تشهد الأوساط الدينية حالة من الغضب الشديد تسبب بها الشيخ أحمد همام، خطيب بمديرية أوقاف الإسكندرية، بسبب دعمه لقتل المسيئين للنبي، وامتداحه لجريمة القتل التي وقعت في فرنسا، حيث نشر الإمام عبر صفحته علي موقع التواصل الإجتماعي "فيس بوك" منشوراً يدافع به عن الشخص الذي تسبب في حادث مقتل الفرنسين في فرنسا، معتبره "حفيد من أحفاد خالد بن الوليد" بحسب زعمه.
 
وقال الخطيب: «الأمة فيها رجال احفاد خالد و جعفر، هذا الرجل الذي دفع حياته غيرة على نبيه صلى الله عليه وسلم لما قتل مسيئا إلى النبي صلى الله عليه وسلم في فرنسا.. الشاب في مقتبل العمر و ليست عنده مشاكل اقتصادية».
 
وإختتم بقوله: «فأنت بحق تاج على رؤوس المسلمين ووسام على صدورهم قد صفعت بذلك أدعياء الاسلام صفعة التأديب على وجوههم، ونسأل الله لك أن تكون في منازل الشهداء في أعلى جنان الخلد»
 
«نصير»: تصريحاته بعيدة عن صحيح الدين ويجب التحقيق معه
بدورها انتقدت د. آمنة نصير استاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، تصريحات الإمام الأزهري، مطالبة بالتحقيق معه وتطهير المؤسسات من أي شخص ذا فكر تحريضي ضد الإنسانية، مؤكدة أن تلك التصريحات بعيدة عن صحيح الدين.
 
وقالت نصير لـ«الوطن»: تلك التصريحات نوع من غذء العقلية الثائرة في هذا الوقت، وهو أمر لا أرحب به، فهو قطع للتواصل بين الأخوة الإنسانية، فما حدث في عهد النبي والعصر الاول لا يصلح للقياس عليه، فهناك قوانين دولية للعلاقات الإنسانية، لابد وأن نراعيها حتي لا تكون الفتنة أعم مائة مرة، فهذا قياس لا يصلح لا للإنسان المعاصر ولا للثقافة ولا لظروف العصر الحالي.
 
وأضافت: إذا أردنا معالجة التصرف المسئ للنبي، لا يكون بالتحريض علي القتل، بل أن تكون هناك وقفة شاملة لجميع المؤسسات الإسلامية في العالم ويكون اجتماع شامل وأتمني ان يقود هذا الاجتماع مؤسسة الأزهر الشريف، للخروج بإجماع دولي لمنع الإساءة للدين الإسلامية ونبي الرحمة ومنع الإساءة للأديان السماوية، وهذا أمر يحكمه القانون، فليس لكل شخص أن يطبق بيده أمور خاص بأولي الأمر، والقانون هو الحكم وليس الأهواء الشخصية.
 
عبد الحميد الأطرش: بن الوليد لم يشجع علي القتل
وقال الشيخ عبد الحميد لشيخ عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر الشريف، أن الله تعالي لم يامر بقتل غير المسلمين، وأن النبي صلي الله عليه وسلم كان يحافظ علي الدماء دون إرقاتها، لقول الله سبحانه وتعالي في كتابه:" ومن أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ولقد جاءتهم رسلنا بالبينات ثم إن كثيرا منهم بعد ذلك في الأرض لمسرفون"
 
أضاف الأطراش لـ"الوطن"، أن تصريح الإمام يحرض علي القتل والفتنة بين المسلمين وغيرهم، ولا يوجد في هذا الزمان من يشبة بخالد ابن الوليد سيف الله ، لأنه لم يشجع علي القتل، بل كانت الصحابة تحافظ علي مبادي رسول الله في الحفاظ علي النفس البشرية. وأكد أن مصر ووزارة الأوقاوف والأزهر الشريف ادانوا الهجوم علي فرنسا، متسائلا:" كيف للإمام أن يجرؤ علي تشجيع قتل الفرنسين؟".
 
الأزهر يدين واقعة القتل: تتنافى مع تعاليم الإسلام السمحة
يذكر أن الأزهر الشريف وإمامه الأكبرأدان بشدة الهجوم الإرهابي البغيض الذي وقع صباح الخميس، بالقرب من كنيسة نوتردام في مدينة نيس الفرنسية، والذي أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة آخرين
 
مؤكدا أنه لا يوجد بأي حال من الأحوال مبررا لتلك الأعمال الإرهابية البغيضة التي تتنافى مع تعاليم الإسلام السمحة وكافة الأديان السماوية، داعيا إلى ضرورة العمل على التصدي لكافة أعمال العنف والتطرف والكراهية والتعصب.وحذر الأزهر من تصاعد خطاب العنف والكراهية، داعيا إلى تغليب صوت الحكمة والعقل والالتزام بالمسئولية المجتمعية خاصة عندما يتعلق الأمر بعقائد وأرواح الأخرين.
 
ولم تكن هذه المرة الأولي التي آثار الإمام الموقوف الجدل، بل كانت وزارة الأوقاف أحالت الإمام المذكور في مايو 2020 بناء على مذكرة مديرية أوقاف الإسكندرية المعتمدة من رئيس القطاع الديني، أحمد همام محمود همام، إلى باحث دعوة، مع التنبيه على جميع مساجد الجمهورية بعدم تمكينه من صعود المنبر أو إلقاء الدروس أو إمامة الناس بالمساجد.
 
وكان قد علق الإمام حينها عبر فيديو بثه علي موقع التواصل الإجتماعي " يوتيوب" قائلا:" تم التحيق معي واعترفت للوزارة الأوقاف في التحقيقات إني نشرت ذلك المنشورات علي صفحتي الرسمية علي موقع التواصل الإجتماعي " فيس بوك" ولم أندم علي مانشرته