وقع مع بريطانيا على معاهدة 1936Ù… المعروÙØ© بمعاهدة صدقي Ù€ بيÙÙ† وخرجتم بمظاهرة تأييد لهذا الطاغية، ووظÙتم Ùيها الدين والقرآن لخدمة أهداÙÙ‡ السياسية وأهداÙكم التي تقاطعت معها Øين رÙعتم ÙÙŠ تلك المظاهرة شعار: "وأذكر ÙÙŠ الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد").
وبعد إلغاء معاهدة 1936Ù… ÙÙŠ 18 أكتوبر 1951Ù… تØت ضغط الكÙØ§Ø Ø§Ù„Ù…Ø³Ù„Ø ÙˆØ§Ù„Ø¹Ù…Ù„ الÙدائي ضد الانجليز ÙÙŠ قناة السويس قال المرشد العام الجديد لمندوب جريدة "الجمهوري المصري" ÙÙŠ 25 أكتوبر 1951Ù…: "وهل تظن أن أعمال العن٠ستخرج الانجليز من البلاد؟.. إن واجب الØكومة اليوم أن تÙعل ما ÙŠÙعله الإخوان من تربية الشعب وإعداده أخلاقياً Ùذلك هو الطريق الصØÙŠØ Ù„Ø¥Ø®Ø±Ø§Ø¬ الانجليز من مصر، كما خطب المرشد العام الهضيبي ÙÙŠ شباب الإخوان قائلاً: "اذهبوا واعتكÙوا على تلاوة القرآن الكريم"!!
وقد رد عليه خالد Ù…Øمد خالد ÙÙŠ (روز اليوسÙ) تØت عنوان "أبشر بطول سلامة يا جورج" ÙÙŠ تاريخ 30 أكتوبر 1951Ù… قائلاً: "الإخوان المسلمون كانوا أملاً من آمالنا لم ÙŠØركوا ولم يقذÙوا ÙÙŠ سبيل الوطن بØجر ولا طوبة، ÙˆØين وق٠مرشدهم الÙاضل يخطب منذ أيام ÙÙŠ عشرة آلا٠شاب قال لهم "اذهبوا واعتكÙوا على تلاوة القرآن، ولا تتورطوا بالقتال".
الاتجاه الثاني: الاتصال بمستر ايÙانز المستشار السياسي ÙÙŠ السÙارة البريطانية بالقاهرة Øيث عقدوا معه عدة اجتماعات استمرت عدة ساعات ÙÙŠ منزل الدكتور Ù…Øمد سالم الذي Ø£ÙˆØ¶Ø Ù„Ù…Ø³ØªØ± ايÙانز موق٠الإخوان. وكانت هذه الاتصالات موضع مناقشة أثناء Ù…Øاكمة الإخوان، Øيث Ø£ØªØ¶Ø Ù…Ù† اعتراÙات المتهمين Øقائق كثيرة ومنها ان البكباشي الإخواني عبدالمنعم رؤو٠قابل أيضاً موظÙاً كبيراً ÙÙŠ اØدى السÙارات الأجنبية وأخبره بأنه يتØدث باسم الإخوان ومرشدهم وأنهم سيتولون مقاليد الØكم ÙÙŠ مصر بالقوة ويطلبون تأييد السÙارة البريطانية للانقلاب الجديد، ثم أضا٠أن "الإخوان" على استعداد بعد ان يتولوا مقاليد الØكم للاشتراك ÙÙŠ Øل٠عسكري مع الغرب ضد الشيوعية، وأن هذا الØل٠لن يتØقق ما دام جمال عبدالناصر على قيد الØياة. وكان المرشد العام للإخوان المسلمين Ø§Ù‚ØªØ±Ø Ø¹Ù„Ù‰ قادة الثورة ان تدخل مصر ÙÙŠ Øل٠عسكري مع الغرب ضد روسيا وربطت الصØ٠بين توقيت الاعتداء الذي قامت به إسرائيل على الØدود المصرية ÙÙŠ رÙØ ÙˆØ¨ÙŠÙ† Ù…Øاولة الإخوان لبدء تنÙيذ خطتهم!!
الاتجاه الثالث: تنشيط الجهاز السري من خلال ضم أكبر عدد من ضباط البوليس والجيش إليه، وقد اتصلوا بعدد من الضباط الأØرار وهم لا يعلمون انهم من تنظيم الضباط الأØرار Ùسايروهم وساروا معهم ÙÙŠ خطتهم.. وكانوا يجتمعون بهم اجتماعات أسبوعية ويأخذون عليهم من هذه الاجتماعات عهداً وقسماً بان يطيعوا ما يصدر إليهم من أوامر المرشد العام وألا ينقضوا بيعتهم للمرشد.. كما جندوا عدداً من ضباط الص٠وعندما تجمعت كل هذه المعلومات استدعى عبدالناصر Øسن العشماوي وقال له: "إنني اØذركم من أن ما ÙŠØدث سيلØÙ‚ الضرر بالبلاد ثم وضع أمامه كل ما تجمع لدى مجلس قيادة الثورة Ùوعد بان يتصل بالمرشد العام ويبØØ« معه هذا الأمر ولكنه خرج ولم يعد على Øد تعبير بيان مجلس قيادة الثورة الذي صدر عقب Ù…Øاولة اغتيال جمال عبدالناصر ÙÙŠ وقت لاØÙ‚ من عام 1954Ù… بميدان المنشية ÙÙŠ الاسكندرية!!
ÙˆÙÙŠ اليوم التالي استدعى جمال عبدالناصر Ùضيلة الشيخ سيد سابق والدكتور خميس Øميدة وابلغهما ما لديه من معلومات وما ابلغه Ù„Øسن العشماوي ÙÙŠ اليوم السابق Ùوعداه بأن يعملا على وق٠هذا النشاط الضار.. ولكن النشاط لم يتوق٠بل اتسع!!
ومما له دلالة عميقة ان المرشد العام للإخوان المسلمين أدلى Ø¨ØªØµØ±ÙŠØ ØµØÙÙŠ يوم 5 يوليو 1953Ù… لوكالة (الأسوشييتد برس) قال Ùيه: "اعتقد أن العالم الغربي Ø³ÙˆÙ ÙŠØ±Ø¨Ø ÙƒØ«ÙŠØ±Ø§Ù‹ إذا وصل الإخوان إلى الØكم ÙÙŠ مصر، وأنا على ثقة بأن الغرب سيÙهم مبادئنا المعادية للشيوعية والاتØاد السوÙييتي وسيقتنع بمزايا الإخوان المسلمين".. وهكذا قدم المرشد العام مزاياه للغرب الاستعماري آنذاك.. ولعل هذا الموق٠وغيره من مواق٠الإخوان المسلمين هو الذي دÙع المستر انثوني ايدن وزير خارجية بريطانيا إلى أن يسجل ÙÙŠ مذكراته "أن الهضيبي كان Øريصاً على إقامة علاقات ممتازة معنا، بعكس الرئيس جمال عبد الناصر".
مرة أخرى، Ø£Ø³ØªØ³Ù…Ø Ø§Ù„Ø£Ø³ØªØ§Ø° Ø£Øمد الØبيشي ÙÙŠ نقل بعضاً من مقاله الرائع، ليستÙيد به من لم يعلم من أبناء مصر عن تاريخ الأخوان المسلمين.
مما يذكر أن جمال عبد الناصر القائد الوطني المصري، المسلم قلباً وقالباً وقولا ÙˆÙعلا، قال ÙÙ‰ Ø£Øد لقاءاته مع ÙˆÙد من الكنيسة: "مصر للمصريين جميعا ØŒ لاÙرق ولا Ùروق ولا Ùاروق".