خاص الأقباط متحدون – تقرير- إسحق إبراهيم
تحتفل مصر اليوم "بيوم المرأة المصرية" الذي يوافق 16 مارس من كل عام، وهو اليوم الذي يواكب ذكرى سقوط أول شهيدة مصرية على يد قوات الاحتلال البريطاني أثناء مظاهرة نسائية وذكرى تأسيس أول اتحاد نسائي مصري أثناء ثورة 1919، وذلك التزاماً بقرار الأمم المتحدة الذي يحث الدول الأعضاء على الاحتفال بيوم المرأة الخاص بها على أن يكون هذا اليوم مرتبط بحدث تاريخي للبلد نفسه.
وقد تظاهرت في هذا اليوم أكثر من 300 سيدة بقيادة السيدة هدى شعراوي رافعين أعلام الهلال والصليب كرمز للوحدة الوطنية ومنددين بالاحتلال البريطاني والاستعمار، وفي نفس هذا اليوم وبعد مرور أربعة أعوام نادت السيدة هدى شعراوي بمظاهرة أخرى وهي الأولى من نوعها لتأسيس أول اتحاد مصري للمرأة وكان هدفها هو تحسين مستوى تعليم المرأة وضمان المساواة الاجتماعية والسياسية.
وكشفت إحصاءات للجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء عن ارتفاع نصيب السيدات العاملات في وظيفة مدير عام إلى نسبة 24 في المائة وفي هيئات التدريس بالجامعة إلى 40 في المائة وفي تعيينات السفراء إلى 32 في المائة وفي النقابات المهنية إلى 28 في المائة كما ارتفعت نسبة تمثيل النساء في المجالس المحلية كما ذكر اللواء أبو بكر الجندي رئيس الجهاز إلى 5 في المائة في دورة 2008، وفي هيئة النيابة الإدارية إلى 34 في المائة وفي وظائف الإدارة العليا بقطاع الإذاعة إلى 63 في المائة وارتفعت نسبة تمثيل المرأة في مجلس الشورى إلى 8 في المائة عام 2007 وسجلت نسبة المقيدات بالجداول الانتخابية ارتفاعاً وصل إلى 40 في المائة من نسبة المقيدين في عام 2007.
وقد شهد عام 2008 تقلد أول امرأة مصرية لمنصب مأذون وكذلك أول امرأة تشغل منصب العمدة وتعيين سيدة لرئاسة هيئة المفوضين بالمحكمة الدستورية العليا.
وينظم المجلس القومي للمرأة مؤتمره السنوي في هذا التوقيت، حيث بدأ فعالياته السبت الماضي تحت عنوان "المرأة في مواقع القيادة تحقيقاً للعدالة الاجتماعية" بمشاركة عدد من الخبراء الدوليين في هذا المجال لوضع تصور واضح للعلاقة الإيجابية بين وصول المرأة إلى مواقع القيادة واتخاذ القرار, وتحقيق التنمية المتوازنة حيث ركزت المناقشات حول سبل التصدي للمعوقات التي تواجه المرأة في الوصول إلى المناصب القيادية والتوصل إلى ملامح سياسات عامة توفر بيئة أكثر دعماً للمرأة في مناصب القيادة.
عقدت عدة ندوات وورش عمل خلال المؤتمر تناقش الخبرات الوطنية في مجال المرأة والقيادة حيث يتم تحليل أوضاع المرأة بالاستناد إلى تقارير المجلس التي صدرت عن مؤتمره السابق حول المرأة في مواقع القيادة الذي عقد في العام الماضي لا مركزياً على مستوى المحافظات، وتعرض الدكتور محمود شريف عضو المجلس التجربة المصرية في القيادة، وناقش أوضاع المرأة المصرية في مواقع القيادة في أربعة محاور هي السياسية, والمجتمع المدني, والقطاع الحكومي والخاص, وشارك فيه 12 ألف شخص من جميع القطاعات.
وأشار الدكتور محمود شريف إلى ضرورة تحليل النتائج المتباينة لكل محافظة وفق ظروفها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
ناقشت إحدى الجلسة المشاركة السياسية للمرأة حيث تصل نسبتها في جداول الانتخابات الرسمية إلى أكثر من40% من إجمالي المسجلين إلا أن نسبة عضويتها في المجالس النيابية ضعيفة للغاية, وكذلك في المجالس المحلية وإن كانت الانتخابات الأخيرة للمحليات في العام الماضي قد شهدت تحسناً طفيفاً. وأشارت التحليلات التي أجريت على وضع المرأة في المجال السياسي إلى سلبية الأحزاب السياسية في تنمية القدرات السياسية لأعضائها من النساء وإيجاد الكوادر القادرة على خوض الحياة السياسية.
وناقشت الجلسة العامة الثانية موضوع المرأة في مواقع القيادة في القطاع الخاص، وأعد المجلس وثيقة تظهر أن المرأة تمثل22% من إجمالي القوي العاملة, تعمل منها14% في القطاع الخاص المنظم وترتفع النسبة في القطاع غير الرسمي في الحضر وفي الريف, وتمتلك سيدات الأعمال المصريات12% من مجمل المشروعات القومية الكبيرة والمتوسطة وتكمن أساساً في مجالات السياحة والاستيراد والتصدير.
وأكد الدكتورة فرخندة حسن الأمين العام للمجلس القومي للمرأة إن المرأة المصرية استطاعت أن تحتل الكثير من المواقع في كافة مجالات الحياة عامة إلا أنها كغيرها من نساء العالم مازالت تناضل من أجل الوصول إلى مناصب القيادة ولهذا فقد ركز المجلس في مؤتمره السنوي الثامن الذي عُقد في مارس الماضي على دراسة المرأة في مواقع القيادة على المستوى المحلى حيث عقدت مؤتمرات محلية لامركزية في كافة محافظات الجمهورية بهدف إجراء تحليل دقيق وواضح لأوضاع المرأة في مواقع القيادة وتحديد الفرص والتحديات التي تواجهها في هذا المجال.
وأشارت إلى أن هذه القضية لما كانت في حاجة إلى مزيد من تحليل الواقع ودراسة العوامل والأسباب التي تؤثر فيها سلباً وإيجاباً فقد اختار المجلس موضوع مؤتمره التاسع والدولي الأول لمناقشة موضوع رئيسي وهو المرأة ومواقع القيادة تحقيقاً للعدالة الاجتماعية.
وقالت الدكتورة فرخندة حسن الأمين العام للمجلس القومي للمرأة إن المؤتمر يهدف إلى إبراز أهمية مشاركة المرأة في مواقع القيادة واتخاذ القرار وفعالياتها في تعزيز مفاهيم العدالة الاجتماعية وترسيخ الديمقراطية.
وتدور محاوره حول أربعة موضوعات رئيسية هي تحليل موضوعي للواقع الحالي لأوضاع المرأة في مناصب القيادة في مصر في كافة مجالات التنمية الشاملة للمجتمع، مناقشة التحديات والفرص التي تواجه المرأة في مواقع القيادة، التعرف على الخبرات الدولية وتبادل المعلومات في هذا المجال، والتوصل إلى ملامح سياسات عامة توفر بيئة أكثر دعماً للمرأة في مناصب القيادة.
من جانبها تقييم مجموعة احتفالية يوم المرأة والمكونة هذا العام من عشر منظمات هي "مؤسسة المرأة الجديدة، مؤسسة المرأة والذاكرة، مؤسسة قضايا المرأة المصرية، مركز النديم للعلاج والتأهيل النفسي لضحايا العنف، جمعية ملتقى تنمية المرأة، مؤسسة حلوان لتنمية المجتمع- بشاير، مركز وسائل الاتصال الملائمة من أجل التنمية-آكت، المؤسسة المصرية لتنمية الأسرة، الجمعية المصرية للنهوض بالمشاركة المجتمعية، جمعية معاكم للمساعدات الاجتماعية" احتفالا بيوم المرأة وذلك يوم الجمعة القادم 20 مارس بمركز ثقافة الطفل بالسيدة زينب الساعة الواحدة ظهراً ويواكب هذا الاحتفال مناسبتان هما مرور عشرة أعوام على دعوة المجموعة للاحتفال بيوم المرأة الدعوة التي اهتمت بالاحتفال والاحتفاء بدور المرأة النضالي والذي يمثله يوم المرأة العالمي ويوم المرأة المصرية، كما تحتفل المجموعة بمرور ثلاثين عاماً على خروج اتفاقية إلغاء كافة أشكال التمييز ضد المرأة للنور وتبنى الأمم المتحدة لها في 1979، وترفع المجموعة شعار "30 عاماً من الاتفاقية 30 عاماًَ من إهدار الحقوق".
ويشمل هذا الحفل ندوه حول التمييز ضد المرأة وأهم المكاسب التي حصلت عليها المرأة المصرية بعد توقيع الاتفاقية، وأهم التحديات والصعوبات التي تواجه تطبيق الاتفاقية في مصر، وذلك في عدد من المحاور هي الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، والحقوق القانونية، وقانون الجنسية، والعنف ضد المرأة بشكل عام وتحت النزاعات المسلحة بشكل خاص، والاحتفالية مهداه لصمود نساء غزة.
يصاحب الندوة شهادات حية حول أشكال العنف والتمييز التي تتناولها المحاور، كما سيتم عرض حكايات كل يوم للمخرج كريم حنفي وهو فيلم تسجيلي عن الحقوق الاقتصادية للنساء والمصاعب التي تواجه النساء العاملات في ظل قوانين العمل، والتمييز ضد المرأة في أماكن العمل.
وبالتوازي سيكون هناك معارض حول مرور 10 سنوات على الدعوة للاحتفال بيوم المرأة، ومعرض كاريكاتير يضم رسومات مبتكره عن أشكال العنف والتمييز ضد المرأة، ومعرض فوتوغرافي للفنانة آمال عويضة، وينتهي الحفل باستعراضات لفرقة الفالوجه للفنون الشعبية. |